على مدى السنوات الخمس الماضية، تم تعميق الصداقة الصينية الأفريقية وتعزيزها من خلال 47 زيارة لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية إلى الصين. ففي في 24 من مارس 2013، أي بعد عشرة أيام فقط من انتخابه رئيسا للصين ، اختار شي جين بينغ أفريقيا كأولى محطاته في الخارج كرئيس للصين. وقد أعلن الرئيس الصيني أن العلاقات الصينية الأفريقية يجب أن تسترشد بمبادئ "حقيقية وعملية وودية وصريحة" في خطاب ألقاه في مركز جوليوس نيريري الدولي للمؤتمرات في تنزانيا. واقترح الرئيس شي جين بينغ فكرة بناء "مجتمع صيني-افريقي ذو مستقبل مشترك" خلال زيارته لجنوب افريقيا. وقال إن الصين وافريقيا تشتركان فى تاريخ مشابه ومهام تنموية مشتركة ومصالح استراتيجية مشتركة، لذا يجب بناء "مجتمع ذو مستقبل مشترك". وفي خطاب من تنزانيا ، اقترح الرئيس شي تطوير العلاقات مع أفريقيا على أساس المبادئ الأساسية "الصدق والنتائج الحقيقية والصداقة وحسن النية" لتحقيق تقدم مطرد. وأشار إلى أن الصين لديها رغبة صادقة في بناء علاقات قوية مع أصدقائها الأفارقة ، مشيرا إلى أن تعاون الصين مع أفريقيا كان وسيظل قائما على النتائج ، مشددا على أن الصداقة التقليدية والحميمة بين الشعبين الصيني والأفريقي سيتم تعزيزها. ووعد بأن الصين ستتصرف دائما بحسن نية في معالجة المشاكل التي قد تحدث في علاقاتها مع افريقيا. علاوة على ذلك ، أكد الرئيس شي ورئيس الوزراء لي كه تشيانغ مراراً خلال زيارتيهما لأفريقيا على مدار السنوات الخمس الماضية على أهمية أن تضع الصين "نهجا سليما للمصلحة العليا والمصلحة الذاتية" وأن تعالج العلاقة بينهما في سياستها تجاه أفريقيا ، وخاصة في التعاون الاقتصادي والتجاري. وقد أكّد القادة الصينيون على أنّ الصين تحرص على الوفاء بالتزاماتها الأخلاقية في التعامل مع الدول الأفريقية ، وأن تعامل أصدقاءها الأفارقة على قدم المساواة ، وأن تكون مخلصة وودية ، وأن تحافظ على وعودها وأن تتحدث عن الحقوق المشروعة والمطالب المعقولة لأفريقيا. وأضافوا أنه بالنسبة للصين "المصلحة الذاتية" تعني "المنفعة المتبادلة". وأن الصين لن تتّبع أبداً الطريق القديم المتمثل في نهب المستعمرين أو اتباع نهج الاستغلال الرأسمالي ، ولن تكون مثل بعض الدول التي تسعى فقط لتحقيق مصالحها الذاتية. وأن الصين مستعدة للعمل مع أصدقائها الأفارقة من أجل التنمية والازدهار المشتركين. فعلى أساس مفهوم "الإخلاص ، النتائج الحقيقية ، الصداقة وحسن النية" ، والنهج السليم للصالح العام والمصلحة العليا ، لم تنس الصين أصدقاءها الأفارقة بعد تنميتها الاقتصادية ، بل زادت تعاونها معهم. وهي تأمل الآن في الاستفادة من التكنولوجيا ورأس المال والخبرة في تحقيق التنمية والازدهار المشتركين في أفريقيا. في 4 ديسمبر 2015 ، عقدت القمة الثانية لمنتدى التعاون الصيني - الأفريقي (FOCAC) في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، لتأخذ الصداقة بين الصين وافريقيا إلى مستوى جديد مع 10 خطط تعاون رئيسية بين الصين وأفريقيا أعلن عنها الرئيس الصيني شي جين بينغ. ومنذ ذلك الحين ، تم الانتهاء بنجاح من العديد من المشاريع التي تم اقتراحها بموجب هذه الخطط العشر قبل الموعد المحدد لها وحققت نتائج مثمرة. من المقرر عقد قمة بكين عام 2018 في الفترة من 3 إلى 4 سبتمبر ، تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى مع مستقبل مشترك من خلال التعاون المربح للجانبين". وسيحضر الاجتماع زعماء 53 دولة أفريقية ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي. تمت دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس كضيف خاص لعدد من المناسبات في القمة. كما سيحضر مراقبون من 27 منظمة دولية وأفريقية هذه القمة. الجدير بالذكر أنه من أجل تضخيم صوت إفريقيا في الشؤون الدولية واجتذاب المزيد من الاهتمام بالشؤون الأفريقية في المجتمع الدولي ، استفادت الصين ، بصفتها مضيفة قمة مجموعة العشرين في هانغتشو في عام 2016 ، من دورها بالكامل في بناء البرامج وإعداد جدول الأعمال. وحددت "دعم التصنيع في أفريقيا والبلدان الأقل نموا" كموضوع مهم في مؤتمر القمة ، وقد كتبته في بيان قادة مجموعة العشرين لأول مرة. كما وفرت منصة للاتصال والتفاعل بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين. كما دعت الصين تشاد ، التي كانت تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي ، والسنغال باعتبارها رئيس الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا ، ومصر ، وهي بلد مهم في شمال أفريقيا ، بالإضافة إلى جنوب أفريقيا ، وهي عضو في مجموعة العشرين ، لحضور القمة. وهذا لا يعكس فقط الأهمية التي توليها الصين لتنمية أفريقيا ، بل إنه يوفر أيضاً للبلدان الأفريقية الفرص الضرورية والمطلوبة للمشاركة في إصلاح الحوكمة العالمية ، وبالتالي تعزيز مكانة أفريقيا الدولية المتصاعدة. ويعترف العديد من القادة الأفارقة بأن أساس الصداقة الصينية الأفريقية مبني على مبادئ الاحترام المتبادل. وتقدر الصين صداقتها مع الدول الأفريقية ، أو كما قال الرئيس الرواندي بول كاغامي: "العلاقة أغلى من المال". ومع قرب إنعقاد القمة الصينية الإفريقية، التي جذبت إهتمام العديد من الخبراء، يواصل الجانبان العمل معا لضمان أن تسمح جميع أدوات وآليات الحوكمة العالمية بتحقيق كامل لشراكتهما الاستراتيجية الشاملة التي ، ما دامت تستند إلى المنافع المتبادلة ، ستجعل التعاون المربح للجانبين واقعا على أرض الواقع.
التعليقات