يامرحبا الساع .. الإماراتيون يحتفون بزيارة "بن سلمان"

علاقات تاريخية متأصلة وممتدة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، تتجدد وتزدهر بالزيارة الثانية لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، غدا الأربعاء 27 نوفمبر 2019، حيث زار سموه الإمارات في الثاني والعشرين من نفس الشهر العام الماضي، وتأتي زيارة سموه  لتؤكد على عمق العلاقات الضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، وقد عززتها روابط الدم والمصير المشترك، لاسيما تناغم الرؤى بين القادة وروح السيادة والإرادة التي جعلت من المملكة والإمارات جناحا الازدهار والتحول الديموجرافي في المنطقة.

احتفاء وترحيب

واحتفى المسؤولون والشخصيات البارزة والمواطنون الإماراتيون عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بالزيارة السامية، وأعربوا عن سعادتهم لما تعكسه الزيارة الأخوة من قوة ووحدة بين الشعبين الإماراتي والسعودي، لاسيما وحدة المصير والأهداف والرؤى المشتركة بين الحكومات ، إضافة للروح العالية التي تتوجها الاتفاقيات المشتركة على مستوى الأمن والدفاع والاقتصاد وغيرها من المجالات التنموية الشاملة.

 مجلس التنسيق

أثمر التعاون المشترك بين السعودية والإمارات عن إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي قبل 3 أعوام، الذي يعكس مدى توافق وتناغم الرؤى والأهداف المشتركة ، حيث يتشكل المجلس من 16 وزيرًا من القطاعات ذات الأولوية في كلا البلدين ، وأبرز أهدافه ، وضع رؤية مشتركة لتعميق واستدامة العلاقات وإيجاد الحلول المبتكرة للاستغلال الأمثل للموارد الحالية وتعزيز التعاون السياسي والعسكري والأمني بين البلدين، وإبراز مكانة الدولتين في الاقتصاد والتنمية البشرية، لاسيما تعزيز المنظومة الاقتصادية المتكاملة، وبناء منظومة تعليمية قائمة على نقطة قوة الدولتين ، وضمان التنفيذ الفعال لفرص التعاون المشترك، وتحقيق رفاه مجتمع البلدين.

ثقافة مشتركة

العلاقات الثقافية بين البلدين ترتبط على المستوى الجغرافي والاجتماعي بين الشعبين، والتي تم تعزيزها عبر قنوات متعددة، أبرزها قطاع التعليم الذي شهد في البدايات سفر طلاب الإمارات إلى السعودية للالتحاق بمدارس مكة المكرمة والإحساء والرياض، في حين تستقبل الجامعات والمعاهد الإماراتية اليوم عددا كبيرا من الطلاب السعوديين.

وتمثلت العلاقات الثقافية بين البلدين في مستويات عدة، سواء من خلال إقامة العديد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة، أو على مستوى التداخل الثقافي بين المؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل والمبدعين والمثقفين في البلدين، وذلك ضمن رؤية ترتكز إلى أن العلاقة بين البلدين الشقيقين، تعززها علاقة شعبين لهما امتداد وتاريخ وموروث ثقافي واجتماعي وجغرافي واقتصادي لا يضاهى.

مبادرات اقتصادية

ومن أبرز مبادرات مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، تفعيل مشروع السوق المشتركة، ورؤية مشتركة للسياحة، ووضع استراتيجية موحدة للأمن الغذائي، ودراسة اتفاقية الأجواء المفتوحة ، وتشكيل لجنة مشتركة لترويج السلع والصناعات عالميا، ووضع استراتيجية للأمن السيبراني، لاسيما تشكيل لجنة مشتركة للتعاون الإعلامي.

استقبال الأشقاء

وفي مستهل زيارة صاحب السمو ولي العهد الأولى في فبراير الماضي 2018 ، كان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في استقبال الأمير محمد بن سلمان لدى وصوله إلى مطار أبوظبي، وحينذاك نشر الحساب الرسمي للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في "تويتر"، تغريدة للترحيب بولي العهد السعودي قال فيها: "ببالغ سعادتنا نرحب بضيف الإمارات العزيز أخي الأمير محمد بن سلمان.. نعتز بعلاقاتنا التاريخية المتجذرة.. آفاق واسعة من التعاون والشراكة الوثيقة والمثمرة تنتظر بَلَدينا.. ستظل الإمارات على الدوام وطنا محبا وسندا وعونا لأشقائنا في المملكة العربية السعودية".

تطابق المواقف السياسية

ظهر جليا تطابق المواقف السعودية الإماراتية في الكثير من القضايا الحيوية والمهمة، مثل مواجهة الإرهاب بالمنطقة، والتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية، كما يظهر في اتفاق الدولتين على ضرورة عودة الحكومة الشرعية في اليمن، والقضاء على المد الحوثي التي ترعاه إيران، والحفاظ على وحدة الأراضي العراق وسوريا، ودعم مصر ومواجهة تنظيم الإخوان الإرهابي، والتصدي للتطرف.

التعليقات