العالم العربي ينعي "إبراهيم العابد".. رائد الإعلام الإماراتي

فقد المجال الإعلامي العربي والإماراتي بالتحديد، أحد أعمدة الإعلام المسؤول، المستشار إبراهيم العابد، مستشار مجلس الإدارة بالمجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات، عن عمر يناهز 78 عاما.

وأشادت وسائل إعلام عربية وإقليمية ودولية بمناقب سعادة إبراهيم العابد الذي انتقل إلى جوار ربه الثلاثاء الماضي، ووصفته بأنه كان شخصية إعلامية رائدة تركت إرثا هائلا على الصعيد الصحفي والإعلامي.

فمن جانبها أشادت وكالة أسوشيتد بريس الأمريكية بما كان يتحلى به من صفات على الصعيد المهني وأكدت أنه كان مستشارا إعلاميا موثوقا يتسم بالمهنية والمصداقية.

فيما نشرت جريدة "الواشنطن بوست" مقالا بعنوان "وفاة مؤسس وكالة أنباء الإمارات عن عمر يناهز 78 عاما.. مشيرة إلى أن العابد الشخصية الإعلامية المرموقة الحائزة على العديد من الجوائز أسس وكالة أنباء الإمارات "وام" في عام 1977 .. و في عام 1978 أسس القسم الإنجليزي في الوكالة وشغل فيما بعد منصب مدير عام المجلس الوطني للإعلام ثم مستشار رئيس المجلس.

من ناحيتها سلطت وكالة الأنباء الإسبانية الضوء على مسيرة الفقيد وقالت إن إبراهيم العابد عمل في صناعة الإعلام في الإمارات العربية المتحدة طوال خمسة عقود، وأوضحت في مقال لها بثته بعنوان "مؤسس وكالة أنباء الإمارات " إن العابد تخرج في الجامعة الأمريكية في بيروت و حصل على ليسانس العلوم السياسية والإدارة العامة و انتقل إلى الإمارات في عام 1975 ليعمل بوزارة الإعلام و الثقافة ليتم تكليفه بتأسيس وكالة أنباء الإمارات "وام".

وعربيا أفردت جريدة "الدايلي تريبيون" الناطقة بالانجليزية في مملكة البحرين رسالة نعي لوزير الإعلام البحريني سعادة علي بن محمد الرميحي ثمن فيها مساهمات " العابد " في الإعلام الإقليمي.. مشيرا إلى أن الإعلام العربي و الخليجي فقد رائدا بحق للإعلام المسؤول.

من جانبها بثت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" بيانا لرئيس مجلس إدارتها مديرها العام الشيخ مبارك دعيج الإبراهيم الصباح نعى فيه الفقيد.

وأكد الشيخ مبارك نائب رئيس اتحاد وكالات الأنباء العربية أن العابد كان ضمن قادة الإعلام المرموقين الذين ساهموا في تأسيس المؤسسات الإعلامية في الإمارات العربية المتحدة ووصفه بأنه كان شخصا نبيلا ودودا و مثالا للاخلاص والتفاني حقق نقلة نوعية في الإعلام في الإمارات العربية المتحدة من خلال عدد كبير من المطبوعات الثقافية التي قدمت صورة حضارية للعديد من الدول حول العالم.

وزارة شؤون الرئاسة تنعي إبراهيم العابد

ونعت وزارة شؤون الرئاسة المغفور له سعادة إبراهيم العابد الذي وافته المنية اليوم.

وأصدرت الوزارة البيان التالي: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي".. صدق الله العظيم.

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره تنعي وزارة شؤون الرئاسة المغفور له إبراهيم العابد الذي وافته المنية اليوم.

وتعرب وزارة شؤون الرئاسة عن خالص عزائها ومواساتها.. سائلة المولى القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وعظيم غفرانه وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، " إنا لله وإنا إليه راجعون".

اتحاد وكالات الأنباء العربية ينعى إبراهيم العابد

كما نعى اتحاد وكالات الأنباء العربية سعادة إبراهيم العابد احدى قامات الاعلام في العالم العربي والذي رحل اليوم .

وأكد في بيان أن الراحل ساهم بحيوية مشهودة في تأسيس اتحاد وكالات الأنباء العربية وحضر العديد من مؤتمراته وساهم في وضع الخطط الكفيلة بتطوير صحافة وكالات الانباء بشكل خاص والاعلام العربي بشكل عام .

الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب تنعي إبراهيم العابد

ونعت الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب فقيد الوسط الإعلامي العربي المغفور له إبراهيم العابد الذي رحل اليوم.

وقال الوزير مفوض الدكتور فوزي الغويل مدير أمانة مجلس وزراء الإعلام العرب لدى جامعة الدول العربية "ننعي بكل حزن شخصية إعلامية عربية فذة كان لها دور كبير في تفعيل كل الفعاليات والأنشطة التي أشرفت عليها أمانة مجلس وزراء الإعلام العرب بقطاع الإعلام والإتصال بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية".

وأضاف إن الوسط الإعلامي الرسمي بالوطن العربي فقد أحد أهم الخبراء الإعلاميين وأحد أهم رموزه الذين كان لهم دور فعال ومؤثر في تأسيس مشروع العمل الإعلامي العربي منذ عقد السبعينيات وهو الراحل المستشار ابراهيم العابد رئيس الدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب "2015".

إبراهيم العابد

 

"وام" ترثي مؤسسها: إبراهيم العابد .. جف القلم وبقي الفكر والتأثير

فقدت الإمارات اليوم الثلاثاء الأستاذ إبراهيم العابد أحد أهم وأبرز الإعلاميين في الإمارات والمنطقة عن عمر يناهز 78 عاماً قضى أغلبها في بلاط صاحبة الجلالة. وبرحيل العابد يطوي الإعلام الإماراتي صفحة أحد أهم وأكثر الإعلاميين حضوراً وتأثيراً في تاريخه، الرجل الذي نذر نفسه لتوثيق مرحلة تأسيس الاتحاد، ونقل إنجازاته إلى العالم أجمع بحرفية قل نظيرها، وبحس عال من المسؤولية الوطنية.

ومثل الراحل بمسؤوليته وحرفيته مدرسة تتلمذ فيها جيل كامل من الإعلاميين الإماراتيين والعرب، الذين تحولوا فيما بعد وبحسب قوله إلى رصيد ثمين من الزملاء والأصدقاء، فقد كان رحمه الله في مقدمة الداعين والداعمين لأبناء الإمارات للانضمام لمهنة الإعلام وأخذ مكانهم في خدمة الوطن في هذا الميدان الحيوي.

ويعد العابد قيمة إعلامية وأدبية وبصمة يصعب أن تتكرر، وظل "رحمه الله" حتى آخر يوم في حياته متمسكاً بشغفه للمهنة ومواظبا على العمل فيها، رافضاً الانفصال عنها، فقد كان على الدوام حاضراً بتوجيهاته، وآرائه، ومشاركاً بقوة في النقاشات والمعارض والمؤتمرات والمحافل الإعلامية والثقافية الكبرى.

ويعتبر العابد مثالا للإعلامي الملتزم بكل ما تحمله مهنة الإعلام من قيم أخلاقية ووطنية وإنسانية، وقد كانت للراحل مقولة مهمة لخص فيها مهنة الإعلام حينما وصفها بالمهنة التي تحمل الكثير من الفرص المثيرة للفرد في تحقيق الذات، والمساهمة في تطوير المجتمع، من خلال نشر المعرفة، والتشارك في مناقشة القضايا المهمة، وبناء رأي عام مستنير، وتعزيز ثقافة وطنية وإنسانية ثرية، مضيفا أنها في الوقت نفسه تحمل الكثير من التحديات الجسيمة التي يحتاج الإعلامي للتعامل معها بكل دقة وانتباه، نظرا للدور البارز الذي يلعبه الإعلام في نقل المعلومات ونشرها بشكل سريع وفي رقعة واسعة أصبحت تغطي كل أرجاء العالم.

وعلى الرغم مما حققه من مجد في عالم الإعلام المحلي والعربي بقي العابد حتى اليوم الأخير من حياته مثالا للتواضع، فكان أخا للكبير وأبا للصغير والصديق الصدوق الذي لا يبخل بالنصح والإرشاد على أحد، وقد كان رحمه الله يؤكد دائماً أن النجاح يتطلب دائماً الاستفادة من الأخطاء والتعلم المستمر .. وهي النصيحة التي ظل يرددها على مسامع جميع العاملين في المهنة من حوله.

ولا شك أن الراحل يعتبر حالة استثنائية في الإعلام الإماراتي الذي عمل على النهوض به على مدى 45 عاما وذلك منذ أن التحق في عام 1975 بوزارة الاعلام وتولى مسؤولية الإعلام الخارجي، ومن ثم انتقاله لتأسيس وكالة أنباء الإمارات "وام" عام 1977 التي تولى إدارتها حتى 1989 ثم كُلف بإدارتھا عام 1997، وصولا إلى تعيينه كمدير عام المجلس الوطني للإعلام ومن ثم مستشاراً لرئيس المجلس .

ونهض العابد بالكثير من المسؤوليات الإعلامية باقتدار سواء على المستوى المحلي أو العربي، وحظي خلال مسيرته بالعديد من التكريمات حيث كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بتسليمه جائزة شخصية العام الإعلامية 2014، كما كرمه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتسليمه "جائزة أبوظبي 2018"، كما نال رحمه الله الكثير من الجوائز مثل جائزة تريم عمران عام 2007 و جائزة جميع أصدقاء الكتاب في بيروت وغيرها العديد من الجوائز.

وأشرف إبراهيم العابد خلال مسيرته على تحرير الكتاب السنوي للإمارات والكتيبات والمطبوعات الأخرى التي تصدر عن إدارة الإعلام الخارجي، كما شارك في تأليف كتاب "رؤى مستقبلية" عن دولة الإمارات عام 1979، وأصدر العابد 12 كتابا وعشرات الدراسات والأبحاث .

تخجل الكلمات في رثاء العابد وترفض اختزال مسيرة طويلة من العطاء بين سطورها، ويبقى "الأستاذ" حاضراً بتأثيره وفكره في الذاكرة الوطنية والإعلامية .. وسيبقى الإعلام الإماراتي وفياً لرواده ومؤسسيه.

التعليقات