انطلاق منتدى الشراكة الاقتصادية بين الإمارات ونيبال في كاتمندو

قال عبد الله آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد لشؤون التجارة الخارجية إن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية نيبال قوية تقوم على الصداقة والتعاون على الصعد كافة وذلك في إطار حرص القيادة الرشيدة في دولة الإمارات على تعزيز وتيرة العلاقات الثنائية بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين. وأكد أن الرغبة المشتركة في الانتقال نحو مرحلة جديدة من التعاون تفتح المجال أمام المستثمرين في البلدين لمزيد من التواصل والشراكة وتأسيس المشاريع الاستثمارية والارتقاء بقنوات التبادل التجاري. وأوضح -خلال الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح منتدى الشراكة الاقتصادية بين الإمارات ونيبال في العاصمة النيبالية كاتمندو أمس- أن دولة الإمارات تعد ثالث أكبر مصدر لنيبال في العالم وأن إجمالي حجم التجارة الخارجية غير النفطية بين البلدين بلغ عام 2017 نحو 425.2 مليون دولار أمريكي بنمو نسبته نحو 14.4% عن عام 2016. شارك في المنتدى وفد رسمي وتجاري تترأسه وزارة الاقتصاد ويضم ممثلين عن مجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج ودائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة وغرفة تجارة وصناعة الشارقة وإكسبو 2020 وعدد من الجهات الحكومية ومجموعة شرف وعدد من الشركات والكيانات الاستثمارية ورجال الأعمال من الدولة وذلك بحضور سعيد حمدان النقبي سفير فوق العادة ومفوض لدولة الإمارات لدى جمهورية النيبال وسعادة شاندرا كومار غيميري وكيل وزارة التجارة والصناعة النيبالية وعدد من رجال الأعمال وممثلي الشركات النيبالية من مختلف القطاعات. وأكد آل صالح أنه على الرغم من المنحى الإيجابي للعلاقات الاقتصادية للبلدين فإنه ينبغي البحث عن مزيد من الفرص لتعزيز التبادل التجاري وتأسيس الاستثمارات المشتركة ولا سيما أن كلا البلدين يسعيان لتعزيز قاعدة التنوع الاقتصادي لديهما. واستعرض تطورات اقتصاد الإمارات وأهم القطاعات التي تستهدفها الدولة من خلال أجندة استثماراتها الخارجية التي تحرص على أن تكون طويلة الأجل وقادرة على المساهمة في التنمية الاقتصادية والمسؤولية المجتمعية في الدولة المستضيفة لها. وأوضح أيضًا أن الموقع الجغرافي لنيبال في قارة آسيا ومجاورتها للهند والصين اللتين ترتبط معهما الإمارات بعلاقات تجارية واقتصادية متينة ونشطة يؤكد أن تعزيز التعاون الاقتصادي مع نيبال واستكشاف فرص وقنوات جديدة على الصعيدين التجاري والاستثماري هو خيار صائب، موجهًا الدعوة للمستثمرين والشركات النيبالية للمشاركة في المنتديات والمعارض التي تقام في الإمارات مرحبًا بتأكيد مشاركة نيبال في معرض إكسبو دبي 2020. من جانبه أكد شاندرا كومار غيميري أن بلاده تتطلع لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية مع دولة الإمارات وأن نيبال تعمل بصورة حثيثة على جذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز ازدهارها الاقتصادي والتنموي ملمحًا للفرص المتعددة التي تتوافر في نيبال في العديد من القطاعات أمام المستثمرين الإماراتيين كمشروعات الزراعة والسياحة حيث يستأثر هذان القطاعان تحديدًا بنسبة 32–35% من الناتج المحلي الإجمالي لها فضلًا عن فرص استثمارية واسعة في قطاعات الطاقة والصناعات الغذائية والتعليم والنقل. وأوضح غيميري أن نيبال تتمتع بمستوى عال من الاستقرار السياسي والأمن الضروريين لجذب الاستثمارات الأجنبية وتعد من أقل دول آسيا المجاورة في معدلات الضرائب، متطرقًا إلى علاقات التبادل التجاري القوية بين نيبال وكل من الهند والصين حيث توجد منطقة تجارة حرة مع البلدين وتعد الصين أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في نيبال. واتفق الجانبان في ختام المنتدى على وضع محاور رئيسية تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة تتضمن تشجيع الاستثمارات المشتركة وتكثيف الزيارات الثنائية وتبادل الخبرات واستكشاف الفرص الاقتصادية وغيرها من محاور التعاون. من جهة أخرى بحث عبد الله آل صالح ومارتيكا براساد يادف وزير التجارة والصناعة والتنموين النيبالي سبل تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والارتقاء بقنوات الشراكة الاستثمارية والتبادل التجاري بين البلدين خلال لقائهما بمقر الحكومة النيبالية في كاتمندو بحضور سعيد حمدان النقبي. وأكد آل صالح أن القدرات المتراكمة للاستثمارات الإماراتية في العالم باتت تعد ضمانة لنجاح أي رؤى ومبادرات استثمارية مشتركة مع العديد من الدول الأخرى موضحًا أن تلك الاستثمارات تركز على وجود مقومات مهمة في الدول المستضيفة مثل الاستقرار والبيئة الاستثمارية المحفزة ومرونة التشريعات الاقتصادية، مشيرًا إلى تطلع العديد من المستثمرين في الإمارات للتوجه بمشاريع استثمارية مبتكرة في السوق النيبالية لأهميتها الإقليمية ولا سيما في قطاعات الطاقة المتجددة والسياحة والبنية التحتية والقطاع العقاري. من جانبه أكد وزير التجارة والصناعة بالحكومة النيبالية ترحيب بلده بزيارة وفد دولة الإمارات لنيبال، مؤكدًا اهتمام الحكومة النيبالية بتعزيز العلاقات مع الإمارات في ضوء المكانة الاقتصادية للدولة والسجل الناجح لها في إدارة الاستثمارات الخارجية.  واستعرض معاليه أهم الفرص المتاحة مؤكدًا ثراء الاقتصاد النيبالي بمقومات واعدة للمستثمرين من جميع دول العالم والمستثمرين الإماراتيين بصفة خاصة، مشددًا على أهمية المضي قدمًا في وضع إطار لإبرام اتفاقية شراكة وتعاون اقتصادي بين الإمارات ونيبال. حضر الاجتماع كل من جمال سيف الجروان الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين بالخارج و عبد الرحمن الشايب مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في إمارة رأس الخيمة ومحمد ناصر حمدان الزعابي مدير إدارة الترويج التجاري بوزارة الاقتصاد. من ناحية أخرى شهد جدول أعمال منتدى الشراكة الاقتصادية الإماراتي النيبالي اجتماعات رجال الأعمال والمستثمرين من كلا البلدين حيث تم التباحث حول مجالات التعاون وفرص تأسيس الاستثمارات المشتركة وأهم القطاعات ذات القيمة المضافة للجانبين. من جانبه أكد سعيد حمدان النقبي أن وجود قنوات متعددة للشراكة بين رجال الأعمال في الجانبين يدعم جهود التعاون الثنائي ويحقق المنفعة المتبادلة ويعزز الاستفادة من قدرات دولة الإمارات في الاستثمارات الخارجية معبرًا عن بالغ سعادته بحرص الحكومة النيبالية على تعزيز التعاون مع الإمارات وتطلع رجال الأعمال النيباليين إلى عرض أهم المشروعات الواعدة المطروحة للشراكة بين الجانبين. وأوضح أن سفارة الدولة في نيبال تقدم العديد من الخدمات والتسهيلات للمستثمرين ورجال الأعمال الإماراتيين كالاستشارات القانونية وتقديم بيانات ومعلومات محدثة لأهم التطورات الاقتصادية والفرص الاستثمارية. من جهته أكد جمال الجروان أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ونيبال، مشيرًا إلى اعتماد الاستثمارات الإماراتية على معايير الاستقرار المجتمعي والتسهيلات التي تقدمها الدولة المضيفة لها لا سيما على الصعيد التشريعي الضامن لنمو وحماية تلك الاستثمارات، مؤكدًا أن الفرص سانحة بقوة للاستفادة من المقومات المتوفرة في الاقتصاد النيبالي في العديد من القطاعات التي تم بحثها في المنتدى. وأضاف قائلًا: "لمسنا مدى حرص الحكومة في نيبال على استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتشجيعها من خلال تعديل بعض القوانين ذات الصلة"، لافتًا إلى تمتع نيبال بفرص واعدة في مجالات الزراعة والبنية التحتية والطاقة والسياحة وتجارة التجزئة والخدمات اللوجستية. من جانبه أكد عبد الرحمن الشايب النقبي أهمية مشاركة دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة ضمن وفد الدولة في المنتدى نظرًا إلى ما توفره هذه المشاركة من تعزيز معرفة قطاع الأعمال والاستثمار في الإمارة بالفرص الاستثمارية في نيبال والترويج لها والفرص المتاحة فيها للعمل الاقتصادي والتجاري والاستثماري وفتح قنوات تواصل مع المسؤولين في نيبال. من جهته أشار صلاح شرف الرئيس التنفيذي لمجموعة شرف إلى أهمية السوق النيبالي لاستثمارات المجموعة لا سيما عبر مشروع استراتيجي على الحدود النيبالية الهندية حيث تبحث المجموعة مع المسؤولين النيباليين تأسيس مشروع على مساحة 200 ألف متر كقاعدة للدعم اللوجستي وتأسيس مشاريع صناعات غذائية متطورة فضلًا عن ربط المشروع بشبكة قطارات تملكها المجموعة فعليًا في الهند ويخطط لمد سككها لدخول الأراضي النيبالية مما يعزز من خيارات النشاط التجاري ويرسخ المكانة الاستراتيجية لأعمال المجموعة في تلك المنطقة الآسيوية الحيوية. بدوره أكد أنيل مهندراتا الرئيس التنفيذي للاستراتيجية في شركة BRS Ventures أن الغرض من المشاركة هو استكشاف فرص توسيع استثمارات الشركة في قطاع الرعاية الصحية في نيبال وتعزيز خدماتها بما يعزز خريطة استثماراتها الممتدة في الهند واليابان وعدد من الدول الآسيوية الأخرى.

التعليقات