نادي صقاري الإمارات يُشارك في تنظيم مؤتمر للزمالة البحثية حول الصقور

تُنظّم جامعة نيويورك أبوظبي مؤتمراً للزمالة البحثية خلال الفترة ما بين 5-8 مارس الجاري، وذلك بموجب اتفاقية إنشاء برنامج الزمالة البحثية بين الجامعة، الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في أبوظبي ونادي صقاري الإمارات التي تمّ توقيعها عام 2017.

ويأتي هذا البرنامج ضمن الجهود المستمرة التي دأب نادي صقاري الإمارات على تنظيمها ودعمها في إطار أهداف النادي الأساسية التي ترتكز على الارتقاء بالصقارة، والمحافظة على هذا التراث الأصيل، باعتباره إرثاً تاريخياً بكل خصائصه ومميزاته، ويأتي أيضاً في إطار الدور المحوري الذي يلعبه نادي صقاري الإمارات في تعزيز الصيد بالصقور باعتبارها ركيزة أساسية للتراث.

وحول الاتفاقية أكد معالي ماجد المنصوري (الأمين العام لنادي صقاري الإمارات): أن اتفاقية إنشاء برنامج الزمالة البحثية بين جامعة نيويورك أبوظبي بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى تهدف إلى فتح أفق التعاون البحثي والعلمي للتصوير العالمي للصقارة، وأيضاً لدراسة وبحث تلك العلاقة بين الإنسان والجوارح، والتي تمتد منذ أكثر من 3000 سنة قبل الميلاد وحتى عصرنا الحالي بمشاركة مجموعة كبيرة من العلماء والخبراء الدوليين المتخصصين، والذين يمثّلون مختلف التخصّصات.

وأضاف المنصوري أن: دولة الإمارات العربية المتحدة دائماً سباقه وصاحبة دور ريادي في كافة المبادرات الخاصة بالصيد والصقور، تلك الريادة التي نستمدها من الرؤية الثاقبة لمدى أهمية الصيد والصقور كتراث إنساني وتاريخي منذ عهد المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" الصقّار الأول على مستوى العالم، والرائد الأول للصقارين وحماة البيئة على مستوى العالم، وبتوجيه ورعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، والدعم غير المحدود لجهود صون التراث في مختلف المجالات لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والدأب على المتابعة لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس نادي صقاري الإمارات.

ويناقش هذا المؤتمر، الذي يشهد مشاركة كوكبة مُتميّزة من المتحدثين والخبراء، تصوّر الجوارح والصقّارة من العصور القديمة الأثرية والفن الأصغر سناً. كما ستتمّ مناقشة صور الطيور منذ وقت مبكر، وكذلك الكهف والفن الصخري في محاضرات البروفيسور آردينبات أولامبايار (منغوليا) والدكتورة ماريا لازاريش غونزاليس (إسبانيا).

كما سيتمّ أيضاً تناول صور الصقّارة من المنطقة العربية في المحاضرات المقدّمة من قبل الدكتور فيرينا دايبر (ألمانيا) والطبيبة ماجدالينا فالور (إسبانيا). في المقابل، سيقدّم البروفيسور بودوين فان دن أبيلي (بلجيكا) محاضرة عن مجموعة كبيرة من صور الصقّارة الأوروبية بعد 1000م.

سيُقدّم البروفيسور أنيتا غاماوف (النمسا) مُحاضرة عن تصوّر الطيور والصقّارة على خلفية أوسع من المحاضرات، كمثال عن بيولوجيا طيور الصيد من قبل، إضافة إلى محاضرة أخرى من البروفسور الدكتور ألان واربورتون (الصين) حول انعكاس الدور الديني على الطيور في فترات أثرية تعود إلى آلاف السنين، وتُنسق المؤتمر جيلا وايلز، المديرة المساعدة للبرامج الأكاديمية.

وأوضح منظمو المؤتمر بأن الصقّارة، أو كما يعرف عنها فن الصيد بالصقور، قد نالت الاعتراف من قبل منظمة اليونسكو "كتراث ثقافي غير مادي للبشرية". وذلك بفضل الدور الكبير لنادي صقاري الإمارات في نجاح الجهود الدولية بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة في تسجيل الصقارة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية في منظمة اليونسكو في عام 2010 حيث يعود تاريخ الصقارة إلى قرابة 4000 عام حسب الوثائق الموجودة في النادي.

وقد تركت العديد من الآثار المختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصور، لافتين إلى أن المسألة الجوهرية للمؤتمر تكمن في الفهم النقدي للصور: تصوّر الصقور هو تعبير عن العلاقة الخاصة بين الجوارح والإنسان، مع العديد من النقوش الرمزية المختلفة، في حين أن الصور القديمة للطيور يجب أن ينظر إليها على أنها انعكاس للمعنى الديني.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر  بالتعاون مع نادي صقاري الإمارات، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى في أبوظبي، وذلك بهدف استضافة معظم المؤلفين المحتملين الذين تمّ اختيارهم للمشاركة في إعداد كتاب لدراسة التاريخ والتراث الثقافي المُتعلّق بالصيد بالصقور (الصقّارة) لتقديم أبحاثهم ومناقشتها في هذا المؤتمر.

والجدير بالذكر أن الجامعة مُهتمّة بإنشاء برنامج للزمالة البحثية يتمّ تخصيصه لدراسة التاريخ والتراث الثقافي المتعلق بالصيد بالصقور (الصقّارة)، بالإضافة إلى الدور المركزي الذي لعبه العالم العربي (ولا يزال يلعبه) في الحفاظ على تقاليد الصقّارة ونشرها وإحيائها (البرنامج). وسيتمّ إنشاء هذا البرنامج من خلال معهد الأبحاث التابع لجامعة نيويورك أبوظبي.

هذا و"سيكون البرنامج لمدة سنتين، ويتضمّن التنظيم والإعداد لتأليف مطبوعة عالمية بعنوان "التصوير العالمي للصقارة، من نحو 3000 سنة قبل الميلاد وحتى العصر الحالي"، ويتضمن هذا المؤلف "الكتاب" نحو 50/60 مقالاً يكتبه خبراء دوليون يمثّلون مختلف التخصّصات، بما في ذلك علم الآثار، الأنثروبولوجيا، التاريخ، تاريخ الفن والدراسات الإعلامية الخ.

وسيعمل كمحرّر أول للكتاب الدكتور أوليفر غريم، باحث أول في مركز الآثار البلطيقية والإسكندنافية في شليسفيغ بألمانيا، إضافة إلى قيامه بتقديم التوجيهات العامّة أو مساهمات مُتخصّصة للبحوث التي تستند إليها المقالات، وذلك بمساعدة مجلس استشاري للتحرير يتألف من عدد متساو من ممثلي الصندوق والجامعة والنادي.

وسوف يتم تنظيم وتوجيه المرحلة التحريرية للمشروع التي سيتم خلالها استعراض حوالي 50/60 مسودة مختارة، وتحريرها، لتصبح جاهزة للنشر. وسوف يتضمن هذا العمل جمع الصور، واقتناء حقوق النشر، والأذونات لاستخدام هذه الصور في الكتاب، ستكون بإشراف الدكتورة آن ليز تروباتو، منسّق البرنامج ومساعد التحرير لبرنامج الزمالة البحثية في العلوم الإنسانية في الجامعة، إضافة إلى قيامها بإنشاء قاعدة بيانات مشروحة لصور الصقارة؛ والتي سيكون الوصول إليها مفتوحاً أمام العلماء والجمهور

التعليقات