وزير الدفاع الإماراتي: في 6 مايو تحقق حلم مؤسس وباني نهضة الدولة الشيخ زايد

رفع معالي محمد بن أحمد البواردي، وزير الدولة لشؤون الدفاع الإماراتي، أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، بحلول الذكرى الرابعة والأربعين لتوحيد القوات المسلحة.

وعبر البواردي في كلمة عبر مجلة "الجندي" عن عميق الشكر والامتنان للقيادة الرشيدة لجهودها وتوجيهاتها وحرصها الدائم على تطوير قدرة وكفاءة القوات المسلحة لتضاهي اليوم قدرة وكفاءة أفضل الجيوش العالمية.

وفيما يلي نص الكلمة:

بحلول الذكرى الرابعة والأربعين لتوحيد قواتنا المسلحة، أتشرف بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع منتسبي القوات المسلحة أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة "حفظه الله"، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله"، وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للإتحاد حكام الإمارات، معبراً عن عميق الشكر والامتنان لقيادتنا الرشيدة لجهودها وتوجيهاتها وحرصها الدائم على تطوير قدرة وكفاءة القوات المسلحة لتضاهياليوم قدرة وكفاءة أفضل الجيوش العالمية.

يعتبر السادس من مايو عام 1976، أحد الأيام الخالدة في تاريخ الإمارات والذي تحقق فيه حلم مؤسس الدولة وباني نهضتها الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، عندما قام بتوحيد القوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة تحت راية وقيادة واحدة، لتصبح منذ ذلك الحين الدرع الذي يحمي الوطن ويصون مقدراته، والسيف الذي يذود عن حياضه ومكتسباته التنموية، ويرد أي محاولات للنيل من سيادته وكرامته، ولتتواصل بعدها مسيرة الإرتقاء بقدرة وكفاءة قواتنا المسلحة لتشهد اليوم عصرها الذهبي في إطار المنظومة التنموية الشاملة للدولة وفي ظل الرعاية الكريمة للقيادة الرشيدة، ذلك أن الجهود الوطنية المخلصة التي بُذلت لتطوير وتحديث القوات المسلحة طوال العقود الماضية قدحققت نقلة نوعية في قدراتها وكفاءتها، وجعلت منها نموذجاً يشار إليه بالبنان ويحظى بالتقدير والاحترام من العالم كله.

لقد تجسد الدور الخالد للوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله"، من خلال تذليله لكافة المصاعب والتحديات وتمكنه من توحيد القوات المسلحة تحت راية وقيادة واحدة، ليمثل هذا الإنجاز جزءا من صناعة تاريخ الدولة وذكرى تبقى محفورة في وجدان أبناء الوطن ومدونة في أنصع صفحات تاريخه بحروف من نور، لقد جاء القرار التاريخي في السادس من مايو 1976 لتوحيد القوات المسلحة بناء على إدراك زايد "رحمه الله" ووعيه بأهمية وجود قوة عسكرية رادعة وقادرة على حماية كيان الدولة ومسيرة تطورها ولتكون الضمانة لاستمرار عجلة التنمية فيها، كما كان استكمالاً لرؤيته في بناء اتحاد قوي وراسخ، ملبياً بذلك أمل وطموح أبناء الإماراتفي وطن مكتمل الأركان.

بهذه المناسبة التاريخية أهنئ شعب الإمارات الوفي، وكافة منتسبي القوات المسلحة من ضباط وضباط صف وجنود ومدنيين، وأوجه لهم تحية تقدير وعرفان لما يجسدونه من إخلاص في حمل رسالتهم الوطنية، وأداء واجبهم المقدس في الدفاع عن الوطن وصون مقدراته وحماية مسيرته التنموية المظفرة، ولمشاركتهم في ترجمة رؤية وطموحات قيادتنا الرشيدة إلى منجزات مبهرة انعكست بتحقيق الإمارات للمراكز الأولى في مؤشرات التنافسية العالمية على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومع قرب احتفالنا باليوبيل الذهبي لتأسيس الدولة في السنة القادمة، واستعدادنا للإنطلاق في مسيرة الخمسين عاما المقبلة بروح مفعمة بالثقة في النفس، يحدونا الأمل بمواصلة مسيرة التقدم في جميع المجالات وإنجاز المزيد من المشروعات التنموية الرائدة لتصبح الدولة منارة للتقدم والتطور وقبلة للتنمية المستدامة في المنطقة والعالم ولتبقى قواتنا المسلحة درعها المنيع بإذن الله.

وفي هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا نستذكر الأدوار الوطنية والإنسانية التي قامت بها قواتنا المسلحة في الساحة العالمية على مدى أربعة عقود دفاعاً عن الحق ونصرةً للأشقاء وحفظاً للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، إلى جانب مساهمتها في حفظ السلام والقيام بالعديد من المهام الإنسانية في مختلف مناطق العالم بكل جدارة وكفاءة لتثبت للعالم أنها تمتلك الخبرة والقدرة على تنفيذ أصعب المهام وأكثرها دقة، وفي الوقت الذي نفخر فيه بمنجزات القوات المسلحة وما حققته من تطور وكفاءة قتالية واحترافية، فإننا ندرك أننا نحيا في محيط إقليمي ودولي مليء بالتحديات والمخاطر، الأمر الذي يتطلب من قواتنا المسلحة أقصى درجات اليقظة والاستعداد، حيث أن هذه الأوضاع تُحمّلها مسؤولية كبيرة، فعليها أن تكون على أهبة الاستعداد وعند حسن ظن قيادتنا فيها للدفاع عن وطننا وشعبنا أمام أي تهديد والوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء ونصرة للحق.

إن الدور الذي قامت به قواتنا المسلحة في اليمن منذ عام 2015، يبعث على الفخر وهو وسام شرف على صدر كل أبناء القوات المسلحة، وسوف تظل المهام العسكرية والإنسانية والتنموية التي قامت بها قواتنا المسلحة على أرض اليمن الشقيق مصدر اعتزاز عبر الأجيال، فقد سطرت أنصع صفحات تاريخها العسكري المشرف في سبيل نصرة الحق والشرعية ونجدة المظلوم ومد يد العون من خلال المساعدات الإنسانية لكافة الدول المحتاجة والمنكوبة، وفي هذا اليوم المجيد نستذكر تضحيات شهدائنا الأبرار الذين سالت دمائهم في ميادين الشرف والحق والعدل وفي جميع المراحل والمواقع لإبقاء راية الوطن عالية خفاقة، لقد بذل شهداؤنا الأبطال أرواحهم في سبيل الله دفاعا عن وطنهم ووفاءً لقسمهم، ندعوا لهم بالرحمة وأن يسكنهم الله فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والأبرار، ونقف وقفة إجلال وإكبار لذوي الشهداء وأمهاتهم وآبائهم وأبنائهم وإخوانهم لصبرهم على فقدانهم لأحبائهم واحتسابهم أحياء عند ربهم يرزقون.

إن القوات المسلحة الإماراتية تدرك دقة الظروف الدولية والإقليمية الحرجة المحيطة بدولة الإمارات والمنطقة، وما يمكن أن تفرزه تلك الظروف من تهديدات على مختلف المستويات، وكذلك مدى تأثير المتغيرات المتسارعة على طبيعة هذه التهديدات بأنواعها، الأمر الذي يجعلها حريصة دائما على تطوير قدراتها الدفاعية ورفع مستوى كفاءة أبنائها بتوجيهات ورعاية ودعم القيادة الرشيدة، معتبرة أن عملية التطوير والتحديث بجميع فروعها إنما هي ضرورة ملحة وعملية مستدامة، ولا شك في أن ما شهدته وتشهده صناعتنا الدفاعية الوطنية من تقدم ملحوظ يمثل رافداً قوياً من روافد تمكين قواتنا المسلحة ومن أسباب قوتها وتفوقها النوعي، نظراً لتمكنها من الاعتماد على مصادرها الذاتية في عملية التسليح، كما أنه يعزز من دورها في دعم الصناعة الوطنية ودفع عجلة التنمية في الدولة وتنويع مصادر الدخل وتوطين المعرفة والتكنولوجيا وتطوير المخترعات.

بالرغم من الظروف الصعبة والأزمة العالمية التي تشهدها كافة دول العالم بسبب جائحة كوفيد – 19، والتي أثرت بعمق في جميع أوجه ومجالات الحياة، فقد ظلت الإمارات صامدة وفي طليعة الدول التي اتخذت الإجراءات اللازمة والمؤثرة لحصر الوباء ومجابهة تداعياته وحماية المجتمع من مخاطر تفشيه، وقد وضعت قيادة الدولة صحة الإنسان فوق كل اعتبار ووجهت بتسخير كافة الموارد والطاقات للتغلب على هذه الجائحة، وانطلاقاً من إيمانها بأهمية القيم الإنسانية والأخلاقية وضرورة التعاون مع المجتمع الدولي لمحاربة الوباء فقد أمرت القيادة بتوجيه كافة أنواع المساعدات الإنسانية والصحية إلى مختلف دول العالم، كما وجهت الباحثين المختصين للعمل على اكتشاف اللقاح والدواء للمرض، ليتم الإعلان عن التوصل إلى داعم للعلاج يبشر بالخير من خلال الخلايا الجذعية، وهكذا تعكس الإمارات في أحلك الظروف قيم وأخلاقيات قيادتها وشعبها، وتبقى ثقتنا بالله كبيرة في تجاوز هذه المحنة الصعبة قريباً ومواصلة مسيرة التقدم بإذن الله.

إن الدعم الكبير واللامحدود الذي تتلقاه القوات المسلحة من قيادتنا الرشيدة، يدفعها دائماً إلى الأمام ولبلوغ أعلى مستويات القدرة والكفاءة العملياتية والقتالية من أجل تحقيق مهامها في الدفاع عن الوطن، وحماية المنجزات وتثبيت أركان الأمن والاستقرار لاستمرار مسيرة التقدم والازدهار لشعب دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي يزيد من إصرار أبناء القوات المسلحة على إتقان أدوارهم وواجباتهم ومسؤولياتهم وأدائها بحرفية ومهنية عالية، وفي هذه المناسبة الغالية نعاهد قيادتنا الرشيدة وشعب الإمارات الوفي بأن تظل قواتنا المسلحة الدرع الواقي والسياج المنيع لسيادة الوطن، والمدافع القوي عن كرامته ومنجزاته الحضارية ومكتسبات شعبه، ويبقى أبناؤنا في القوات المسلحة مستعدين على الدوام لبذل أرواحهم في سبيل الله ودفاعاً عن وطنهم ولتبقى راية الإمارات عالية خفاقة في السماء ورمزا للعزة والمنعة والكرامة والقوة.. حفظ الله وطننا وقيادتنا وشعبنا والله ولي التوفيق.

التعليقات