شارك الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، في حفل نظمته كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية - دبي تحت عنوان "تحية لدولة الإمارات المتسامحة"، للتعبير عن امتنان الكنسية الكاثوليكية لحكام ولشعب الإمارات العربية المتحدة، لدعمهم قيم التسامح واستضافة زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية إلى الدولة في عام التسامح مما يساهم في تعزيز مكانة الإمارات العربية المتحدة كـ"عاصمة التسامح العالمية.
وصرح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إن اليوم العالمي للتسامح هو يوم مهم لتذكير الجميع بالضرورة المتزايدة للتفاهم العالمي ولاحترام الحياة البشرية.
وشارك بالحفل رئيس الأساقفة فرانشيسكو باديلا، سفير الفاتيكان لدى الدولة، والمطران بول هيندر، النائب الرسولي في جنوب شبه الجزيرة العربية، والأب ليني كونولي، كاهن رعية كنيسة القديسة مريم - دبي، وكبار السؤولين والشخصيات البارزة من مختلف الديانات.
وأضاف وزير التسامح أنه كثيرا ما نسمع عن العديد من الصراعات العرقية والدينية والثقافية والوطنية، كما تتزايد السياسات الحصرية وخطابات الانقسام، حتى في أكثر البلدان أمانا في العالم ويهدد هذا السلوك غير المتسامح قيم التعايش والتي تعتبر ركيزة أساسية للبشر.
وقال إن عام التسامح جاء ليعزز مفهوم التعايش من خلال تحفيز الجميع على التشارك بالفكر والعمل بهدف بناء مجتمع يسوده السلام وينعم بالأمان والازدهار.
وأشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الى الدولة في شهر فبراير الماضي .
وأوضح أن زيارتهم كانت تقديرا كبير سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي عمل بلا كلل لتحقيق هذا الحدث التاريخي الأبرز ولقد تشرفنا جميعا بحضورهم الملهم لما يمثلونه كقوى عالمية من أجل السلام والرحمة ومن خلال توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية في أبوظبي وجهوا الاهتمام العالمي نحو نشر التسامح وكانوا خير مثال للأخلاق التي يجب الجميع التحلي بها إذا أردنا مواجهة التحديات العالمية العظيمة التي نعيشها في القرن الحادي والعشرين.
وعن مشاركته في الحفل أعرب عن سعادته بأن يكون حاضرا في كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية للاحتفال باليوم العالمي للتسامح، حيث أن هذا الحفل لا يجمع فقط العديد من الجنسيات المقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة بل يثبت أن قيم التسامح التي أتحدث عنها هي حية وفعالة".
وأضاف أنه منذ التأسيس في عام 1967 وفرتم للكثيرين جوا عائليا ومكانا للراحة ولقد انضممتم في رحلة التسامح هذه معنا منذ البداية، تشاركوننا قيمنا في الماضي وفي المستقبل.
وتقدم سفير الكرسي الرسولي، رئيس الأساقفة فرانشيسكو باديلا، بالشكر الى دولة الامارات لما قدمته في سبيل نشر قيم التسامح، مشيراً إلى أن الزيارة التاريخية للبابا فرانسيس الى أبوظبي جعلت العالم كله يرى التزام الإمارات الكلي للقبول والاحترام والتعاطف والحوار والفعاليات العديدة التي تم إطلاقها خلال عام التسامح كانت شهادة واضحة للجهود التي تبذلها الإمارات اذ استطاعت هذه الامة وبنجاح جمع شعوب من أكثر من 200 دولة تعيش مع بعضها بسلام كما شكلت هذه المبادرات مناسبة لبناء الجسور ما بين مختلف الأفراد عبر عيش القيم العالمية وآمل أن يجعل عام التسامح هذه الأمة منارة للنور ومصدر أمل للمضطهدين والمعرضين للتطرف في مختلف ارجاء العالم.
وكخاتمة لعام التسامح أطلقت كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية ألبوم بعنوان " شكرا دولة الإمارات" يضم نصوصا وقصائدا ورسومات من أعمال أفراد من الرعية، كما قدمت جوقات الكنيسة أغنية عن التسامح باللغتين الإنجليزية والعربية تم كتابتها وتلحينها وتوزيعها خصيصا لهذه المناسبة.
وتم تقديم عرض سمعي بصري كبير يحمل عنوان "الإمارات عاصمة التسامح" في نهاية الحفل وهو عبارة عن عمل درامي يسرد قصة خيالية لشاب من الهند فقد جميع شركائه أثناء سفره على متن قارب صغير، وعن صياد إماراتي قام بإنقاذه وقد مر نفسه بتجربة مماثلة كما تروي هذه الدراما كيف احتضنه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وساعده على تخطي محنته والبدء من جديد.
وجاء حفل "تحية لدولة الإمارات المتسامحة" تتويجا لسلسلة من الفعاليات قامت كنيسة القديسة مريم الكاثوليكية بتنفيذها خلال عام التسامح تقديرا للجهود التي تبذلها الإمارات لبناء مجتمعات متسامحة من مختلف الأديان.
التعليقات