افتتح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عواد بن صالح العواد معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية تحت شعار "الكتاب.. مستقبل التحول" برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمشاركة 500 دار نشر عربية وعالمية.
ورحب العواد في كلمة خلال حفل افتتاح المعرض مساء أمس بدولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف معرض الكتاب لهذا العام ممثلة في معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة وبالمثقفين الإماراتيين في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية ليقدموا موروثهم الثقافي والفكري.
وقال "يشرفني أن أرحب بدولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف المعرض لهذا العام، حيث يأتي اختيار دولة الإمارات المتحدة تجسيدا للعلاقات الأخوية والمتينة بين الدولتين والشعبين الشقيقين".
وأوضح أن وزارة الثقافة والإعلام السعودية تحتفل بمعرض الرياض الدولي للكتاب في هذه الدورة تحت شعار "الكتاب مستقبل التحول" مؤكدين على مواكبة هذا المعرض لرؤية المملكة 2030 والتي أشارت على أن الثقافة أحد مقومات جودة الحياة، لذلك أتت صياغة هوية المعرض كذلك ..مبينا أن الفئة المكرمة اختيرت لتتناسق مع توجه وزارة الثقافة والإعلام لدعم الحراك الثقافي في المملكة. وأكد العواد أن معرض الرياض الدولي أصبح اليوم علامة فارقة في الحراك الثقافي في الشرق الأوسط، حيث يعد واحدا من أكبر المعارض التي تقام كل سنة، حيث تحرص وزارة الثقافة والإعلام على أن تحافظ على هذه المكانة للمعرض، مبينا أنه يصاحب المعرض هذا العام أكثر من 80 فعالية خصص منها 15 فعالية للقراءة، وهي مبادرات قرائية ومعارض فنية سوف يكون لها إثر كبير بإذن الله تعالى لتنمية الحراك الثقافي.
من جهتها عبرت معالي نورة بنت محمد الكعبي في كلمتها عن عظيم امتنانها للمملكة العربية السعودية، لاختيارها دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف في معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 ..وقالت إن هذه اللفتة تمثل سطرا جديدا في سجل التلاحم والترابط الممتد وتجسيدا للعلاقات التاريخية المتأصلة التي تجمع الشعبين الشقيقين والمبنية على أسس التفاهم المشترك والموروثين الثقافي والتاريخي والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية المشتركة.
وأضافت الكعبي "يشرفنا جميعا أن نحتفل هذا العام بإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ــ طيب الله ثراه ــ الذي رسخ جذور العلاقة الوثيقة التي تجمع المملكة العربية السعودية بدولة الإمارات العربية المتحدة والتي وصفها ــ رحمه الله ــ بقوله إن دولة الإمارات مع السعودية قلبا وقالبا وأن "المصير واحد".
وتابعت "إن جذورا راسخة تجمعنا...ورؤية مشتركة توحدنا...لنقدم للعالم أجمع نموذجاً لأسمى أشكال التكاتف أساسه إرث واحد ومصير واحد، وتحظى المملكة بسجل ثقافي وتاريخي عريق، سطر معاني الوحدة الوطنية ورسخ القيم العربية والإسلامية، فقد تعاقبت على هذه الأرض الطيبة حضارات منحتها طابعاً فريداً وعمقاً ثقافياً رفيعاً، واليوم، تحتضن المملكة العربية السعودية هذا المحفل الثقافي الكبير، الذي يُعد إضافة مهمة إلى جهود ومنجزات المملكة الحضارية التي لا مجال لحصرها".
واستطرت .."إن أمة لا تقراً هي أمة تعيش على هامش التاريخ والحضارة، فبالقراءة ستعانق هاماتنا نجوم السماء، فهي السبيل نحو الإبداع، وهي الوسيلة لبناء جيل من المخترعين والأدباء والمفكرين، ومن غيرنا أحق بمعرفة قيمة القراءة ونحن أمة "اقرأ" ..مؤكدة أن مشاركة دولة الامارات ضيف شرف في هذا المعرض مهمة على المستويين العربي والدولي وهي تكريم لدور الإمارات في مختلف جوانب الفكر والثقافة، وفرصة لعرض تاريخها وأدبها وإصداراتها ومنتجها الثقافي الذي يحظى بتقدير مختلف شعوب العالم.
بعد ذلك تم تقديم فيلم مرئي يتحدث عن عمق العلاقات السعودية الاماراتية تحت عنوان "معاً أبداً" عرض صور ولقاءات لقادة البلدين الشقيقين.
ويعد معرض الرياض الدولي للكتاب الذي تشرف على تنظيمه وزارة الثقافة والإعلام من أكبر الفعاليات الثقافية في المملكة والأكثر مبيعا من بين معارض الكتاب العربية حيث استقبل المعرض في دورة العام الماضي أكثر من 400 ألف زائر على مدى 10 أيام وبلغ إجمالي المبيعات 72 مليون ريال.
ويتضمن البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب 80 فعالية ثقافية وروعي في اختيارها أنها تتواءم مع متطلبات الثقافة الآنية التي تفرضها متغيرات الحياة بجميع أشكالها والتي وجدت أن المنطلق الرئيس فيها هو الحوار وعلى ذلك تم رسم عناوينه والشخصيات التي تتحدث وتحاور بحيث تعطي بعداً أعمق من خلال طرحها.
وستستمر الفعاليات تسعة أيام تبدأ اليوم وتنتهي في اليوم قبل الأخير لاختتام المعرض ومن ضمنها فعاليات ضيف الشرف دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة وشارك فيها نخبة من كبار المثقفين الاماراتيين الذين لهم حضور مؤثر في المشهد الثقافي العربي والدولي.
ومن أبرز عناوين الفعاليات الاماراتية برنامج جناح دولة الإمارات وبرنامج الأطفال وتوقيع الكتب حيث تنظم وزارة الثقافة وتنمية المعرفة برنامج الجدارية المشتركة وبرنامج الفرقة الشعبية وفي يوم الخميس 15 مارس أمسية شعرية ومن 15 إلى 19 مارس ينظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين قراءات قصصية للأطفال وورش رسم للأطفال وتنظم مجلة ماجد وناشيونال جيوغرافيك أطفال برامج الأطفال من 15 إلى 24 مارس وهي مسابقات الأطفال ويوميات مع شخصيات مجلة ماجد ومجلس السعادة للطفل.
وتنظم هيئة الشارقة للكتاب أمسية شعرية وندوة أدبية في 18 مارس ومن 20 إلى 24 مارس يقدم افتح يا سمسم قراءات قصصية للأطفال ويوميات مع شخصيات افتح يا سمسم ومن 21 إلى 23 مارس ورشة الكتب الصامتة ويقدم اتحاد كتاب وأدباء الامارات أمسية شعرية في 21 مارس.
وتشمل الفعاليات الإماراتية ندوتين لجمعية الناشرين الاماراتيين الأولى في 21 مارس بعنوان "واقع النشر في دولة الامارات" والثانية في 23 مارس بعنوان "تجارب النجاح في مجال النشر والقراءة".
وتتضمن الفعاليات أكثر من 50 فعالية ثقافية وندوات أدبية وورش عمل مختصة في قضايا النشر وصناعة الكتاب والقراءة بالإضافة لتنظيم جلسات مع مؤلفي كتب بجانب إقامة مسابقة مارثون للترجمة بشكل يومي وإقامة أمسيات شعرية وعدد من المسرحيات واللقاءات المفتوحة خلال أيام المعرض وفعاليات ومسرحيات للطفل.
وسيمثل "مارثون الترجمة" الفعالية الجديدة في نسخة هذا العام من المعرض والهادفة إلى ترجمة ما لا يقل عن 200 مقال من اللغة العربية إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية بجودة عالية بهدف تنشيط حركة الترجمة في مجالات وثيقة الصلة بالثقافة السعودية وتراث المملكة وعاداتها وتقاليدها.
التعليقات