"أبوظبي للسلامة الغذائية" ترعى مشروعا بحثيا ضمن برنامج "إكسبو لايف"

وقع المركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا" برعاية هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية اتفاقاً مع 8 مزارعين في منطقتي الختم والخزنة بإمارة أبوظبي لبدء مشروع بحثي للاستفادة من المياه الراجعة من محطات التحلية في زراعة الساليكورنيا و الاستزراع السمكي.

و تقوم 4 مزارع  بموجب المشروع منها بزراعة نبات "الساليكورنيا" وهو نبات ملحي ذو عائد إقتصادي جيد نظراً لاستخدامه في تصنيع بعض المنتجات الغذائية في حين تقوم 4 مزارع أخرى بزراعة الساليكورنيا بالإضافة إلى تربية أنواع معينة من الأسماك اعتماداً على المياه الراجعة من محطات التحلية مع الاستفادة من مياه أحواض الأسماك في ري محصول "الساليكورنيا".

ويمثل هذا المشروع ثمرة تعاون واسع وبناء بين ثلاث جهات حكومية في أبوظبي هي هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية وهيئة البيئة – أبوظبي وصندوق خليفة لتطوير المشاريع بالإضافة إلى المركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا" حيث تم البدء والاستعداد له منذ مارس الماضي لمعاينة المزارع وأخذ عينات التربة وقياس درجات ملوحة المياه الراجعة من محطات التحلية حيث يدخل ضمن أنشطة برنامج إكسبو لايف - برنامج الابتكار والشراكة الذي أطلقه إكسبو 2020 دبي لتمويل وتسريع عملية تطوير حلول مبتكرة تسهم في تحسين حياة البشر وحماية كوكب الأرض.

وشهد مراسم توقيع الاتفاقية  سعيد البحري سالم العامري مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية والدكتورة اسمهان الوافي مدير عام مركز الزراعة الملحية " إكبا" و عبد الله الهاملي مدير دائرة دعم وتطوير المشاريع بصندوق خليفة لتطوير المشاريع.

وحسب بنود الاتفاق يتكفل المركز الدولي للزراعة الملحية بتقديم كافة أشكال الدعم الفني والخبرة للمزارعين ومساعدتهم على زراعة "الساليكورنيا" باستخدام المياه الراجعة من محطات التحلية بالإضافة إلى تسويق الإنتاج عبر شركة "جلوبال فود اندستريز" في حين تدعم هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية المشروع من خلال تنفيذ البرامج التدريبية والأيام الحقلية لأصحاب وعمال المزارع وذلك لتعظيم الاستفادة من استخدام المياه المالحة في الزراعة وزيادة العائد من المزرعة.

وتمثل المزارع المختارة درجات متفاوتة من الملوحة حيث ينسجم هذا المشروع مع أولويات هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية الرامية إلى الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية وحل مشكلة هدر المياه الراجعة من محطة التحلية واستغلالها في ري المحاصيل متحملة الملوحة.

وتمثل مزارع الاستزراع السمكي أهمية اقتصادية تدعم المزارعين والأمن الغذائي كما يعد "الساليكورنيا" أحد المحاصيل الهامة متعددة الاستخدام حيث يتم تصنيع العديد من المنتجات الغذائية منه مثل البسكويت والخبز و العصير بالإضافة إلى استخدامه كعلف للحيوانات كما يتم استخلاص الوقود الحيوي من بذوره.

وقال  سعيد البحري سالم العامري مدير عام هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية "يسرنا العمل والتنسيق مع المركز الدولي للزراعة الملحية" ICBA" بوصفه أحد المعاهد العالمية الرائدة في مجال الزراعة في الأراضي المالحة واستعمال المياه المالحة في الري كما أننا نفخر بالتعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي وصندوق خليفة لخدمة خطط إمارة أبوظبي الرامية للاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.

وأضاف "انطلاقا من التزامنا بتوفير كافة أشكال الدعم الفني للمزارعين من أجل تحقيق سياسة زراعية مستدامة تستثمر بكفاءة الموارد الطبيعية المتاحة من التربة والمياه نعتز برعاية هذه الاتفاقية ونؤكد على سعينا الدائم لإيجاد حلول علمية ومبتكرة لتحديات ندرة المياه وفقر التربة، حيث تقدم الهيئة كافة أشكال الدعم لإنجاح مبادرة استخدام المياه الراجعة من محطات التحلية في زراعة المحاصيل أو الاستزراع السمكي".

وأكد أن البحث عن وسائل للاستفادة من المياه المالحة بات ضرورة بيئية تساعد على قهر التصحر وتساهم في زيادة إنتاج المحاصيل الزراعية لدعم الأمن الغذائي.

وأوضح  أن الهيئة تعمل على مواكبة كل تطور يخدم الزراعة المستدامة في إمارة أبوظبي ويحقق النفع لأصحاب المزارع في ذات الوقت وبالتالي فإن هذا المشروع هام وحيوي بالنسبة لخطط وإستراتيجيات الهيئة فيما يتعلق بابتكار حلول لتحديات التربة والمياه وزيادة الإنتاجية.

من جانبها أكدت  الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة - أبوظبي على أهمية العمل مع الشركاء المعنيين في هذا المشروع التجريبي الرائد لما له من آثار بيئية واقتصادية حيث يهدف إلى إعادة استخدام المياه المرتجعة من محطات التحلية الصغيرة في المزارع بعد أن كان يتم التخلص منها في برك تبخير غير معزولة وبالتالي تؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية وتهدر كميات كبيرة من المياه.

وأشارت إلى أنه من خلال هذا المشروع الرائد سيتم استخدام هذه المياه في زراعة محاصيل عالية التحمل للملوحة وهي "الساليكورنيا" والتي سوف تستخدم في إنتاج مواد غذائية وفي الاستزراع السمكي الأمر الذي سيعود بالنفع الكبير اقتصادياً وبيئياً على أصحاب هذه المزارع.

واوضحت أنه في الآونة الأخيرة ونتيجة لارتفاع ملوحة المياه الجوفية تزايدت محطات التحلية الصغيرة في المزارع ليصل عددها في إمارة أبوظبي إلى أكثر من 1200 محطة تنتج نحو 60 في المائة مياه راجعة لذا فقد جاءت أهمية هذه المبادرة المشتركة لمنع هدر هذه الكميات من المياه واستغلالها بشكل اقتصادي وبيئي وفي حالة نجاح هذا المشروع التجريبي فسوف يتم تعميمه على باقي المزارع التي تستخدم هذه المحطات".

من جهتها قالت الدكتورة اسمهان الوافي المدير العام للمركز الدولي للزراعة الملحية "إكبا" "يسعدنا التعاون مع مزارعين من دولة الإمارات ضمن أنشطة مشروع إكسبو لايف حيث سوف يقدم خبراء المركز الدعم الفني لثمانية مزارعين من إمارة أبوظبي كما سيدرب المركز المزارعين على زراعة وإنتاج وتسويق "السالكورنيا "نبات ملحي متعدد الاستخدامات" وذلك باستخدام المياه شديدة الملوحة المستخرجة من وحدات تحلية المياه كما سيتم تدريب بعض المزارعين على إدارة النظم المتكاملة بما في ذلك الزراعة وتربية الأحياء المائية".

وتقدمت بالشكر لهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية وصندوق خليفة وهيئة البيئة - أبوظبي لدعمهم من أجل توثيق هذا التعاون الناجح بين "إكبا" و المزارعين معرفة عن ثقتها أن هذه المبادرة سوف تدعم ريادة دولة الإمارات في مجال سلاسل القيمة المعتمدة على الزراعة الملحية.

من جهتها قالت موزة عبيد الناصري الرئيس التنفيذي بالإنابة لصندوق خليفة لتطوير المشاريع إن مشاركة صندوق خليفة في هذا المشروع تأتي انطلاقا من حرصه على المساهمة في إيجاد حلول مستدامة لدعم القطاع الزراعي ومواجهة ملوحة المياه التي تعاني منها العديد من المناطق الزراعية في الدولة.

وأضافت أن صندوق خليفة يعمل بالتعاون مع المركز الدولي للزراعة الملحية وهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية على تنفيذ هذا المشروع البحثي ضمن أنشطة مشروع إكسبو لايف مما سيكون له بالغ الأثر على مسار تطوير القطاع الزراعي في الدولة في المستقبل.

وأوضحت أن مرحلة التجارب في المزارع الثمانية تتضمن تطوير منتجات زراعية قادرة على النمو في البيئة الملحية حيث سيتم زراعة الساليكورنيا وغيرها من المحاصيل الملحية في مزارع مختارة في أبوظبي وتحويلها إلى منتجات يتم تسويقها محليًا.

التعليقات