تطورات كورونا تسيطر على افتتاحيات صحف الإمارات اليوم الجمعة

سلطت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في افتتاحياتها الضوء على ما تقوم به الإمارات من جهود إنسانية في ظل الأزمة التي يعانيها العالم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في تجل واضح لما تتمتع به الإمارات من معدن أصيل يظهر في الأزمات وأوقات الشدة حيث أثبتت أنها دولة الإنسانية والخير لجميع دول العالم الذي يمر بأحلك الظروف.

فتحت عنوان "عينٌ على العالَم" قالت صحيفة الاتحاد إنه وسط هذه التحديات والصعوبات التي يفرضها فيروس «كورونا المستجد» عالمياً، تبذل الإمارات أقصى جهودها لمساعدة الدول في محاصرة هذا الوباء، من حيث إيصال المساعدات الطبية الوقائية لدول التفشي، وإجلاء رعايا دول صديقة وشقيقة من الصين، وحتى تأمين وصول رعايا دول ممن تقطعت بهم السبل في الأزمة إلى بلدانهم.

وأضافت أن قيادة الإمارات أكدت في تحركات عالمية استعدادها لتقديم كل الإمكانات لمساعدة الدول في مكافحة الوباء، وهي تنظر بعينٍ إلى الوطن، وبالعين الأخرى إلى العالم ومعركته الأكبر في القرن الحالي، انطلاقاً من سياستها الإنسانية وتعاونها وتضامنها لأجل خير البشرية.

وأشارت إلى أنه رغم ما يعانيه العالم خلال هذه الفترة من صعوبات في التنقل والشحن، تحط المساعدات الإماراتية الطبية والوقائية في مطار إسلام آباد، تأكيداً على وحدة الحال أمام هذا الخطر الداهم وترجمة للعلاقات الأخوية بين الإمارات وباكستان، في أنموذج فريد لتلاقي الإرادات نحو هدف واحد هو القضاء على الوباء، والانتصار للإنسانية.

واختتمت الصحيفة بالقول إن هذه التحركات الإماراتية الإنسانية، كان لها صدى في العالم الذي يثمّن ويقدّر دعم القيادة الرشيدة لمختلف الدول، إلى جانب النظر باهتمام لتجربتها وإجراءاتها الوطنية الاستثنائية للحد من انتشار الوباء، وما توفره من مستويات رعاية وفحوصات للمصابين، ومبادرات للحفاظ على متانة الاقتصاد واستمرار التعليم والعمل، وتخفيف آثار الأزمة على مختلف القطاعات.

من ناحيتها قالت صحيفة البيان تحت عنوان "الإمارات وطن الإنسانية وعنوانها" إن المعدن الأصيل للدول يظهر في الأزمات وأوقات الشدة، من حيث كيفية المعالجة ونوعيتها، هذا ما تجلى في دولة الإمارات التي تعاملت مع وباء «كورونا» المستجد بشفافية عالية جداً وبمسؤولية إنسانية أبهرت العالم، حيث باتت مدرسة متفردة، ومنهجاً متقدماً على ما سواه في مجال المسؤولية الإنسانية.

واضافت أنه غني عن القول، إنه حيث تحضر القيم الإنسانية الجامعة، والروح البشرية المسؤولة، تجد دولة الإمارات في مقدمة الحضور، حيث قامت على مدى الأسابيع الماضية بتقديم يد العون للعديد من الدول الشقيقة والصديقة في مختلف أنحاء العالم ، لمساعدتها على مكافحة وباء كورونا المستجد، كما قامت الدولة بتنفيذ مبادرات نوعية لإجلاء رعايا دول عدة من مناطق موبوءة كان من بينهم عدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة الذين تم إجلاؤهم من مقاطعة هوباي الصينية، ويتم استضافتهم حالياً في «مدينة الإمارات الإنسانية» في أبوظبي، وقد عبر هؤلاء الضيوف البالغ عددهم 215 شخصاً، عن شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات على تقديم سبل الرعاية والدعم النفسي والمعنوي لهم ولأطفالهم، واجمعوا على أن الإمارات وطن الإنسانية وعنوانها.

وأوضحت الصحيفة أنه لا يخفى على أحد بأن الشعوب المتحضرة تحترم من يقدس الإنسانية، وتقدر مبادرات السلام واحتواء الأزمات، هي تتميز بهذا الحس السامي من الإيثار والتكافل الاجتماعي، الذي يعطيها مناعة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية ..فالإمارات تستحق الشكر والثناء لما تقدمه من جهود مباركة جبارة قلَّ نظيرها في العالم وفي وقت حرج كهذا.

واختتمت بالقول إن الإمارات أثبتت أنها دولة الإنسانية والخير لجميع دول العالم الذي يمر بأحلك الظروف أمام تحديات وقف انتشار وباء «كورونا» المستجد، وأكدت أن عطاءها لا ينضب حتى في أشد الأزمات التي تواجهها البشرية، ومن المؤكد أن مجتمع العدل والإنسانية هو الذي يصنع الازدهار في علاقات الإنسان مع الطبيعة.

من جانبها وتحت عنوان "مرونة وإنسانية" قالت صحيفة الخليج إن وسائل الإعلام الأجنبية تهتم بالتطورات في منطقة الخليج، خاصة في الإمارات، بغرض المقارنة مع بلدانها من قبيل أرقام فحص فيروس كورونا بين السكان، وكيف أن دول الخليج تتجاوز بمراحل دولاً متقدمة في الغرب في أعداد الفحص، أو مثل التقارير عن توطين الصناعات بسرعة فيها بدلاً من الاستيراد من الخارج.

وأضافت أن التقارير الغربية تقيس الوضع على أساس اقتصادي أكثر، لكن جوهر الأمر في المنطقة وتحديداً في الإمارات «إنساني» قبل أن يكون اقتصادياً، وبما أن السياسة خيارات، فاختلاف الخيارات هو المحك: من يقدم الإنسان على الاقتصاد أو غيره.

ولفتت إلى أن كل ما يتعلق بصحة الإنسان وأمنه، وأمنه الغذائي في المقدمة، وأولوية دون أن يعني ذلك تجاهل الاقتصاد ..لكن حسابات الربح والخسارة تختلف.

وأشارت إلى أنه إذا كانت المرونة والقدرة على التعامل مع الصدمات من أهم العوامل التي تحافظ على الاقتصاد الأمريكي قاطرة الاقتصاد العالمي، وليس فقط بسبب حجمه كأكبر اقتصاد في العالم، فإن أزمة فيروس كورونا التي يواجهها العالم أثبتت أن المرونة تكون أكبر وأكثر فعالية حين ترتبط بخيارات إنسانية، مشيرة إلى أن هذا هو النموذج الذي تقدمه الإمارات في هذه المحنة العالمية، ولا شك في أنه سيكون موضع استخلاص دروس بعد انتصار البشر على الفيروس واحتواء الوباء.

وقالت، هي المرونة التي بدت في استمرار عمل الحكومة بشكل لم يتأثر بتبنٍ سريع لإجراءات عمل جديدة مستفيدة من بنية تحتية للاتصالات وممارسات ذكية تم تطويرها على مدى سنوات، ولم يحتج الأمر سوى أن يتحول من لم يكن يستخدم تلك الأدوات الذكية المتوفرة بالفعل إلى استخدامها مع إجراءات الوقاية ومنع انتشار العدوى.

وذكرت الصحيفة أنه لم يقتصر الأمر على القطاع الحكومي، وإن كان في مرونته وسرعة تكيفه ميزة مقارنة بحكومات كثيرة في العالم المتقدم، وإنما سارعت الحكومة لدعم القطاع الخاص وكافة الأعمال الصغيرة والمتوسطة كي تحافظ على العمالة بإجراءات تضمنت تسهيلات ودعماً مالياً ومرونة سياسات، لذا فإن استجابة كافة القطاعات لم تكن أقل مرونة، ولا تجد أي مشكلة في الالتزام بالمعايير الصحية للأمراض المعدية التي تحدثها السلطات الصحية في الدولة باستمرار في الأعمال التي تتطلب وجود من يعملون بها. والبقية يعملون عن بعد.

وأوضحت أنه لأن اهتمام الحكومة، بعد الصحة، هو بالتعليم فقد كان هذا القطاع الأساسي لتنمية الإنسان وتطوير قدراته أكثر القطاعات مرونة في تبني التعليم عن بعد بسرعة وكفاءة.

واختتمت بالقول، الخلاصة، أن المرونة التي يؤطرها الاهتمام بالإنسان كأولوية قصوى هي السبب في هذا التفوق الذي تتحدث عنه تقارير وسائل الإعلام الأجنبية وهي تقارن بين إجراءات دول الخليج، وفي مقدمتها الإمارات، في التعامل مع وباء فيروس كورونا وبين دول الغرب.

التعليقات