قالت فنزويلا إنها ستسيطر على بانيسكو، أكبر بنوك القطاع الخاص في البلاد، لمدة 90 يوما وأعلنت القبض على 11 من كبار المديرين التنفيذيين بالبنك بسبب ”هجمات“ تستهدف عملة البلاد التي تشهد انخفاضا سريعا في قيمتها.
ويأتي احتجازهم في أعقاب القبض الشهر الماضي على مسؤولين تنفيذيين فنزويليين يعملان لشركة شيفرون النفطية العملاقة الأمريكية في البلاد.
وتعاني فنزويلا الغنية بالنفط من تضخم جامح وانهيار مطرد لعملتها البوليفار، وهو ما يعزوه الرئيس نيكولاس مادورو إلى ”حرب اقتصادية“، لكن منتقدين يلقون باللوم على ضعف الكفاءة وسياسات اشتراكية فاشلة.
ويقول خصوم مادورو إنه يضيق الخناق على قطاع الأعمال في مسعى لحشد الدعم ووقف زيادات الأسعار قبل انتخابات رئاسية مثيرة للجدل ستجري في 20 مايو أيار وتقاطعها أحزاب المعارضة الرئيسية.
وأعلن المدعي العام طارق صعب نبأ الاعتقالات في مؤتمر صحفي تلفزيوني لكنه لم يقدم أدلة على مخالفات ولم يتلق أسئلة.
وقال صعب وهو مسؤول سابق بالحزب الحاكم ”لقد جزمنا بالمسؤولية المفترضة (للمسؤولين التنفيذيين) عن سلسلة من المخالفات، للمساعدة والتستر على هجمات ضد العملة الفنزويلية بهدف تدمير العملة الفنزويلية“.
وأذاع التلفزيون الحكومي في وقت لاحق بيانا يعلن السيطرة المؤقتة على بانيسكو التي قالت الحكومة إنها ستضمن استمرار عمل البنك.
وقالت الحكومة أيضا إنها ستعين مجلس إدارة يقوده نائب وزير المالية يومانا قطيش.
وأدان رئيس مجلس إدارة البنك يوم الجمعة اعتقال مسؤولي البنك الأحد عشر وسيطرة الحكومة في الوقت الذي تدفق فيه السكان المحليون على ماكينات سحب النقود وسارعوا إلى تحويل الأموال إلى مؤسسات أخرى.
وأشار خوان كارلوس إسكوتيت رئيس مجلس إدارة بانيسكو إلى أن البنك يُستخدم ككبش فداء في الفشل المرتقب لإصلاح للعملة يهدف إلى مكافحة تضخم جامح مدمر.
كان مادورو قال إنه سيحذف ثلاثة أصفار من قيمة العملة المتداعية بحلول الرابع من يونيو حزيران، وهي مهمة شاقة يقول خبراء اقتصاديون معارضون إن من المستبعد أن تحدث في الموعد المحدد بسبب التعقيدات في توزيع الملايين من الأوراق النقدية الجديدة وتهيئة ماكينات سحب النقود.
وكتب إسكوتيت في رسالة نشرها على توتير ”هناك مشكلة أساسية قد تفسر الأفعال غير المناسبة من قبل السلطات: تنفيذ خطة العملة هذه. هل هذا هو السبب في سيطرة الحكومة على بانيسكو؟“.
وأضاف قائلا ”هل يستخدمون ستارا من الدخان لتحويل الانتباه عن كيفية تنفيذ خطتهم للعملة؟“.
وقال إسكوتيت، الذي يعيش في إسبانيا، إنه طار عائدا من أوروبا إلى فنزويلا ليل الخميس بعد الاعتقالات.
وفي الرسالة، ناشد إسكوتيت الفنزويليين ألا يسحبوا أموالهم من بنكه، لكن نداءه لم يجد فيما يبدو آذانا صاغية.
وفي مقابلات مع رويترز، قال عملاء بانيسكو إنهم يخشون أن الحكومة تصادر في الواقع البنك وأن أموالهم ستختفي.
التعليقات