يشكل تنظيم بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال"، في دبي للمرة الأولى في المنطقة، أكبر حدث عالمي لتنمية مهارات الطلاب في القطاعات المستقبلية، وفرصة لتعزيز خبرات طلاب المدارس في دولة الإمارات وبناء مهاراتهم وقدراتهم في مجالات الابتكار والعلوم والتطبيقات المستقبلية.
وأكد وزراء في حكومة دولة الإمارات، أن تنمية المواهب الشابة وتمكينها بمهارات المستقبل يمثل ركيزة استراتيجية لتوجهات الدولة وجهودها لتهيئة البيئة المناسبة لتطوير قدرات الطلاب وإتاحة الفرصة لهم لاستعراض أفكارهم المبتكرة ومشاريعهم في منصات وأحداث عالمية تعزز دورهم في بناء مستقبل الإمارات والعالم.
ويضم الفريق الإماراتي، المشارك في تحدي بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" سبعة من طلاب المدارس الثانوية وهم: "شوق سعيد الظنحاني وشيخة علي الصريدي من مدرسة دبا الفجيرة للتعليم الثانوي، إضافة إلى حمد سعيد وعبد الله جودت وعبد الرحمن عبد الله وغازي سالم ومحمد ياسر من مدرسة راشد بن سعيد للتعليم الثانوي في حتا".
وقال حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، إن استضافة دبي لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال"، تشكل إضافة كبيرة ونوعية ومكسباً حقيقياً، إذ يسهم في تعزيز موقع الدولة الريادي كوجهة عالمية لهذه المجالات الحيوية التي نلمس تسارعها وازدياد وتيرتها وتأثيرها في تقدم البشرية.
وأشار إلى أن هذا الحدث العالمي يشكل منصة عالمية تجمع تحت مظلتها أفضل الابتكارات والممارسات، وتسهم في تسليط الضوء على مجالاته ودوره والتعريف بأهميته، بجانب كونه مدخلاً لتبادل الخبرات، والتنافس في إيجاد حلول ابتكارية في قطاعات مهمة.
وأضاف أن وزارة التربية والتعليم، أولت هذا المجال حيزاً كبيراً من الاهتمام والعناية والدعم، وجعلته جزءاً من منظومة التعليم العصري الذي تشكل مؤخراً في الدولة في خضم تطوير قطاع التعليم، لافتاً إلى أن الوزارة ركزت على تعزيز دوره في تطور مهارات طلبتنا في مواد الرياضيات والعلوم والفيزياء، ورسخت ذلك من خلال مناهج دراسية تعنى بمجال الروبوت والذكاء الاصطناعي، بجانب تحقيق بيئة داعمة لذلك عبر توفير مختبرات للروبوت في المدرسة الإماراتية، واعتماد سلسلة من مسابقات الروبوت على المستوى المحلي، وتعزيز حضور طلبتنا ومشاركاتهم في المسابقات الاقليمية والدولية والعالمية في المجال ذاته.
من جهتها أكدت جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، أن دولة الإمارات تمضي بخطى واثقة لترسيخ مكانتها العالمية في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي وذلك وفقاً لرؤية استراتيجية وطنية جامعة أفردت حيزاً كبيراً لتميكن الكوادر الوطنية على اختلاف أعمارهم من أدوات المستقبل التي ترتكز بشكل وثيق على توظيف الاستخدام الأمثل للتكنولوجيا المتقدمة في شتى المجالات.
وأضافت أنه وبفضل دعم وتوجيهات القيادة الرشيدة أصبحت الإمارات قبلة للشباب المبتكر والمبدع من مختلف دول العالم لاستضافتها وتنظيمها للعديد من الملتقيات والمؤتمرات المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوت بحيث أصبحت محركاً وداعماً كذلك للجهود العالمية المتخصصة في مختلف مجالات استشراف المستقبل والتخطيط له.
وأوضحت أن استضافة الدولة لتحدي فيرست جلوبال العالمي للروبوتات من شأنه أن يضيف بعداً عالمياً لجهود الدولة في المجالات التي يحاكيها التحدي ويعتبر كذلك فرصة مثالية لطلبتنا للتعرف على التوجهات العالمية الحديثة في مجالات الروبوتات وتبادل المعرفة في هذا الشأن مع الوفود العالمية المشاركة بالتحدي.
من جانبه قال الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة، إن استضافة الحدث تعكس الدور الكبير الذي تلعبه الإمارات على الصعيد العالمي ومساهمتها الفاعلة في مختلف القضايا ذات الاهتمام الدولي المشترك..مشيرا إلى أن الاستضافة تأتي في ظل الدعوات العالمية المتكررة لتعزيز التعاون لإيجاد حلول فاعلة لمشكلة تلوث البحار والمحيطات من خلال العمل على تطويع أحدث التقنيات وتوجيه وربط الشغف بأهداف نبيلة، حيث باتت مشكلة تلوث المحيطات بالبلاستيك قضية عالمية تستلزم التنسيق بين مختلف الدول والعمل الجاد خلال الفترة المقبلة.
وأضاف يمثل تحدي فيرست جلوبال فرصة مهمة لطلبتنا وعلمائنا لاكتساب الخبرات والمهارات المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذي أصبح يمثل مستقبل العالم في مختلف القطاعات، لافتا إلى أن التكنولوجيا باتت أداة فاعلة لإيجاد الحلول لمختلف التحديات العالمية لكنّها تتطلب العقول والسواعد ذات الخبرات والمهارات المتقدّمة.
وقال: نحن بدورنا حريصون من خلال استراتيجية البرنامج الوطني للمهارات المتقدمة على إكساب كل أفراد المجتمع المهارات الضرورية ومنها المهارات العلمية والتكنولوجية من ضمن 12 مهارة تهدف إلى توجيه الكادر الوطني نحو التعامل مع كافة المتغيرات ومواكبة التطور الذي يشهده العالم، وذلك من خلال نشر مبدأ التعلم مدى الحياة بين كل أفراد المجتمع وتحويله إلى ثقافة تتوارثها الأجيال.
وأشار إلى أن تحدي فيرست جلوبال، ينسجم مع جهود الدولة الهادفة إلى توسيع قاعدة الأبحاث العلمية وابتكار حلول عملية بأيادي وهمم وطنية، والمساهمة الجادة في إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه العالم، لتستمر مسيرة الإمارات القائمة على مبادئ توطيد التعاون بما ينعكس إيجاباً على خير البشرية.
وتستضيف مؤسسة دبي للمستقبل، الدورة الثالثة من تحدي "فيرست جلوبال" العالمي للروبوتات، للمرة الأولى في المنطقة خلال الفترة من 24 حتى 27 أكتوبر المقبل، في " فستيفال أرينا" بمدينة دبي، بمشاركة أكثر من 1500 طالب من أكثر من 191 دولة.
وتركز الدورة الحالية على توظيف تكنولوجيا الروبوتات في مجال حماية المحيطات وتنظيفها من ملايين الأطنان التي تنتج بشكل رئيسي عن المصانع وسوء إدارة أنظمة الصرف الصحي والأنشطة البحرية الملوثة مما يؤثر سلباً على الحياة البحرية وعلى صحة سكان العالم.
ويعد هذا التحدي الحدث الأكبر من نوعه على مستوى العالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، ويسعى لتعريف العالم بتنوع استخداماتها وأدواتها، إضافة إلى دعم جهود الدول والمنظمات العالمية لمواجهة مختلف التحديات، ومواكبة المتغيرات المتسارعة، وبناء جيل قادر على توظيف الأفكار المبتكرة والخلاقة لصالح البشرية.
التعليقات