أكدت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي أن حماية حقوق الإنسان ترتبط ارتباطاً وثيقاً وعميقاً بالأمن والسلم الدوليين. وأوضحت نيكي خلال مداخلتها أمام الإجتماع الخاص الذي عقده مجلس الأمن الدولي مساء أمس حول "صون السلم والأمن الدوليين: حقوق الإنسان ومنع نشوب الصراعات المسلحة" موقف بلادها الذي يعتبر أن انتهاكات حقوق الإنسان ليست مجرد نتيجة جانبية عشوائية للنزاع وإنما سبب له . و قالت :" إنه حين تنتهك الحكومات والدول حقوق الإنسان بصورة منهجية فهذه علامة حمراء وهذا إنذار مدو بأن عدم الاستقرار والعنف سينتشران" وأعطت مثلاً عن ذلك بما يحصل من إنتهاكات لحقوق الانسان في كل من سوريا وكوريا الشمالية " . وأضافت : " فلننظر إلى كوريا الشمالية الانتهاكات المنهجية هناك تساعد على بناء برامج الدولة النووية والبالستية وتجبر الحكومة العديد من مواطنيها بمن فيهم سجناء سياسيون على العمل في ظروف خطرة في مناجم الفحم وأماكن أخرى خطرة لتمويل قوى النظام العسكرية لذلك يجب على هذا المجلس أن يكرس جهوداً أكبر لمعالجة الخطر المتزايد الذي تمثله كوريا الشمالية على الأمن الدولي" . وحول الوضع في سوريا أشارت إلى " أن هذا الوضع بدأ في عام 2011 عندما قامت مجموعة من المراهقين بكتابة رسالة على جدران مدرستهم يطالبون فيها بإسقاط النظام الذي احتجزهم على إثرها وعذبهم قبل أن يعيدهم إلى ذويهم الأمر الذي أدى إلى مزيد من المظاهرات ومزيد من التضييق والتعذيب، إلى أن انفجر الأمر ووقعت الحرب ". وأعربت هيلي عن أسفها الشديد إزاء ما أدت إليه الحرب السورية من إنتهاكات لحقوق الانسان تمثلت بمقتل وإصابة مئات الآلاف وتشريد الملايين من الناس وأبدت أسفها أيضاً إزاء تردد مجلس الأمن حتى الآن في معالجة هذه الانتهاكات وأكدت أن الوضع السوري بات قضية أمنية لا بد من معالجتها من قبل مجلس الأمن. وتطرقت السفيرة الأمريكية أيضاً إلى الوضع في كل من بوروندي وبورما حيث يتم قمع المتظاهرين والأقليات ويتم إستخدام العنف ضدهم ودعت مجلس الأمن إلى ضرورة التحقيق في جميع هذه المزاعم وتفادي وقوع المزيد من الكوارث والإنتهاكات الأفظع لحقوق الإنسان. وأكدت نيكي هيلي أن العلاقة بين حقوق الإنسان والأمن موضوع يستحق النظر الجاد به من قبل هذا المجلس وشددت على أهمية قيام المجلس بإستباق وقوع الأحداث والتضامن مع حقوق الإنسان قبل فوات الأوان.
التعليقات