باكستان والهند تتعهدان بالقضاء على الإرهاب قمة "شنغهاي" بـ"استانا"

أكد قادة  منظمة "شنغهاي" للتعاون خلال القمة التي اختتمت في العاصمة الكازاخية أستانا أمس (الجمعة) التزامهم بالقضاء على انتشار ظاهرة الأرهاب في العالم، وضرورة التعاون الجاد في كافة المجالات بين دول المنظمة من أجل تحقيق الرفاهية المستقبلية للأجيال المقبلة، في الوقت الذي شهدت القمة تطوراً ملحوظاً ومهماً ويحمل أبعاداً استراتيحية تلخصت في قبول كل من الهند وباكستان كعضوين دائمين في المنظمة.

وبحثت القمة موضوعات عديدة أبرزها: الطاقة، والتعاون التجاري، والأمن، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات العسكرية، والاقتصادية، والثقافية.

وتحتضن منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) ما يقرب من نصف تعداد سكان العالم، والعديد من أعضائها يمتلكون الأسلحة النووية، ومن أضخم موردي الطاقة على مستوى العالم، وبعض أسرع بلدان العالم نمواً على الصعيد الاقتصادي، وعدد الدول الأعضاء أكثر من نصف النفط العالمي، وتضم أكثر من (50%) من سوق استهلاكها.

وأضافت منظمة شانغهاي للتعاون عضوين آخرين وذلك بانضمام الهند وباكستان، فيما قال الرئيس الكازاخي نور سلطان نازارباييف آن منظمة شانغهاي للتعاون ستتحول رسمياً إلى شانغهاي بثمانية أعضاء دائمين.

واعتبر الرئيس نزارباييف أن منظمة شانغهاي للتعاون تتسع لتضم الهند وباكستان، بعد ١٢ عاماً من اعتبارهما عضوين مراقبين في المنظمة، موضحاً بأن القمة لها أهمية خاصة لأن هذين البلدين يشاركان فيها لأول مرة، مشيراً بأن دول المنظمة تضم ٣ مليارات نسمة من السكان، وهذا يعني أن المنظمة بدأت في مرحلة جديدة من تطورها المؤسسي باعتبارها ثماني أعضاء.

وأكد أن منظمة شانغهاي اكتسبت اعترافاً دولياً، وأصبحت منصة فعالة للتعاون متعددة الأوجه، وقال: “تم القيام بالكثير من العمل لتعزيز الآمن في المنطقة وتعميق التعاون الاقتصادي وتوسيع التعاون الثقافي والإنساني بين الدول الأعضاء”.

وأضاف نزارباييف: “قمة أستانا تمثل الصفحة الجديدة في تاريخ منظمتنا، وهي المرة الأخيرة التي نجتمع فيها في شكل سداسي الأطراف، مشيراً إلى أن القرار الرسمي حول انضمام الهند وباكستان لمنظمة شانغهاي تم فعلاً.

وتابع: “الدول الأعضاء تراقب نمو التوتر الجغرافي السياسي في بعض المناطق التي تحد دول المنظمة، وقال: "بالنظر إلى أن اعتماد بيان رؤساء دول منظمة شانغهاي للتعاون بشأن مكافحة الإرهاب الدولي هو خطوة في الوقت المناسب، أود الإشارة إلى أن اتفاقية شانغهاي الخاصة بمكافحة التطرف التي وقعنا عليها ذات صلة أيضاً، مشيراً إلى أن المنظمة بذلت الكثير لتعزيز التعاون مع مختلف المنظمات الدولية، فعلى سبيل المثال، اعتماد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة مع منظمة شانغهاي للتعاون في نوفمبر 2016.

ومن جانبه أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الآن هدفنا مساعدة شركائنا الجدد على الانخراط في أنشطة منظمة شانغهاي للتعاون، وسوف يساعد التوسع على تعزيز دور المنظمة إقليمياً، مما يزيد أيضاً من نفوذها السياسي والاقتصادي والإنساني، وتظهر فرص جديدة بقدر التأثير والعمليات الإقليمية والعالمية.

من جهة أخرى قال بوتين: “مكافحة الإرهاب ينبغي أن تكون ذات طبيعة لا هوادة فيها، من الضروري بذل كل جهد ممكن لتحييد إيديولوجية الإرهاب، وفي هذا الصدد يكتسب دور المنظمة الإقليمية لمكافحة الإرهاب زخماً، مشيراً إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون تكثف جهودها لتنظيم النزاعات في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا.

ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، قبول دولته المشاركة في المنظمة بعضوية كاملة، وقال: ”سننقل منظمة شانغهاي إلى آفاق جديدة، وستكون الهند حريصة جداً على تعميق العلاقات بين دولها، كما أن هناك إمكانيات واسعة للتعاون بين دول المنظمة في قطاعات متعددة مثل: التعليم، الزراعة، الطاقة، التنمية، ومكافحة الارهاب”.

وفي الوقت نفسه، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ضرورة حل الخلافات مع الهند بشكل مناسب، فيما أعرب ناريندا مودي عن سعادته إزاء لقاء الرئيس شى جين بينغ وشكره على دعمه لمحاولة الهند لتصبح عضواً في المنظمة.

التعليقات