الإمارات واليابان.. علاقات راسخة منذ جذور التاريخ

مباحثات إماراتية يابانية، أجريت الثلاثاء، على أرض أبوظبي، أثناء الزيارة التاريخية لرئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، إلى الإمارات خلال الساعات القليلة الماضية، حيث استقبله سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي.

وعقدت قمة إماراتية ويابانية، بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الوزراء الياباني، حيث شدد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء على موقف الإمارات الثابت في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة.

وتطرقت المباحثات الإماراتية اليابانية إلى العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتعزيزها في المجالات كافة، إضافة إلى الأوضاع في منطقتي الخليج العربي والشرق الأوسط والقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

في سياق متصل، أبدى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شكره لرئيس وزراء اليابان،  في قصر الوطن بأبوظبي، معربا  عن أصدق الأمنيات للشعب الياباني الصديق بمناسبة العام الجديد.

كما أعرب عن شكر لرئيس وزراء اليابان على تلبية الدعوة لحضور فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020» ما يجسّد عمق التعاون المشترك من أجل تعزيز استدامة التنمية على المستويات الداخلية والإقليمية والدولية.

ورافق رئيس الوزراء الياباني، وفدا رفيع المستوى ضم كلاً من ناوكي أوكادا نائب رئيس ديوان مجلس الوزراء، ومينورو كيهارا المستشار الخاص لرئيس الوزراء، وشيغيرو كيتامورا أمين عام مكتب الأمن القومي، وتاكايا إيماي مستشار خاص وأمين عام لرئيس الوزراء، وهيروشي سوزوكي أمين عام لرئيس الوزراء، وأكيهيكو ناكاجيما سفير اليابان لدى الدولة.

كما ضم الوفد الياباني تاكيو موري نائب وزير الشؤون الخارجية، وتاكسو هيكو تاكاهاشي مدير عام مكتب الشرق الأوسط وأفريقيا في وزارة شؤون الخارجية، وماكوتو أوساوا نائب وزير للشؤون الدولية في وزارة الزراعة وإدارة الغابات، وياسونوري نيشيدا نائب وزير للشؤون الخارجية في وزارة الدفاع، وناوكي فوجي نائب وزير لشؤون النقل والسياحة والشؤون الدولية في وزارة البنية التحتية والنقل والسياحة، وشيكيهيرو تاناكا نائب وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة.

وخلال اللقاء، أكد الشيخ محمد بن زايد، أن العلاقات بين دولة الإمارات واليابان متجذرة وعميقة وشهدت قفزات نوعية مهمة في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا والفضاء والتعليم وغيرها، خلال العقود الماضية، لافتا إلى أن طوكيو كانت من أوائل الدول في العالم التي أقامت علاقات دبلوماسية مع أبوظبي في عام 1971.

ومثلت الزيارة التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» إليها خلال عام 1990، منعطفاً تاريخياً في مسار العلاقات الثنائية وأسهمت في وضع الأسس الراسخة التي تقوم عليها هذه العلاقات اليوم.

ووجه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حديثه إلى رئيس وزراء اليابان قائلا: «إن زيارتكم المثمرة إلى الإمارات في 2018 كانت بمثابة دفعة قوية لعلاقاتنا الحيوية، خاصة أنها أسفرت عن اتفاق حول تنمية التعاون بين بلدينا من خلال مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، والإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حريصة على تعزيز هذه الشراكة الاستراتيجية وتفعيلها في المجالات المختلفة».

وأشار ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى أن ما يُكسِب العلاقات بين الإمارات واليابان أهمية خاصة أنهما يعبران عن نموذجين تنمويين بارزين على المستويين الإقليمي والعالمي، ويتفقان في منظومة القيم الحضارية الداعية إلى التسامح والتعايش والحوار ونبذ التطرف والإرهاب والكراهية والعنصرية أياً كان مصدرها.

وتابع:" ثمة أوضاعاً دقيقة ومعقدة تمر بها منطقتا الخليج العربي والشرق الأوسط، تحتاج إلى الحكمة في التعامل معها، للحفاظ على الأمن والاستقرار في منطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة بالنسبة إلى الأمن والسلم العالميين... أن تدخل بعض القوى الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية هي إحدى أهم وأخطر مصادر التوتر والصراع وعدم الاستقرار في المنطقة".

وأكد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على موقف الإمارات الثابت في دعم الاستقرار والسلام في المنطقة وضمان تدفق النفط من الخليج العربي إلى اليابان والعالم وصيانة أمن الممرات الملاحية الدولية، مؤكداً أن انضمام الإمارات إلى «التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية» يعبر عن حرصها على الإسهام في أي جهد دولي أو إقليمي لردع الأخطار التي تهدد الملاحة الدولية وإمدادات الطاقة العالمية.

ولي عهد أبوظبي، رحب أيضا بموقف طوكيو الخاص بإرسال قوات الدفاع الذاتي البحرية للشرق الأوسط بهدف تأمين سفنها وحماية إمداداتها النفطية، مشددا على أن هذا يتماشى مع موقف الإمارات الداعم لكل خطوة تسهم في سلامة الملاحة وحريتها في المنطقة ويتوافق مع سياسة دولة الإمارات الداعمة لترسيخ ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة.

في السياق ذاته، قدم شينزو آبي، الشكر للشيخ محمد بن زايد  على حسن الاستقبال والدعوة لحضور فعاليات «أسبوع أبوظبي للاستدامة 2020»، لافتا إلى حرص بلاده على تطوير علاقاتها وشراكاتها الاستراتيجية مع دولة الإمارات على مختلف المستويات لما تمثله من نموذج تنموي وحضاري متميز في المنطقة والعالم.

وأكد رئيس الوزراء الياباني، على دور الإمارات المهم والمحوري في السعي من أجل التنمية المستدامة والسلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، معربا عن سعادته بزيارة دولة الإمارات بعد زيارته الأخيرة خلال شهر أبريل عام 2018، مضيفا: «إنها المرة الرابعة التي أزور فيها دولة الإمارات.. وألتقي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال هذه الزيارات».

وأشار رئيس الوزراء الياباني إلى أن بلاده قلقة تجاه تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة، لافتا إلى مواصلة جهودها الدبلوماسية لخفض حدة التطورات في المنطقة وقرارها إرسال قوات دفاع ذاتي لتأمين سلامة الملاحة البحرية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى إلى أن بلاده ترغب في التعاون الوثيق في هذا المجال مع دولة الإمارات كونها دولة ساحلية.

التعليقات