مصبح الكعبي : استثمارات "مبادلة" في قطاع البترول تفوق الـ 150 مليار درهم

قال سعادة مصبح الكعبي الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في شركة مبادلة للاستثمار " مبادلة " إن قطاع البترول والبتروكيماويات يعد أحد قطاعات الأعمال الرئيسة التي تتشكل منها شركة "مبادلة "وتنضوي تحت مظلته شركات عالمية رائدة متخصصة في صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات تزيد قيمة استثماراتها المجمعة عن 150 مليار درهم .. بينما تفوق القيمة الإجمالية لمحفظة استثمارات "مبادلة" على مستوى العالم 800 مليار درهم إماراتي ويتجاوز إجمالي إنتاج الشركات التابعة للقطاع 500 ألف برميل من مكافئ النفط يوميا على مستوى العالم .. فيما تصل طاقة شركات التكرير التابعة لها إلى أكثر من 700 ألف برميل من مكافئ النفط يوميا. وأضاف الكعبي - في حوار خاص مع وكالة أنباء الإمارات " وام" بمناسبة مؤتمر أبوظبي الدولي للبترول "أديبك 2018 " الذي تنطلق فعالياته غدا وتستمر حتى 15 نوفمبر الجاري تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" - أن القطاع يمتلك ويدير محفظة متوازنة من الشركات والمشاريع المتكاملة التي تغطي أعمالها وأنشطتها مختلف مراحل سلسلة القيمة الكاملة في صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات الذي يضم ثلاثة قطاعات فرعية تتمثل في الاستكشاف والإنتاج والنقل والتخزين والتكرير والبتروكيماويات. وأشار إلى أن استثمارات ومشاريع الشركات التابعة للقطاع تنتشر في أكثر من 40 دولة وتغطي خمس قارات تمتد من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوروبا ومن الشرق الأوسط حتى جنوب شرق آسيا واليابان ويوفر هذا التنوع فرصا فريدة لتحقيق النمو والمرونة بما يمكن "مبادلة" من التكيف مع التحديات والتقلبات التي يشهدها عادة قطاع الطاقة العالمي . وأكد سعي القطاع لتحفيز الاستثمارات من خلال زيادة العائدات على امتداد الشركات التابعة للمحفظة الاستثمارية وتعزيز القدرات التكنولوجية وبناء الشراكات العالمية بجانب تحقيق التكامل بين مختلف شركات القطاع .. موضحا أن الاستراتيجية التي يقوم عليها قطاع البترول والبتروكيماويات تهدف لتحقيق القيمة المضافة في مختلف شركات المحفظة الاستثمارية التي تتميز بالتنوع الجغرافي في قطاع الطاقة. وقال الرئيس التنفيذي لقطاع البترول والبتروكيماويات في شركة مبادلة للاستثمار إن شركات القطاع العاملة في مجال الاستكشاف والإنتاج تركز على الفرص التي تحقق التوازن بشكل نسبي بين الموارد النفطية منخفضة التكلفة والحصص المتنامية من إنتاج الغاز وبمشاريع مجال النقل والتخزين وبشكل أساسي عمليات خطوط الأنابيب حيث يتم التركيز على توفير دخل منخفض المخاطر وقابل للتنبؤ بالاستناد إلى الطاقة الإنتاجية كونه محصنا من مخاطر التقلبات في أسعار السلع بشكل كبير. وذكر أنه يتم العمل على تحقيق التكامل في مشاريع مجال التكرير والبتروكيماويات في الأسواق المتنامية أو مرتفعة القيمة من خلال توفير مواد أولية بأسعار تنافسية عبر تطبيق التقنيات المملوكة للقطاع إضافة إلى الخبرة العميقة في تشغيل وإدارة المحفظة الاستثمارية ليساهم هذا النهج المتوازن في تعزيز موقع الشركة التنافسي عالميا كما يتيح تحقيق القيمة في مختلف الاستثمارات. وأوضح الكعبي أن "مبادلة" شركة استثمار عالمية تأخذ بعين الاعتبار التوقعات العالمية للطلب المستمر والقوي على إمدادات النفط والغاز في المستقبل الأمر الذي يتطلب توظيف استثمارات جديدة على نطاق واسع في كل القطاعات المرتبطة بصناعة الطاقة ويأتي ذلك في الوقت الذي يتوقع فيه الخبراء العالميون أن يتضاعف الناتج الإجمالي الاقتصادي العالمي بحلول العام 2040 . وذكر أن هذا النمو سيحفز بشكل أساسي الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند الأمر الذي من شأنه أن يعزز استمرار مستويات الطلب على الطاقة في المستقبل وتوفير فرص استثمارية جذابة وتحقيق عائدات واعدة.. لافتا إلى أن الطلب المتواصل على وقود قطاع المواصلات في الأسواق الناشئة يساهم في تعزيز مستقبل القطاع فضلا عن النمو القوي في مجال البتروكيماويات الذي سيتركز قدر كبير منه على تصنيع المواد خفيفة الوزن اللازمة لإنتاج عدد كبير من المنتجات التكنولوجية الجديدة ويأتي ذلك في الوقت الذي سيلعب الغاز الطبيعي دورا بارزا بشكل متزايد في تكوين مزيج الطاقة العالمي بفضل ما يتمتع به الغاز من عامل الكفاءة وانخفاض تأثيره على البيئة مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري الأخرى . وتحدث الكعبي عن إدراك القطاع للطبيعة المتغيرة لدورة الأعمال لذلك يحرص على تعزيز استثمارات القطاع آخذا بعين الاعتبار مجموعة من السيناريوهات المختلفة لأسعار السلع والمنتجات الهيروكربونية ما يضمن مرونة للمحفظة بشكل طبيعي من خلال التكامل والتنوع الذي تتسم به الشركات التابعة للقطاع . وأشار إلى أهمية التعاون والتنسيق بين الشركات والجهات المعنية في صناعة الطاقة العالمية الذي أكد أن الحوار المفتوح بين الأطراف المعنية في صناعة الطاقة ساهم في تحقيق الاستقرار المطلوب في سوق النفط العالمي من خلال تبني مبادئ الشفافية وتعزيز التواصل بين اللاعبين المؤثرين والمعنيين على مستوى العالم . ودعا إلى الاستمرار في تشجيع الحوار وتوسيع نطاق التواصل والتعاون في هذه الصناعة بحيث لا يقتصر على مجرد مناقشة مسألة العرض والطلب بل يتعداه إلى تعزيز الجاهزية للتعامل مع الكثير من التحديات مثل ظاهرة التغير المناخي والتكنولوجيا واتباع نهج استباقي في إطار من التنسيق المشترك والحوار لمجابهة التحديات والاستفادة من الفرص التي ستوفرها هذه التطورات وذلك من خلال فعاليات وحوارات عالمية مثل "أديبك" باعتبارها منصات يجري خلالها طرح رؤى وأفكار متخصصة . وأكد سعادة مصبح الكعبي أن أبوظبي أسهمت بدور بارز في سوق الطاقة العالمي على مدار 60 عاما ولا تزال حيث أنشأت حكومة أبوظبي شركة مبادلة للاستثمار بهدف تعزيز النهج المتوازن والمساهمة في التنويع الاقتصادي في الإمارة والدولة عبر الاستثمار في قطاعات اقتصادية عالمية تتسم بالأهمية الاستراتيجية لاقتصاد أبوظبي ويمكن من خلالها تحقيق عوائد مالية مستدامة انطلاقا من النهج الاستثماري الذي تتبعه "مبادلة "ودورها الريادي في قطاع الطاقة من خلال التعامل مع التحديات العالمية الجديدة التي يواجهها والتكيف معها بما يمكنها من المساهمة في تعزيز مسيرة الازدهار في إمارة أبوظبي. وذكر أن الشراكات التي تم عقدها مع كبريات الشركات الرائدة عالميا تحظى بأهمية خاصة كونها إحدى القيم المؤسسية الأساسية التي تتبناها وتطبقها "مبادلة" .. معربا عن فخره بالتعاون مع شركة بترول أبوظبي الوطنية " أدنوك" على مدار أكثر من 20 عاما حيث نتقاسم معها الهدف المشترك نفسه والمتمثل بتوفير القيمة على المدى الطويل وتحقيق النمو الاقتصادي في الدولة. وأشار إلى أن أبرز الأمثلة على الشراكة مع "أدنوك" يتمثل في عدد من المشاريع المشتركة في مجال الصناعة ومنها مشروع "الرويس" في أبوظبي والذي يستهدف إنشاء أحد أكبر المجمعات الصناعية لإنتاج البتروكيماويات على مستوى العالم و شركة "بروج" التي تأسست منذ 20 عاما كمشروع مشترك بين كل من "أدنوك" وإحدى شركات التابعة لمبادلة "بورياليس" الرائدة عالميا في مجال البتروكيماويات ومقرها النمسا وتمتلك بها "مبادلة" حصة الأغلبية و"بروج" هي الشركة المسؤولة عن إنتاج الكيماويات بشكل كامل تقريبا في مجمع "الرويس" وقد بدأ إنتاجها بالارتفاع التدريجي بعد اكتمال إنجاز مجمعات "بروج" 1 و2 و3. وأوضح أن الاستثمارات في إنشاء مشروع مجمع "بروج 4" الجديد - الذي يعد أحدث مصنع لإنتاج "البولي بروبولين - 5" - سيسهم في دعم طموحات "بروج" لأن تصل بالطاقة الإنتاجية الإجمالية إلى 2.24 مليون طن سنويا. وأشار الكعبي إلى دعم خطة "أدنوك" لإنشاء "مجمع الرويس للتكرير والبتروكيماويات" بالشراكة مع شركة "سيبسا" المملوكة بالكامل لمبادلة والرائدة عالميا في إنتاج مادة "ألكيل البنزين الخطي".. منوها إلى أن هذه الشراكة تعكس التزام "مبادلة" بدعم إنشاء مجمع عالمي لإنتاج هذه المواد في أبوظبي من خلال توفير حقوق الملكية التكنولوجية الخاصة بها وخبراتها التشغيلية والمعرفة بسوق البتروكيماويات والطاقة. وقال إن الفرص التي يوفرها الابتكار في صناعة النفط والغاز و التقنيات الواعدة تدفع " مبادلة " لإعادة النظر في طريقة التعامل مع قطاع الطاقة في الوقت الذي يشكل الابتكار دائما ركيزة هامة في أعمالها .. مشيرا إلى أن تطبيق التكنولوجيا يساعد في استكشاف واستخلاص مواد أكثر كفاءة وتحويلها إلى خيارات متنوعة من المنتجات التي يحتاجها السوق والاستعانة بالبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي من شأنه أن يضيف ميزة تنافسية لشركات الطاقة للتمكن من تعزيز كفاءة الأداء وتقليص تكاليف الإنتاج لديها . وذكر أن التحديات التي يواجهها القطاع تتيح فرصا لخريجينا حيث تحفزهم لامتلاك مهارات جديدة في تخصصات معينة بما يواكب المتغيرات الحاصلة في القطاع في إطار رؤية الدولة لتزويد خريجيها بالمهارات المستقبلية والتي تحرص "مبادلة" على توفير فرص متنوعة للمواطنين للتعلم واكتساب الخبرات ومن ثم دمجهم في إطار المنظومة المستدامة لطاقة المستقبل . وأكد الكعبي حرص القطاع على الاستفادة من الفرص المتوفرة فبالإضافة إلى الاستثمارات المتواصلة لدعم مجمع البتروكيماويات التابع لشركة "أدنوك" في مجمع "الرويس" لجذب الاستثمارات عالميا من خلال شركات مبادلة العاملة في هذا المجال وذلك بهدف تلبية الطلب المتنامي على مجموعة متنوعة من المنتجات البتروكيماوية المتطورة بشكل متزايد. وأضاف أنه في مطلع العام الجاري احتفلت شركتا "نوفا للكيماويات" و"بورياليس" التابعتين لمبادلة بوضع حجر الأساس لمصنع تكسير "الإيثيلين" باستخدام البخار في "بورت آرثر" في ولاية تكساس الأمريكية وهو مشروع مشترك مع شريكها شركة "توتال" حيث تم مؤخرا الموافقة على هذا المشروع وكشفت مصفاة "باك عرب" المحدودة "باركو" عن المشروع المشترك بين كل من حكومة باكستان وشركة "مبادلة" وشركتها التابعة "أو إم في" ويهدف المشروع لإنشاء مصفاة جديدة لزيادة طاقة التكرير للمصفاة الواقعة بالقرب من مدينة كراتشي بمعدل 150% ويتوقع أن تصبح هذه المصفاة من المشاريع الأكثر تطورا من حيث التكنولوجيا في باكستان وقد تم تصميمها لتلبي الطلب المتزايد بشكل متسارع على منتجات . وأشار سعادته إلى أبرز الإنجازات التي حققها قطاع البترول والبتروكيماويات في "مبادلة" خلال العام 2018 منها مراجعة الاستراتيجية للأعمال في القطاع والتمكن من تحديد فرص النمو المشجعة سواء جغرافيا أو حسب مجالاتها الفرعية واستثمار ما يزيد عن 15 مليار دولار أمريكي في مشاريع وفرص استثمارية جديدة على امتداد محفظة الهيدروكربونات التابعة للقطاع. وقال إن من أبرز الانجازات التي تحققت الاتفاقية المبدئية التي أبرمتها كل من "سيبسا" الشركة التابعة للقطاع مع شركة "أدنوك" لإقامة المصنع الأكبر والأكثر كفاءة على مستوى العالم لإنتاج مادة "ألكيل البنزين الخطي" في "مجمع الرويس للتكرير والبتروكيماويات" العالمي المستوى و في آسيا أعلنت شركة "مبادلة للبترول" عن استثمارات تزيد قيمتها عن مليار دولار أمريكي لتطوير حقل "بيجاجا للغاز" في ماليزيا وبدأت "مبادلة للبترول" باكورة استثماراتها في السوق المصري من خلال الاستحواذ على حصة 10% في امتياز حقل "شروق" البحري للغاز في مصر والذي يضم حقل "ظهر" العملاق للغاز الطبيعي في البحر المتوسط. وأضاف أن الشركة أعلنت إقامة شراكة جديدة مع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر وشركة جاز بروم نفط لتطوير حقول في غرب سيبيريا ويعد أول استثمار لمبادلة للبترول في سوق الطاقة الروسي . واعرب الكعبي عن فخره بما حققته شركات "مبادلة" العاملة تحت مظلة قطاع البترول والبتروكيماويات لتميزها بأعمالها ومشاريعها وأدائها القوي بجانب تمتعها بالمرونة تجاه تقلبات السوق وما تحظى به من مكانة راسخة على مستوى قطاع الطاقة العالمي ما سيمكنها من الاستفادة من الفرص التي تتيحها التوجهات الناشئة في هذا القطاع.

التعليقات