"كورونا" يتحكم في اقتصاد العالم ويوجه حركة الأسواق

تحول فيروس كورونا الجديد من مجرد مرض مرضي يقضي على أرواح المئات من الضحايا ويصيب الآلاف في الصين خاصة وانتقل إلى عدد من دول العالم بشكل عام، إلى محرك قوي في الاقتصاد العالمي وأسواق المال والملاذات الآمنة كالذهب وكذلك خام النفط والعملات وعلى رأسها الدولار الأمريكي والين.

فمالبث أن انتشرت أنباء حول تراجع نشاط الفيروس حتى شهدت أسواق العالم وقطاعاته الاقتصادية نشاطاً و انتعاشا كبيرين، إلا أن الرياح لم تأت كما تشتهي المؤسسات الاقتصادية بعد ورود أنباء من الصين عن تسجيل عن 242 حالة وفاة جديدة، وظهور 14 ألفا و840 حالة إصابة جديدة منذ يوم الأربعاء.

الملاذ الآمن 

أصبح سوق الذهب العالمي من أكثر الأسواق التي تتأثر بالأنباء عن نشاط أو خمول فيروس كوورنا الجديد، وأصبحت العلاقة بين الفيروس والذهب طردية فكلما ارتفع مؤشر ضحاياه كورونا حتى ارتفعت أسعار الذهب جراء إقبال الراغبين في الحصول على ملاذ آمن على شرائه بعيداً عن الاستثمارات الأخرى كأسواق المال والنفط، ولم تكن حركة أسواق الذهب اليوم الخميس، ببعيدة عما سبق ذكره بعد أن سجلت أسعار الذهب ارتفاعاً تزامناً مع عودة كورونا لنشاطه وارتفاع معدل الإصابات به مما دفع المستثمرين على شراء الأصول الآمنة.

وسجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 0.4 % إلى 1571.70 دولار للأوقية "الأونصة"، فيما ارتفع  الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.2 % إلى 1574.90 دولار.

  النفط يترنح

يعتبر النفط من أبرز ضحايا قطاعات الاستثمار في العالم التي وقعت رغم أنفها، تحت وطأة الفيروس، فأصبحت تترنح بين الصعود والهبوط جراء الأنباء الواردة من الصين والمتعلقة بالفيروس، خاصة أن الصين تعد أهم مستورد للنفط على المستوى العالم ومستهلكة له.

وتسيطر حالة من التباين على أسعار النفط منذ أن ظهر كورونا على العالم بثوبه الجديد، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تراجع اليوم الخميس، الطلب بعد الأنباء عن عودة النشاط لفيروس كورونا، ليسجل خام برنت، انخفاضاً بواقع ثمانية سنتات بما يعادل 0.1 %، إلى 55.71 دولار للبرميل، في حين ارتفع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات أو 0.1 بالمئة مسجلا 51.24 دولار للبرميل، كما وارتفع برنت 3.2 بالمئة يوم الأربعاء في حين زاد غرب تكساس 2.5 %، حيث عزز تباطؤ في حالات الإصابة الجديدة بالفيروس الصيني توقعات تعافي الطلب.

ماسبق يؤكد عليه تصريحات وكالة الطاقة الدولية التي توقعت في بيان رسمي لها منذ ساعات، أن الطلب على النفط سيتراجع على أساس سنوي في الربع الأول من العام وذلك للمرة الأولى منذ ذروة الأزمة المالية في 2009 متأثرا سلبا بتفشي فيروس الصين.

العملات ملاذات غير آمنة

رغم سعي المئات للبحث عن عملات بعينها كملاذات آمنة في ظل حالة التذبذب التي يشهدها العالم حالياً، إلا أنها لم تعد ملاذاً آمناً بقدر الذهب، خاصة في ظل عدم استقرار أسعارها، فمثلاً سجل اليورو اليوم هبوطاً إلى أدنى مستوياته منذ أربعة أعوام ونصف العام أمام الفرنك السويسري، في المقابل ارتفع الين بعد تراجعه إلى أقل مستوياته في ثلاثة أسابيع ونصف الأسبوع، حيث ارتفع الين 0.3 % مقابل الدولار يوم الخميس إلى 109.770 ين وصعد أمام اليورو لأعلى مستوى في أربعة أشهر، أما عملة اليوان فحدث ولا حرج حيث تراجعت العملة بنسبة 0.13 % إلى 6.9809 للدولار، وفي التعاملات الخارجية، تراجعت العملة الصينية 0.14 % إلى 6.9830، أما الدولار الأسترالي فقد سجل هبوطاً، نظراً لاستخدامه على نطاق واسع وسيطا لمخاطر الأصول الصينية.

البورصات أكثر الخاسرين

نظراً لكونها أكثر اسواق العالم اعتماداً على المعلومة وتأثراً بها، فتعد أسواق المال ترنحاً على وقع انتشار فيروس الصين القاتل، وهاهي الأسهم الأوروبية، تسجل تراجعاً كبيراً،   اليوم الخميس، على الرغم من تسجيلها لمستويات قياسية مرتفعة، إلا أن الأنباء المفاجئة بشأن ارتفاع عدد حالات الإصابة الجديدة بالفيروس في الصين، قد دفعت المستثمرين الذين كانوا يأملون في تراجع انتشاره، ليسجل سوق الأسهم الأوروبي هبوطاً على مستوى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.4 بالمئة بحلول الساعة 0803 بتوقيت جرينتش.

كما ترنحت الأسهم اليابانية اليوم فسجل المؤشر نيكي القياسي 0.14 بالمئة إلى 23827.73 نقطة، في حين نزل المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.34 بالمئة ليسجل 1713.08 نقطة، وتراجع نحو ثلثي قطاعات بورصة طوكيو الثلاثة والثلاثين، في خسائر تصدرتها شركات الحديد والصلب وصناعة الآلات والورق.

 وكذلك انخفض مؤشر نيكي القياسي في بداية التعامل في بورصة طوكيو للأوراق المالية، بنسبة 0.05 في % إلى 23849.76 نقطة في حين انخفض مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.19% إلى 1715.60 نقطة.

التعليقات