زعيم استقلال ومؤسس كازاخستان يشارك في انتخابات الرئاسة كمواطن عادي

شارك الرئيس الكازاخي السابق نور سلطان نزارباييف، مؤسس استقلال هذه الجمهورية عن الاتحاد السوفيتي السابق كمواطن عادي صباح اليوم الاحد في الانتخابات الرئيسية التي يغيب عنها كقائد للامة وزعيم حزبها الحاكم، وأدلى بصوته وسط إجراءات امنية مشددة في مركز انتخابي  بالعاصمة التي باتت تحمل اسمه " نور سلطان " . ولم يدل باي تصريحات للصحافيين الذين تمركزوا حول المقر مكتفيا بالتلويح.

 الشعور العام هنا في العاصمة الكازاخية أن نور سلطان نزارباييف 79  عاما , صاحب القبضة الحديدية في البلاد أراد ان يضع كازاخستان على طريق المستقبل لاعطاء دور اكبر للجيل الجديد وسوف يترك العمل السياسي تدريجيا لكي يمضي بقية حياته بهدوء وطمانينة بعد أن أسس دولة قوية على حدود جارين عملاقين هما الصين والاتحاد الروسي، بعدالاستقلال وتأسيس العاصمة الجديدة قبل 20 عاما على حدود روسيا .

 ولم يكن بالإمكان معرفة أي من المرشحين اكثر حظا بالفوز إلا أن اتجاهات الراي العام تشير إلى أن الرئيس المؤقت قاسم جومارت توكاييف هو اقوى المرشحين للبقاء في كرسي الرئاسة خلفا لنزار باييف الذي حكم البلاد لمدة 3 عقود وتركها على طريق الاستقرار الأمني والاقتصادي والاجتماعي .

وعلى الرغم من إتاحة الفرص المتساوية بين كافة المرشحين للرئاسة إلا أن الرئيس المؤقت قاسم جومارت توكاييف يعد الأوفر حظا في هذه الانتخابات، فهو من الوجوه المعروفة جيدا للشارع الكازاخي حيث تولى مناصب عليا منها وزير الخارجية، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى أنه مرشح الحزب الحاكم الذي يحظى باحترام كبير لدى المواطن الكازاخي، لكن الساعات القليلة القادمة ستكشف عن الرئيس الجديد، والذي ستقع على كاهله مسؤولية كبيرة في قيادة البلاد في مرحلة دقيقة، والحفاظ على الإنجازات التي تحققت منذ الاستقلال وتعظيمها، وتطوير الاقتصاد وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية ومحاولة رفع مستوى معيشة المواطنين، وتلبية أحلامهم وتطلعاتهم، خصوصاً وأنه يأتي بعد زعيم بقيمة وقامة نور سلطان نزارباييف.

ولضمان نزاهة الانتخابات وشفافيتها حرصت الحكومة على إتاحة فرص متكافئة أمام جميع المرشحين لعرض برامجهم عبر مختلف وسائل الإعلام، ولخص رومان فاسيلينكو نائب وزير خارجية كازاخستان صباح اليوم التحديات التي ستواجه الرئيس الجديد في عدد من النقاط أهمها: استمرار ومواصلة تنويع الاقتصاد، ومحاولة رفع نسبة النمو الاقتصادي، ومواصلة تحسين مستوى معيشة السكان، وإجراء إصلاحات سياسية جديدة، وتعزيز دور الشباب في المجتمع، ودعم التوجه البراغماتي في مناطق كازاخستان، وعلى الصعيد السياسي تعزيز العلاقات مع جيراننا مثل روسيا والصين.

من جانبه أكد تالجات كاليف الخبير في العلوم السياسية أن الانتخابات الرئاسية المبكرة تجري في أجواء من الحرية والشفافية، مشيراً إلى العدد الكبير من المراقبين الدوليين الذين سيتابعون سير العملية الانتخابية من الصباح الباكر وحتى إعلان النتائج الأولية في منتصف الليل ، وأضاف أنه ليس من السهل التكهن بنتائج الانتخابات الحالية لأنها عملية معقدة وسيتعين علينا الانتظار حتى تعلن اللجنة المركزية للانتخابات النتائج للكشف عن اسم الرئيس الجديد.

وقال: إن على من يحق له التصويت أن يمارس حقه في اختيار رئيسه من أجل استمرار النمو والتطور الذي تشهده البلاد، مشيراً إلى أنه منذ 30 عاما كان شابا وعاصر هو وزملاؤه وصول الرئيس نور سلطان نزارباييف إلى سدة الحكم، وشهدت البلاد نهضة شاملة في مختلف المجالات والآن يرى هو وأقرانه نزارباييف يغادر الحكم وفي الوقت الذي يرغب فيه الجميع استمرار الاستقرار لكننا نحترم رغبته في التخلي عن السلطة، فهو أفنى عمره في خدمة البلد، وهو يريد أن يعطي الفرصة لجيل آخر لخدمة الوطن. وعن توقعاته للمستقبل قال تالجات كاليف: كازاخستان تمر حاليا بمرحلة جديدة من الحراك السياسي الإيجابي وستشهد في المستقبل القريب مشاركة سياسية أكبر، ورأى تالجات كاليف أن التحدي الأساسي اليوم هو الاستقرار الاقتصادي، أما عن تكهنه بمن سيفوز بالانتخابات أكد أنها تعتمد على الناخب واختياراته، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي وما تحويه ليست كافية أيضا لتوقع من سيتولى قيادة البلاد في المرحلة المقبلة.  

التعليقات