أكدت نشرة "أخبار الساعة " أن هناك حرصاً مشتركاً من جانب الإمارات وباكستان على تطوير مسار العلاقات الثنائية والعمل على تعزيز الروابط السياسية والتجارية بين الدولتين بما يصب في تعزيز مصالح شعبيهما لأن هناك إدراكا مشتركا لأهمية هذه العلاقات التي تستند إلى ميراث تاريخي وبعد شعبي وثقافي عميق. وتحت عنوان " الإمارات وباكستان، حرص مشترك على تعزيز العلاقات " قالت إن المباحثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ودولة عمران خان رئيس وزراء جمهورية باكستان الإسلامية الصديقة أمس الأحد في قصر الرئاسة في العاصمة أبوظبي عبرت عن الواقع المتميز للعلاقات الإماراتية - الباكستانية وتوافق وجهتي نظرهما إزاء القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك كما جسدت في الوقت ذاته الحرص المشترك من جانب الدولتين على ضرورة تطوير هذه العلاقات والارتقاء بها في المجالات كافة خاصة في القطاعات والجوانب التجارية والاقتصادية والاستثمارية والدفع بها إلى آفاق مستقبلية أوسع من التعاون والعمل المشترك بما يحقق تطلعات البلدين وشعبيهما في التقدم والتنمية والازدهار. وأضافت النشرة الصادرة عن " مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية " .. أن العلاقات الإماراتية – الباكستانية تمثل نموذجا للعلاقات الثنائية المتطورة باستمرار ليس فقط لأنها ترتكز على أسس ثابتة وإنما أيضا لأن هناك إدراكا متبادلا بين قيادتي الدولتين على تعزيزها وتنميتها في المجالات كافة وهذا ما أشار إليه بوضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حيث أكد سموه أن العلاقات بين الدولتين تستند إلى تاريخ طويل من العمل المشترك والثقة والاحترام والمصالح المتبادلة ومن جانبه أكد رئيس وزراء باكستان اهتمام بلاده وحرصها على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون والعمل المشترك مع دولة الإمارات بما يضمن مصالح البلدين والشعبين على مختلف الصعد. وأوضحت أن الجانب الآخر الذي يعزز من مسار العلاقات الثنائية بين الدولتين يتمثل في إدراكهما المشترك لطبيعة التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي واتفاقهما على ضرورة دعم كل الجهود والمساعي الإقليمية والدولية التي تسهم في تحقيق الأمن والسلام والاستقرار والتنمية وترسيخ قيم الحوار والتسامح والتعايش المشترك لشعوب المنطقة والعالم واتفاقهما أيضا على أهمية تضافر الجهود الدولية لمواجهة خطر التطرف والإرهاب بأشكاله كافة. وأكدت حرص دولة الإمارات على تطوير علاقاتها بباكستان في مختلف المجالات ولا تألو جهدا في تقديم الدعم لها على المستويات كافة من أجل تجاوز جميع التحديات التي تواجهها وذلك من منطلق إدراكها لأهمية باكستان الاستراتيجية بالنسبة إلى الأمن والاستقرار في القارة الآسيوية إضافة إلى أهميتها بالنسبة إلى أمن منطقة الخليج ومصالح دولها بصفة خاصة بالنظر إلى اعتبارات القرب الجغرافي من ناحية والعلاقات الاقتصادية والسياسية من ناحية أخرى لذلك تقف الإمارات دوما إلى جانب باكستان وتدعم اقتصادها بكل الطرق الممكنة وتقف في مقدمة الدول المانحة لها وتسارع دوما إلى تقديم المساعدات الإنسانية إلى الشعب الباكستاني في مواجهة أي أزمات أو كوارث . وأضافت هذا ما يتجسد بجلاء في المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في مطلع عام 2011 بهدف مساعدة أبناء الشعب الباكستاني في مواجهة آثار الفيضانات المدمرة التي اجتاحتها خلال عام 2010 وإعادة إعمار البنية التحتية وتقديم المساعدات الإنسانية حيث يتضمن هذا المشروع سلسلة من المشروعات التنموية التي تستهدف تحسين نوعية الحياة للشعب الباكستاني كإنشاء المدارس والكليات العلمية والمعاهد الفنية والتقنية وإنشاء العديد من المستشفيات لتوفير الرعاية الصحية في المناطق الفقيرة وحفر الآبار وإنشاء محطات التنقية والمعالجة للمياه وغيرها الكثير من المشروعات التي تسهم في مساعدة الحكومة الباكستانية على تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة. وأشارت " أخبار الساعة "- في ختام مقالها الافتتاحي - إلى أنه خلال شهر مايو الماضي 2018 تم التوقيع في إسلام آباد على اتفاقية تعاون بين إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان وقيادة الجيش الباكستاني لتنفيذ المرحلة الثالثة من المشاريع التنموية لأبناء باكستان بتكلفة تبلغ 200 مليون دولار أمريكي يتم تمويلها من قبل صندوق أبوظبي للتنمية وهذه المرحلة تغطي جغرافيا ثلاثة أقاليم هي: إقليم بلوشستان وإقليم خيبر بختونخوا وإقليم المناطق القبلية وتشمل 40 مشروعا تتوزع على مجالات الطرق والصحة والتعليم والمياه والزراعة.
التعليقات