بالأرقام والتواريخ.. مساعدات الإمارات ودورها المشرف في اليمن

في وقت الشدة فقط يظهر الصديق الحقيقي الذى يقدم السند والدعم، ليس على مستوى الأشخاص فقط بل على مستوى الدول أيضا وما أكثرها دول المنطقة التى شهدت أزمات متتالية وحروب أهلية ومعاناه انسانية بعد موجة ما يسمب بـ"الربيع العربي".

فكانت الإمارات العربية المتحدة وما زالت، الصديق الوفى والأخ الداعم لاشقائه فلم تتوانى يوما عن دورها الإنساني في دعم دول المنطقة وتخفيف المعاناه عن شعوبها  بما يعكس التزام ووفاء الدولة لقيمها وثوابتها الأصيلة وإيمانها وفلسفتها الإنسانية الراسخة التي كانت دائماً وأبداً نبراسها وتوجهها في العالم أجمع.

وتأتى دولة اليمن من أبرز الدول التى تشهد دعم ومساندة شقيقتها الإمارات، فمنذ بدء الأحداث التي شهدها اليمن من سنوات عديدة والتي زادت فيها معاناة هذا الشعب، أخذت دولة الإمارات على عاتقها ليس فقط تقديم المساعدة ومد العون بل والاستمرار في هذا التوجه.

فالدور الإنساني الإماراتي في اليمن هو ترجمة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتقديم مساعدات غذائية وطبية عاجلة للشعب اليمني الشقيق الذي يعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء نتيجة الأحداث المؤسفة التي تشهدها اليمن، شملت المساعدات الإماراتية كافة القطاعات الحيوية في اليمن، بما في ذلك برامج الدعم الطارئ، والجسر الجوي والبحري لإغاثة المناطق المنكوبة بالحرب التي تشنها ميليشيا الحوثي.

وسجلت دولة الإمارات نفسها من خلال تلك المساعدات التي قدمتها لشعب اليمن كأكبر دولة تقدم المساعدات لليمن في العالم وقد حققت أعلى الأرقام القياسية ليس باب المفاخرة وإنما هى ثوابت أصيلة تقوم بها دولة الإمارات تجاه دولة شقيقة عربية تمر في أوقات سيئة من حياتها.

فقد بلغ حجم المساعدات الإنسانية التي قدمتها دولة الإمارات استجابة للأزمة الإنسانية التي يعانيها الأشقاء اليمنيون عدة مليارات من الدراهم الإماراتية من مساعدات خيرية متعددة من مال لتوفير الوقود والطاقة الكهربائية، ومساعدات من المواد الغذائية ومساعدات طبية وتوفير المياه الصحية ومواد إغاثية متعددة.

الإمارات أكبر مانح للمساعدات

في تصنيفها الإماني، جاءت دولة الإمارات في المركز الأول كأكبر مانح للمساعدات الإنسانية المباشرة في حالات الطوارئ على مستوى العالم إلى الشعب اليمني خلال عام 2018، كما احتلت المركز الثاني بعد المملكة العربية السعودية كثاني أكبر مانح للدعم الموجه لخطة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن للعام نفسه.

وفي عام 2018 بلغت قيمة المساعدات الإماراتية الموجهة لليمن نحو 7,838 مليار درهم (2,13 مليار دولار أميركي)، منها 1,840 مليار درهم (500 مليون دولار) تم تخصيصها لدعم خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في اليمن للعام 2018.

وفي دعم الموازنة، خصصت الإمارات مبلغ 8,80 مليار درهم (2,40 مليار دولار أميركي) من هذه المساعدات لدعم البرامج العامة، حيث قدمت حكومة دولة الإمارات مساعدات لدعم الموازنة العامة اليمنية، ودفع رواتب موظفي الحكومة، من أجل استمرار تقديم الجهات الحكومية كافة للخدمات التي تهم قطاعا عريضا من السكان، خصوصا في مجالات الصحة والتعليم والأمن.

مجال الصحة والتعليم

كما وجهت الإمارات مبلغ 845 مليون درهم (230 مليون دولار) من مساعداتها لدعم قطاع الصحة وتخفيف حدة النقص في الخدمات الصحية والأدوية والمستلزمات الطبية، حيث أسهمت في إعادة وصيانة 55 مستشفى ومركزا صحيا في عدد من المناطق اليمينة، وقدمت لها 75 سيارة إسعاف، كما نفذت حملات لتحصين 488 ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال والحصبة.

وحرصا منها على مستقبل أبناء اليمن، قدمت دولة الإمارات مساعدات سخية لقطاع التعليم بلغت نحو 153,9 مليون درهم (41,9 مليون دولار أميركي) مولت من خلالها مشاريع لبناء وإعادة تأهيل 230 مدرسة، وتوفير 70 حافلة للنقل المدرسي.

وحظي النقل والتخزين، بمبلغ 575 مليون درهم (156,5) مليون دولار أميركي، فيما تم تخصيص مبلغ 515 مليون درهم (140,5مليون دولار) لدعم الخدمات الاجتماعية.

مساهمة الإمارات في تـأهيل البنية التحتية

واستمر دور الإمارات في اليمن بالمساهمة في تأهيل البنية التحتية الأساسية كالمطارات في عدن والريان وسقطرى، بالإضافة إلى الموانئ البحرية في عدن والمكلا وسقطرى.

ونفذت دولة الإمارات مشاريع إعادة وتأهيل وصيانة 10 محطات وشبكات للمياه مزودة بـ 80 مضخة، و4 محطات لمعالجة مياه الصرف الصحي، و250 بئر وسد لتخزين المياه النظيفة، وأكثر من 500 مركبة للشرطة لدعم المؤسسات الأمنية، فيما أعادت تأهيل 38 مركزا للشرطة.

وفي تمويل الخطط الأممية، لعبت المساعدات الإماراتية دورا فاعلا في تنفيذ وإنجاح جهود الأمم المتحدة وخططها الإغاثية في اليمن، وتركزت غالبية المساعدات المقدمة في المحافظات الشمالية كصنعاء وتعز والحديدة والمناطق الشمالية الأخرى استنادا إلى خطط وأولويات منظمات الأمم المتحدة.

المساعدات الإماراتية في رمضان

كما قدمت دولة الإمارات عبر ذراعها الإنسانية هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ما يقارب 79 ألف سلة غذائية لسكان المناطق اليمنية المحررة، خلال شهر رمضان المبارك، استفاد منها حوالي 600 ألف شخص، وذلك في إطار الدعم المتواصل للشعب اليمني الشقيق بتوجيهات من القيادة الرشيدة.

شملت عملية التوزيع سكان الساحل الغربي اليمني بمحافظتي الحديدة وتعز، بمناطق الخوخة والتحيتا والدريهمي وبيت الفقية وحيس وذو باب والمخا وموزع والوازعية، إلى جانب محافظات الضالع ولحج وأبين وعدن وحضرموت، بمناطق ريف المكلا وتريم ورماه ثمود والمكلا وغيل باوزير، والمناطق الشرقية ومحافظة شبوة بمناطق دهر والطلح ورضوم وجردان وعرماء.

دعم قطاعات المناطق الفقيرة

كما تولت الهيئة توزيع سلال غذائية على السكان في المناطق الفقيرة، في كافة أنحاء المناطق المحررة، حيث شكلت المساعدات الغذائية الطارئة والإنسانية 15% من حجم المساعدات بما يعادل 3 مليارات و128 ألف درهم (0.85 مليار دولار أمريكي).

وساهمت دولة الإمارات في منع حدوث فراغ صحي في اليمن، فقد دشنت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، فضلاً عن تقديم الدعم للمستشفيات عبر تزويدها بالأجهزة الطبية الحديثة وتولي تكاليف العمليات الجراحية. وبلغت حصة قطاع الصحة اليمني من المساعدات الإماراتية 11%. كذلك أسهمت الدولة في دعم قطاعات التعليم والطاقة وتأهيل البنية التحتية، ضمن رؤية استراتيجية لإعادة تسيير الحياة، والتغلب على الآثار المدمرة التي خلفتها الميليشيا.

الأولى عالميا في مساعدة الشعب اليمني

ووفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، احتلت الإمارات المركز الأول عالميا، كأكبر دولة مانحة للمساعدات للشعب اليمني لعام 2019، من خلال دعم خطة استجابة الأمم المتحدة الإنسانية في اليمن.

وبحسب التقرير، فقد بلغت قيمة المساعدات الإماراتية المقدمة إلى الشعب اليمني منذ 2015 حتى يونيو 2019، حوالي 5.59 مليار دولار أميركي.

واستحوذت المساعدات الإنسانية على نحو 34 في المئة، وبقيمة قدرها 1.89 مليار دولار، من إجمالي المساعدات الإماراتية المقدمة إلى اليمن.

أما المساعدات التنموية وإعادة التأهيل ومشاريع دعم إعادة الاستقرار، فاستحوذت على 66 في المئة من قيمة المساعدات بمبلغ 3.70 مليار دولار، وذلك للمساهمة في جهود إعادة الإعمار في العديد من المحافظات اليمنية المحررة، وتوفير سبل المعيشة والاستقرار في العديد من المجالات، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

فقد توزعت المساعدات على العديد من القطاعات الخدمية والإنسانية والصحية والتعليمية والإنشائية، حيث استفاد منها قرابة 17.2 مليون يمني يتوزعون على 12 محافظة.

ومن هؤلاء المستفيدين 11.2 مليون طفل و3.3 مليون امرأة، بحسب تقرير صادر عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية.

ويوضح التقرير أنه في إطار هذه المساعدات تلقى نحو 11.4 مليون يمني العلاج الطبي، فضلا عن مساعدات شملت أدوية ومستلزمات طبية وتأهيل المستشفيات، فيما تلقى 16.3 مليون يمني مساعدات غذائية وتلقي 1.8 مليون طفل وطفلة دعما تربويا وتعليميا.

التعليقات