"الأعمال بين الشارقة والدول الأوروبية" يستعرض فرص الإمارة الاستثمارية

نظم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة" - التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، "ملتقى الأعمال بين الشارقة والدول الأوروبية" في "غرفة تجارة وصناعة الشارقة"، بالتعاون مع المجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة بهدف استكشاف الفرص الاستثمارية بين الشارقة ومراكز القوى التجارية في القارة الأوروبية إلى جانب عرض الشراكات التي توفرها مختلف المجالات القادرة على جذب المستثمرين الأوروبيين للإمارة.

وسلط الملتقى الضوء على أهم القطاعات الحيوية في الإمارة التي تؤدي دوراً مهماً في إثراء جاذبية الاستثمار الأجنبي المباشر مثل النقل والخدمات اللوجستية والصناعات الخفيفة والسفر والترفيه والبيئة والتقنية والابتكار والرعاية الصحية والتعليم والبحوث والشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة.

وحضر الملتقى، مروان بن جاسم السركال، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، والدكتور خالد عمر المدفع، رئيس مدينة الشارقة للإعلام "شمس"، و حسين محمد المحمودي، الرئيس التنفيذي لمجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، و سعود سالم المزروعي، مدير هيئة المنطقة الحرة بالحمرية وهيئة المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، وسالم عمر سالم، مدير المنطقة الحرة لمدينة الشارقة للنشر، ومحمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة".

وشارك في الملتقى من الجانب الأوروبي، تاينا ستيري، المستشار التجاري لبعثة الاتحاد الأوروبي في دولة الإمارات، وأوليفر أوهمز، المدير التنفيذي للمجلس الألماني الإماراتي المشترك للصناعة والتجارة، وعمار علول، مدير عام شركة شوكو الشرق الأوسط المتخصصة في منتجات وتجهيزات النوافذ و أنظمة الواجهات والأبواب، وممثلو عدد من مجالس الأعمال الأوروبية في الإمارات، وهي مجالس الأعمال السويسري والإسباني والبرتغالي البلجيكي والهولندي ومجلس الأعمال الفرنسي في دبي والمناطق الشمالية من الدولة.

وأكد مروان بن جاسم السركال، أن الملتقى أسهم في إتاحة الفرصة للمستثمرين الأوروبيين للاطلاع على الفرص الاستثمارية التي يوفرها اقتصاد الشارقة المتنوع، مشيراُ إلى أن العلاقات بين الشارقة والدول الأوربية تعود لأكثر من 40 عاماً والسنوات المقبلة ستشهد فرصاً مضاعفة في الاستثمار والتجارة بقطاعات حيوية مثل الطاقة المتجددة والتكنولوجيا والابتكار والنقل والخدمات اللوجستية والتعليم والرعاية الصحية والسياحة.

وأضاف أن ثقافة الابتكار التي تنتهجها إمارة الشارقة نجحت بتعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية لمجتمع الأعمال الأوروبي ونسعى لبناء شراكات مع المؤسسات والشركات التي تتخذ من القارة الأوروبية مقراً لها والتي تتخصص بقطاعات التكنولوجيا والبحوث والتطوير والتعليم نظراً لمكانة الاتحاد الأوروبي الراسخة في هذه القطاعات على مستوى العالم إذ يحتضن الاتحاد نخبة من أعرق الجامعات والمؤسسات البحثية وأعلاها تصنيفاً إلى جانب الأنظمة المتقدمة في مجال حماية حقوق النشر والتوزيع وحقوق الملكية الفكرية.

وتابع يوفر مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار والمدينة الجامعية ومدينة "شمس" والمناطق الحرة في الإمارة خدمات متخصصة ومزايا تنافسية كبيرة لتأسيس الشركات ولدينا مشاريع ضخمة توفر فرصاً واعدة للمستثمرين نعمل عليها حالياً مثل مشروع مدينة الشارقة المستدامة الذي يشكل قفزة نوعية في شكل ووظيفة القطاع العقاري ومشروع جزيرة مريم بالشراكة مع إيجل هيلز وغيرها مثل مشروعي الجادة والممشى.

ونوه بإطلاق إمارة الشارقة مؤخراً مركز الشارقة لخدمات المستثمرين "سعيد" الذي يقدم خدمات نوعية ومتطورة لتسهيل تأسيس الأعمال وإنجاز المعاملات الخاصة بالمستثمرين ضمن نافذة واحدة لكل ما يتعلق بالخدمات الحكومية الاستثمارية في الإمارة وبزمن قياسي لا يتجاوز 60 دقيقة.

وأوضح أن الشارقة أصبحت في طليعة الوجهات الاستثمارية التي توفر منصة لآلاف الشركات العالمية وتدعمها بالرؤى والتقنيات لضمان ازدهارها ما جعل من الإمارة قاعدة استراتيجية صديقة للمستثمرين تساعد الشركات الأوروبية والعالمية على النجاح في أسواق المنطقة.

من جانبها أكدت تاينا ستيري، أن دولة الإمارات والاتحاد الأوربي يمتلكان فرصاً استثمارية واعدة في الكثير من القطاعات الحيوية التجارية والاستثمارية والتي تشكل الركائز الأساسية لنمو الاقتصادات.

وأشارت إلى متانة العلاقات التجارية بين الإمارات والاتحاد الأوروبي خاصة مع وصول حجم التبادل التجاري بينهما إلى نحو 200 مليار درهم في العام الماضي ونمو حجم الصادرات من الاتحاد الأوروبي إلى الإمارات 35 في المائة في العام الماضي مقارنة بعام 2017.

وركزت ستيري على أهمية الاستعداد للمستقبل والتحولات التكنولوجية التي يشهد العالم، لافتة إلى أن دولة الإمارات تتميز بتوفير مناخ استثماري ومنظومة تشريعية جاذبة للمستثمرين بما يعزز تنافسيتها في الأسواق العالمية خاصة في حقول الابتكار والذكاء الاصطناعي والصناعات الحيوية والطاقة المتجددة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة.

من جهته تحدث أوليفر أوهمز عن نمو الاستثمارات الألمانية في الشارقة لما تتمتع به الإمارة من مقومات وبنى تحتية وخدمات لوجستية وموقع جغرافي متميز يستقطب المستثمرين الأوروبيين الباحثين عن توسيع مشاريعهم في المنطقة.

وأكد أن العام المقبل سيشهد تميزاً في العلاقات التجارية بين دول الاتحاد الأوروبي والإمارات خاصة أن هذا العام سيشهد انطلاق معرض إكسبو 2020 دبي ما سيشكل فرصة للكثير من رجال الأعمال الأوروبيين لزيارة دولة الإمارات وإمارة الشارقة بطبيعة الحال لاستكشاف المزيد من الفرص الاستثمارية.

وتضمن الملتقى جلسة نقاشية تحدث فيها ممثلو الدوائر الحكومية في الشارقة عن مقومات الأعمال التي توفرها الإمارة في القطاعات الاقتصادية المتنوعة للمستثمرين الأوروبيين حيث أشار الدكتور خالد عمر المدفع إلى أن مدينة الشارقة للإعلام "شمس" تسعى لأن تصبح مركزًا إعلاميًا يقدم خدمات وتسهيلات مبتكرة ذات مستوى عالمي وتأمل بجذب المزيد من الشركات الأوروبية وفي المستقبل، في حين لفت حسين المحمودي إلى أن مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار يوفر فرصة للاستثمارات المتبادلة في التكنولوجيا والبحث والتطوير.

وذكر سعود سالم المزروعي خلال الجلسة النقاشية أن المنطقة الحرة بالحمرية تؤدي دوراً مهماً في تعزيز تنافسية إمارة الشارقة باعتبارها من الوجهات الأساسية التي تستقطب الاستثمارات الأجنبية المباشرة على مدى العام في قطاعات تعتبر من ركائز اقتصاد إمارة الشارقة، بينما تحدث سالم عمر سالم عن مواكبة مدينة الشارقة للنشر لكلّ التقنيات الحديثة والتكنولوجية في عالم النشر والطباعة،   مشيراُ إلى أنها أول مدينة من نوعها في العالم وتعمل على دعم الشركات والمؤسسات الراغبة في الاستثمار بحقول لها علاقة بقطاع الطباعة النشر والتصميم والتغليف.

بدوره أوضح محمد جمعة المشرخ أن إمارة الشارقة تواصل تعزيز المزايا التنافسية والخدمات ذات جودة عالية التي توفرها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم، مشيراً إلى أن هذا الملتقى يهدف إلى إظهار قدرة الإمارة على دعم نمو وازدهار الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتنوعة على المدى الطويل من خلال مساعدة مجتمعات الأعمال العالمية على الاستفادة من أحدث التطورات التقنية في إمارة الشارقة ودولة الإمارات.

وأضاف تعد التشريعات والخدمات الجاذبة للمستثمرين والموقع الاستراتيجي للشارقة عوامل تمكينية رئيسة لآلاف الشركات العالمية التي تمتلك فروعاً إقليمية في الإمارة حيث أظهرت أحدث الإحصائيات أن الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الشارقة شهدت نمواً بنسبة 40 في المائة وأن التنوع الاقتصادي في الإمارة يضمن مواصلة نمو الفرص الاستثمارية في المستقبل.

وأشار إلى أن تتويج الشارقة ممثلة بمكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر "استثمر في الشارقة" بالرئاسة الإقليمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمارات "وايبا" لمدة عامين يعكس الثقة العالمية بالدور الاقتصادي للشارقة الذي يتوافق مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة .

وذكر المشرخ أن الحجم الأكبر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في منطقة الشرق الأوسط يأتي من دول الاتحاد الأوروبي وفقاً لأحدث الدراسات التي أنجزتها شركة "كونواي" للاستشارات.

وتتمتع الشارقة ومجتمع الأعمال الأوروبي بتاريخ طويل من التعاون في مختلف القطاعات من أبرزها التجارة والثقافة والسياحة حيث تحتضن الشارقة المئات من الشركات الأوروبية منها 423 شركة فرنسية و396 شركة ألمانية و148 شركة بلجيكية و96 شركة إسبانية و92 شركة سويسرية و86 شركة برتغالية و18 شركة هولندية.

التعليقات