كشفت نتائج المسح الاجتماعي السادس الذي أعدته هيئة تنمية المجتمع في دبي بالشراكة مع مركز دبي للإحصاء، أن أكثر من 95% من المواطنين والمقيمين في إمارة دبي يرونها المكان المفضل للعيش، كما بين المسح تقدم الإمارة على جميع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في متوسط رضا السكان عن حياتهم، حيث بلغ 8.4 على مقياس من 0 إلى 10 مقارنة بـ 7.6 لفنلندا، و7.5 لسويسرا، و7.4 لهولندا.
وبحسب نتائج المسح ارتفع دليل التلاحم الاجتماعي في دبي بنسبة 25% من 0.69 في العام 2011 إلى 0.86 في 2019 بين مجمل السكان على مقياس من 0 إلى 1. وأظهر المسح أن 97% من السكان يكنون احتراماً لبقية سكان الإمارة بمختلف فئاتهم، وأن 94% منهم يوافقون على أن يكونوا جيراناً لفئات مختلفة عنهم من المجتمع سواء من حيث الدين أو الجنسية أو اللغة أو من أصحاب الهمم أو من طبقات اجتماعية مختلفة. وأكد 86% على أنهم يوافقون على إقامة علاقات اجتماعية معهم.
وبين المسح أن 91% من سكان دبي مستعدون للتقارب الاجتماعي مع أصحاب الهمم، و88% منهم يوافقون على التقارب الاجتماعي مع أشخاص لا يتحدثون لغتهم، وأشخاص من غير جنسيتهم، وأشخاص من غير طبقتهم الاجتماعية و87% يوافقون على التعامل مع أشخاص من غير ديانتهم.
إضافة إلى ذلك، أوضحت نتائج المسح ارتفاعاً ملحوظا في نسبة المتطوعين بين المواطنين في دبي بين العامين 2013 و2019 وذلك بمقدار 63%، وهو ما يؤكد ارتفاع وعي الأفراد والمؤسسات بأدوارهم في تعزيز خدمة المجتمع وتقوية التلاحم المجتمعي في الإمارة.
وقال سعادة أحمد جلفار، مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي إن نتائج المسح الاجتماعي جاءت لتؤكد على ما يلاحظه جميع سكان الإمارة من مواطنين ومقيمين من تطور كبير على صعيد التلاحم الاجتماعي والانصهار بين فئات المجتمع المختلفة وتعزيز اندماج الفئات الأكثر عرضة للضرر مثل أصحاب الهمم، وكبار السن، والأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، والأحداث الجانحين والمعرضين للجنوح، وغيرهم. ونوه إلى أن الزيادة الكبيرة في أعداد المتطوعين تؤشر إلى وعي متزايد لدى أفراد المجتمع بدورهم ومسؤولياتهم وما ينتج عن ذلك من ترسيخ للتلاحم بين أفراد المجتمع ويدفع باتجاه تعزيز رضا الأفراد والأسر عن حياتهم.
وقال جلفار: "تلعب البيئة المحيطة دوراً هاماً ومحورياً في الدعم النفسي للفرد، ويساهم التكاتف الاجتماعي والتناغم بين أفراد المجتمع بصورة لا شك فيها في جعل دبي مكاناً مفضلاً للعيش يأتي ذلك إضافة إلى جميع العوامل الأخرى مثل رفاهية أفراد المجتمع وتطور الخدمات وارتفاع الشعور بالحماية والأمان وغيرها".
وأضاف: "المؤشرات المتنوعة التي يقيسها المسح الاجتماعي تعد مرتكزاً لوضع وتقييم السياسات والاسترايجيات الاجتماعية ولتطوير البرامج والخدمات بالنسبة لنا وللعديد من الشركاء، وقد يكون التلاحم الاجتماعي والأسري، وهما ضمن مؤشرات الأجندة الوطنية للدولة، من أبرز المعايير التي يجب الاستناد إليها في وضع خطط وبرامج التنمية الاجتماعية".
وعلى صعيد التلاحم الأسري بين المسح الاجتماعي السادس أن الأسر النووية الإماراتية تفضل الحوار المباشر للتواصل بين أفرادها وذلك بمتوسط 9.1 على مقياس من 0 إلى 10، وتأتي المكالمات الهاتفية في المرتبة الثانية كطريقة مفضلة للتواصل بمتوسط 7.5 على المقياس نفسه . أما بالنسبة للأسر الإماراتية الممتدة فكشف المسح أن الطريقة المفضلة للتواصل بين أفرادها، هي الزيارات والمكالمات الهاتفية بمتوسط 6.6 لكل منهما على مقياس من 0 إلى 10.
وأوضح المسح أنه وعلى الرغم من أن الأعداد المفضلة للأطفال بين الإماراتيين في دبي كانت بين 4 و5 أطفال إلا أن هناك عددا من العوامل التي تؤدي إلى التقليل من الإنجاب من وجهة نظرهم .
وعلى صعيد الأداء الشرطي، بين المسح ثقة 98% من سكان دبي في مراكز الشرطة الموجودة بالقرب منهم وهي نسبة تفوق ثقة السكان في مراكز الشرطة في أوروبا الغربية التي كانت 84% وجنوب شرق أسيا 83% وأمريكا وكندا 79% (حسب التقرير العالمي للقانون والنظام الصادر عن معهد جالوب في 2019).
كما ارتفعت نسبة الذين يشعرون بالأمان عند التجوال وحيدين ليلاً في المنطقة السكنية بين عامي 2015 و2019 بين الإماراتيين من 89.4% إلى 91.9% وبين غير الإماراتيين من 96.3% إلى 97.7% ، وارتفعت نسبة الذين يشعرون بالحماية والأمان من الجريمة في دبي بين عامي 2011 و 2019 بين غير الإماراتيين من %96.7 إلى 99 % وبين الإماراتيين %86 إلى 97.4%.
من جهته قال سعادة عارف المهيري المدير التنفيذي لمركز دبي للإحصاء: "شراكتنا مع هيئة تنمية المجتمع راسخة وتتطور يوما بعد يوم، ويعد المسح الاجتماعي من أبرز المسوح التي يتم تنفيذها بشكل دوري ومنتظم منذ نحو عقد من الزمن، هذه الشراكة البناءة أتاحت تحقيق تطوراً كبيراً في حجم وجودة الإحصاءات الاجتماعية والتي تعتبر أحد أهم المدخلات المعلوماتية لاستراتيجيات وسياسات وخطط وبرامج التنمية الاجتماعية، ونحرص من جهتنا دائماً على العمل وفقاً لأحدث المنهجيات العلمية وتطبيق أحدث التقنيات الاحصائية في مختلف مشاريعنا وبرامجنا ومنها بلا شك المسح الاجتماعي، الذي نوليه اهتماماً كبيراً لإيماننا التام بأهمية مخرجاته وحرص الحكومة بشكل عام وهيئة تنمية المجتمع بشكل خاص على الاستثمار في مخرجاته في عمليات التنمية الاجتماعية وتقديم أرقى الخدمات الاجتماعية للمواطنين والمقيمين".
التعليقات