الإمارات تؤكد حرصها على بناء شراكات مستدامة مع دول أمريكا اللاتينية

أكدت دولة الإمارات حرصها على بناء شراكات مستدامة مع دول أمريكا اللاتينية بما يغطي مختلف القطاعات الحيوية التي تصب في الاهتمامات المشتركة للجانبين.

وتتمتع دول أمريكا اللاتينية ومجموعة الدول الناطقة بالإسبانية عموماً بثقل اقتصادي وسكاني ومساحة جغرافية واسعة، حيث يبلغ عددها 20 دولة ويصل تعدادها السكاني إلى نحو 550 مليون نسمة.

ووفقاً لبيانات عام 2018، تصدّر هذه الدول ما نسبته 5.9% من إجمالي صادرات السلع العالمية بقيمة تتجاوز 1.1 تريليون دولار أمريكي، كما تصدّر ما تصل نسبته إلى 13% من صادرات الأغذية ومنتجاتها على مستوى العالم، وفي المقابل، تستحوذ على 6.5% من إجمالي واردات السلع العالمية بقيمة تصل إلى 1.3 تريليون دولار.

وعلى الرغم من البعد الجغرافي بين دولة الإمارات ودول أمريكا اللاتينية، شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية وكذلك الشراكات الاستثمارية بين دولة الإمارات وهذه البلدان نمواً ملموساً خلال السنوات القليلة الماضية، وقد بلغ إجمالي التبادل التجاري غير النفطي بين دولة الإمارات من جهة ودول أمريكا اللاتينية ومجموعة الدول الناطقة بالإسبانية عموماً من جهة أخرى نحو 8 مليارات دولار أمريكي في عام 2018.

وقد أوضحت دولة الإمارات حرصها على أن تكون البوابة التجارية الحيوية وصلة الوصل بين هذه الدول وبين أسواق الشرق الأوسط وآسيا وشرق إفريقيا، بحكم ما تمتلكه الدولة من موقع استراتيجي يتوسط هذه المنطقة، وبفضل علاقاتها الاقتصادية النشطة حول العالم وقدرتها على الوصول إلى أسواق تخدم أكثر من ملياري نسمة خلال 4 ساعات طيران، فضلاً عن بنيتها التحتية لخدمة قطاعات التجارة والاستثمار وموانئها ومطاراتها المتطورة وقطاعها اللوجستي الرائد عالمياً، مما يجعلها وجهة اقتصادية وتجارية وسياحية مهمة لشركائها، ومنها دول أمريكا اللاتينية.

وأبدت دولة الإمارات خلال الفترة الماضية اهتمامها بتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وتبادل الخبرات مع هذه الدول في مظلة واسعة من القطاعات والأنشطة، يأتي في مقدمتها قطاعات الزراعة والاستثمار الزراعي والمنتجات الغذائية الزراعية والحيوانية، وكل ما يتعلق بمجالات الأمن الغذائي، حيث تعد دول أمريكا اللاتينية من الدول الرئيسية المنتجة للأغذية في العالم. إلى ذلك، تمثل قطاعات مثل السياحة، والصناعة، والخدمات، وحلول المياه، والبنى التحتية، والنقل والخدمات اللوجستية، والقطاع المصرفي والمالي، محاور بارزة على خريطة التعاون المطروحة بين الجانبين.

وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الاقتصاد أنها بصدد تنظيم زيارة لوفد رسمي وتجاري رفيع المستوى إلى كل من المكسيك وكولومبيا الأسبوع المقبل /خلال الفترة من 24 – 27 فبراير الجاري/ يترأسه معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد، ويضم عدداً من المسؤولين الحكوميين من الجهات الاتحادية والمحلية المعنية، إلى جانب نخبة من المستثمرين والتجار وأصحاب الأعمال في الدولة.

وقال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري: "إن حكومة دولة الإمارات عازمة على توثيق روابطها الاقتصادية وشراكاتها التجارية مع أسواق أمريكا اللاتينية التي ننظر إليها كدول شريكة وأسواق واعدة نحرص على الارتقاء بعلاقاتنا الاقتصادية معها إلى مستويات جديدة، وتمثل المكسيك وكولومبيا وجهتين بالغتي الأهمية في هذه المنطقة، ونهدف من خلال هذه الزيارة إلى استكشاف مزيد من فرص الشراكة وبحث سبل رفع التبادل التجاري وإمكانات زيادة الصادرات الإماراتية إلى أسواق هذه المنطقة، فضلاً عن تعزيز حضور الشركات الإماراتية كجهات مستثمرة في القطاعات الحيوية المتنوعة التي تتمتع بها المكسيك وكولومبيا".

وستتناول الزيارة محاور التعاون التي سيتم بحثها خلال الزيارة تشمل قطاعات ومجالات حيوية في اقتصادات البلدان الثلاثة، ومنها مواضيع تشجيع الاستثمار المتبادل وتنويع وزيادة حجم التجارة الخارجية غير النفطية وتعزيز نفاذ صادرات البلدين إلى أسواق منطقتي الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى واللاتينية، فضلاً عن التعاون في مجالات السياحة، وصناعة الحلال، والأنشطة اللوجستية، وتعزيز الربط الجوي، ومشاركة البلدين في إكسبو دبي 2020.

ومن المقرر أن يتضمن برنامج زيارة وفد الدولة إلى المكسيك، عقد "ملتقى التجارة والاستثمار الإماراتي المكسيكي" في مدينة مكسيكو العاصمة، إضافة إلى لقاءات مع وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى في الحكومة المكسيكية.

وفي بوغوتا، سيتم أيضاً عقد "ملتقى التجارة والاستثمار الإماراتي الكولومبي" إلى جانب اللقاءات الثنائية مع القيادة الكولومبية.

وسيضم وفد الدولة سعادة عبد الله بن أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية، ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري بالوزارة، إلى جانب نحو 40 شخصاً من المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين من الدولة يمثلون عدداً من الجهات الحكومية والخاصة، من أبرزها وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وهيئة الامارات للمواصفات والمقاييس، ومبادلة للتنمية، ومكتب دبي للاستثمار الأجنبي المباشر، ومكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، ومجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج، وأدنوك، ومجموعة من مؤسسات وشركات القطاع الخاص.

التعليقات