قال الكاتب الصحفي محمد منير، رئيس تحرير مجلة "بزنس ميدل إيست" إن التظاهرات التى تشهدها العراق ليست بجديدة، وأن العراق منذ 2011 يشهد مظاهرات واحتجاجات مماثلة، ويعيش في نفس المعاناة، ويواجه نفس قضايا الفساد والفاسدين الذين نهبوا خيرات العراق، مشيراً إلى أن هذه الاحتجاجات هي الأقوى بالنظر لعدد الضحايا الذين تخطت أعدادهم أكثر من 100 قتيل وأكثر من 6 ألاف جريح حتى الآن .
وأوضح منير خلال حديثه على فضائية "سكاي نيوز" أن هذا العدد الكبير من الضحايا وضع الحكومة العراقية والمسؤولين في مأذق حقيقي، بعد فشل مجلس النواب في عقد جلسة طارئة لمناقشة مطالب المحتجين الغاضبين من انتشار الفساد وتردي الأوضاع المعيشية والأمنية، وكذلك التدخل الإيراني في كافة شؤون البلاد، وهذا يعلمه الجميع، فإيران لا تدعم غير الفاسدين في العراق، كما أن كلمة رئيس مجلس الوزارء عادل عبد المهدي التي كانت من المفترض أن تهدأ من غضب الشارع قوبلت بغضب أوسع. لإنها لم تكن تحمل أي نوع من الصدق تجاه معاناتهم.
وأكد منير أن الشعب العراقي لم يعد يثق بقياداته التي تطلق وعود بالحياة الكريمة للمواطنين منذ سنوات، رغم ما تتلقاه العراق من مساعدات خارجية تٌقدر بمليارات الدولارات، والسؤال الأن للحكومة العراقية أين ذهبت مليارات المساعدات والدعم، بالإضافة إلى أن العراق ويصدر أكثر أيضأً ما يزيد عن 3 ملايين برميل نفط يومياً، كل هذا يضع الشعب العراقي أمام ثورة غضب واسعة، ويضع الحكومة العراقية أمام خيارات صعبة، قد يكون أقلها استقالة الحكومة العراقية، التي لا أعتقد أنها كافية لتهدأه الشعب العراقي.
وحول سؤال عن احتمالية عدم استجابة الحكومة العراقية لمطالب الشعب وإحداث تغيير يهدأ من حدة الغضب قال رئيس تحرير "بيزنس ميدل إيست" إن الشعب العراقي ماض في ثورته لقطع يد إيران التي تنهب مقدرات العراق، خاصة بعد قتل العديد من المتظاهرين السلميين على يد ملثمين إيرانيين .
ووصف الكاتب الصحفي محمد منير، رئيس تحرير مجلة "بيزنس ميدل إيست" إطلاق الميليشيات الحوثية الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي السعودية واليمينة بأنه أشبه بالدوامة التي لا يمكن التكهن بانتهائها، مشيراً إلى أن هناك أجندة إيرانية واضحة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
وخلال حديثه على فضائية "سكاي نيوز" أكد منير أن إيران تلعب على وتر تضارب المصالح التي تربطها مع بعض دول أوروبا والتي هي في الأساس طرف أساسي في المفاوضات والاتفاقيات، ومن ناحية أخرى تُراهن على الموقف المتردد من جهة الولايات المتحدة تجاه قضيتها.
وأشار الكاتب الصحفي إلى أن ما تروج له إيران بأن السعودية طلبت الوساطة من باكستان والعراق من أجل التفاوض معها غير صحيح وشائعة مصدرها إيران، موضحاً أن الغضب السعودي بلغ ذروته تجاه الأعمال الإيرانية التي تهدد ليس فقط أمن المملكة بل أمن المنطقة بأكملها.
التعليقات