في عيد ميلاده الـ 100.. الشيخ زايد محطات نهضوية لا تنسى | صور

تحل اليوم، الأحد، الذكرى المئوية الأولى لميلاد مؤسس الإمارات العربية المتحدة وصانع نهضتها، رئيس البلاد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي تطل حضارة الإمارات وبناياتها الشاهقة على مياه الخليج العربي راوية آثار مروره في الدنيا، التي رحل عنها تاركًا بلاده لؤلؤة متألقة بأضواء المدنية الحديثة، يتغنى بها القريب والبعيد، بعدما كانت صحراء جرداء ليس فيها ما يميزها عن محيطها الرملي المتناهي.

وما بين الميلاد والرحيل، عاش الراحل زايد بن سلطان تجربة ثرية، صنعها وصنعته، وتراكمت عبر محطات فارقة، تضفر فيها تاريخه الخاص بتاريخ البلاد، فلا تُذكر الإمارات إلا وزايد بن سلطان قرين لها وأب، وفقًا لموقع مصرى.

1918.. الميلاد ولد الشيخ زايد ببيت أبيه الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى آل نهيان، في قصر الحصن بأبوظبي، في السادس من مايو عام 1918. ولد لبيت عريق في الإمارة والحكم، إذ كان جده الشيخ زايد بن خليفة حاكم إمارة أبوظبي بين العامين 1855 و1909، وعندما بلغ الرابعة من عمره وتحديدًا في عام 1922، تولّى والده الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان زمام الأمور، وقد استطاع خلال فترة حكمه تحسين علاقاته بالجوار وتعزيز مكانته بين مواطنيه.

وبدأت المرحلة التالية من حياته عندما انتقل من أبوظبي إلى مدينة العين، حيث أظهر شغفه المتزايد بالمكونات التقليدية التي يتصف بها البدوي الأصيل كالصيد بالصقور وركوب الخيل والهجن وإتقان الرماية.

وأمضى في العين وضواحيها السنوات الأولى من فجر شبابه وترعرع بين تلالها وجبالها وصحرائها واستمد الكثير من صفائها ورحابتها واشتهر بشجاعته وإقدامه وهو لا يزال صبيًا، وشكلت مكونات تلك الفترة بكل تجربتها وأبعادها خصائص زعامته الفذة وفلسفته في الحياة.

1946.. الحكم والإدارة تولى الشيخ زايد حكم العين عام 1946 وكان أول المناصب الرئيسية التي تولاها، واستطاع بعد فترة وجيزة افتتاح أول مدرسة في المدينة عام 1959 وأطلق عليها اسم "المدرسة النهيانية" وتمكن من إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبي.

ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع، بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.

1966.. حكم أبوظبي في 6 أغسطس من عام 1966، تولى الشيخ زايد بن سلطان مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي وتمكن من تطوير الإمارة في مختلف القطاعات سواء التعليمية والرعاية الصحية والإسكان الشعبي.

وكانت أبوظبي عندما تولى الشيخ زايد، رحمه الله، حكمها، عبارة عن جزيرة تتكون من مجموعة من السبخات البحرية المعزولة عن البر الرئيسي، إلا أن التنمية الاجتماعية والاقتصادية الفريدة التي شهدتها الإمارة منذ توليه حكمها جعلتها في سنوات قليلة محط أنظار المنطقة والعالم.

1971.. الاتحاد وتأسيس الدولة كان الشيخ زايد أول من نادى بالاتحاد بعد الإعلان البريطاني عن نية الاحتلال الجلاء عن الإمارات في يناير 1968، حيث رأى الحاجة إلى إقامة كيان سياسي موحد له كلمة قوية في المحافل الدولية، وقادر على تقديم الحياة الأفضل لمواطنيه.

وفي 2 ديسمبر 1971 شهدت المنطقة تحولًا جديدًا في الحياة السياسية، حيث أعلن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وكانت بداية الدولة بستة إمارات إلى أن إنضمت إمارة رأس الخيمة للاتحاد في 10 فبراير 1972، وانتخب الشيخ زايد رئيسًا للاتحاد وقائدًا أعلى للقوات المسلحة.

وبعد إعلان قيام دولة الإمارات شرع الشيخ زايد في بناء المؤسسات الاتحادية والقوات المسلحة وفق نهج مؤسسي منتظم وحديث، فساهم في النقلة الحديثة التي وصلت إليها دول الإمارات المعاصرة، وإلى جانب العمل في بناء الدولة على الصعيد الداخلي عمل الشيخ زايد على تعزيز العلاقات الخارجية لها والحصول على اعترف العالم بهذا الدولة الجديدة.

1981.. مجلس التعاون الخليجي ساهم الشيخ زايد والشيخ جابر الأحمد الصباح، أمير الكويت، في إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتحقق ذلك في 25 مايو 1981 في أبوظبي، وتم اختيار الشيخ زايد بالإجماع أول رئيس للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأول رئيس دولة يوقع على ميثاق المجلس.

2004.. الرحيل توفي الشيخ زايد في 19 رمضان 1425هـجريًا الموافق 2 نوفمبر 2004، وتولى ابنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حكم إمارة أبو ظبي وانتخبه المجلس الأعلى للاتحاد رئيسًا للدولة في 3 نوفمبر 2004.  

التعليقات