هل أصبحت إيران طرفا غير مرغوب فيه في تسويات الملف السوري؟

تجاهلت تركيا دعوة إيران للمشاركة في القمة المقرر انعقادها نهاية الشهر الجاري في إسطنبول، لبحث آخر المستجدات بمحافظة إدلب والعملية السّياسية وسبل تسهيل عودة اللاجئين السوريين.

ويبدو أن هذا الاستبعاد لطهران يعكس توافقا بين القوى الفاعلة في سوريا، على تقليص أو إنهاء النفوذ الإيراني داخل سوريا.

ويعد تغييب إيران عن قمة اسطنبول ليس سهوا أو غفلة، بل إبعاد مع سبق الإصرار، حيث توضح المؤشرات منذ فترة أن إيران أصبحت طرفا غير مرغوب فيه على طاولة تسويات الملف السوري.

قمة اسطنبول، حسب الدعوات الموجهة ستشارك فيها إلى جانب تركيا، كل من روسيا وألمانيا وفرنسا.

ويتجاوز اتفاق مواقف المشاركين ضمنيا على إبعاد إيران – يتجاوز-  بكثير ما تتفق عليه هذه الأطراف بشأن سوريا، ولكل غايته.

فواشنطن، التي تستعد لفرض موجة جديدة من العقوبات على طهران، لا تريد حضورها لا في القمة، ولا في سوريا من الأساس.

ومع اقتراب هذه العقوبات الأميركية، يتحسس كل طرف خطواته ومسافة اقترابه أو بعده عن إيران، تحسبا لعواقب أميركية قد تطاله.

يتلاقى مع موقف واشنطن، موقف إسرائيل، فقد سبق وأن أبدت إسرائيل اعتراضاتها ومخاوفها من الوجود الإيراني خاصة في الجنوب السوري.

وتحركت إسرائيل منفردة، أو بتفاهمات مع روسيا، مرات عدة لإنهاء أو تقليص النفوذ الإيراني في سوريا.

ولا تريد روسيا اللاعب الأكبر في سوريا حاليا، منافسين، وغير مستعدة لفتح مزيد من الجبهات، فهي في غنى عن بنادق إيران المستأجرة في سوريا ممثلة في ميليشيات حزب الله. فالمزاج الروسي، أقرب لتسويات عبر مفاوضات أو صفقات.

وترجمت روسيا موقفها بتفاهمات قمة سوتشي بين الرئيس فلاديمير بوتن، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، والتي استبعدا منها إيران.

من جهة ثانية تركيا، هي الأخرى، تميل مع الكفة الروسية، لضمان مصالحها في الشمال السوري، خاصة في محافظة إدلب.

ورغم تعثر تطبيق اتفاق سوتشي، إلا أنه لا يزال المسار الملائم للطرفين، لتسقط موسكو وأنقرة من الحسابات، حليفا يبدو وجوده مزعجا في هذا التوقيت.

التعليقات