أكد الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة الإماراتي، أن دولة الإمارات وبفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، حريصة على الاستمرار في جهودها المحلية والعالمية، لدعم ونشر حلول الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية، لتحقيق هدف أسمى من مجرد تنويع مصادر الطاقة، والانتقال إلى اقتصاد ما بعد النفط، والمتمثل في حماية ملايين البشر حول العالم من المتضررين من تداعيات التغير المناخي، والتأثير إيجابيا في حياتهم وضمان مستقبل مستدام أفضل للأجيال المقبلة.
وقال في مقال بعنوان "الإمارات نحو الطاقة الشمسية .. اختيار تحول إلى ريادة عالمية"، إن دولة الإمارات العربية المتحدة، بدأت في العمل بنشاط ملحوظ على تعزيز توليد الطاقة الشمسية وتطويرها محليا، ونشر حلولها عالميا منذ العام 2006، وسجلت المشاريع التي أطلقتها أبوظبي ودبي نجاحات ساهمت في خفض تكلفة الإنتاج لهذا النوع من الطاقة عالميا".
وأضاف: "إن هذا التوجه والجهود المبذولة من دولة الإمارات المصنفة، ضمن الدول العشرة الأكثر إنتاجا للنفط عالميا، وفي وقت سجل فيه سعر برميل النفط مستوى تجاوز 80 دولارا، ووصل بعد أقل من عامين إلى أعلى مستوياته التاريخية، متجاوزا 130 دولارا يطرح تساؤلا مهما، وهو هل كانت الإمارات في حاجة فعلية لبذل هذه الجهود الحثيثة، لرفع معدل اعتمادها على الطاقة المتجددة، ونشر حلولها عالميا، أم توجهت لها طواعية ومبادرة ؟".
ونوه إلى أن ما ساهم في التأكيد على رجاحة توجهات القيادة الرشيدة، تفاقم حدة تحديات عالمية عدة، مثل تداعيات التغير المناخي، وتضرر ملايين البشر حول العالم من تداعياتها وتوقعات نمو الطلب على الطاقة بنسبة لا تقل عن 25%، خلال العقد المقبل، مدعوما بنمو الاقتصاد العالمي، في وقت يصعب فيه تلبية هذا النمو في الطلب من خلال مصدر واحد لتوليد الطاقة، لذا كان من الضروري السعي العالمي، لتوفير إمدادات الطاقة المطلوبة عبر مصادر آمنة ومستدامة وصديقة للبيئة تساهم في التخفيف من حدة التغير المناخي.
وأوضح، أن الإمارات تمكنت منذ عام 2006 من تنفيذ مشاريع وإطلاق مبادرات عدة، وعزز اختيار العاصمة أبوظبي مقرا للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" في عام 2009 المكانة العالمية للدولة كعاصمة للطاقة المتجددة.
وقال: "إن مبادرة "مصدر" التي قادت جهود الإمارات في مجال الطاقة المتجددة، تشكل واحدا من أهم المشاريع العالمية في هذا المجال، ونموذجا للاستراتيجية التي تعمل بها الامارات في قطاعاتها كافة، حيث لا تقف تطلعاتنا عند حد جلب التقنية وتشغيلها، بل ندرس ونبحث عن أفضل التقنيات العالمية، ونعمل على تطويع استخدامها بما يحقق افضل إفادة للبيئة المحلية، ونبدأ في تطويرها وتقديم حلول مبتكرة لها، ونعمل على نشرها عالميا وهذا ما حققته مبادرة مصدر".
وأضاف: "إن مبادرة مصدر بدأت بإنشاء مدينة خضراء صديقة للبيئة بكفاءة وتنافسية، تتجاوز التجارب الأخرى المطبقة عالميا، بالتوازي مع تأسيس منصة أبحاث عالمية متخصصة في قطاع الطاقة المتجددة، لتخرج بعدها شركة متخصصة في تطوير وتنفيذ حلول وتقنيات هذا النوع من الطاقة، والتي التزمت باستثمار ما يتجاوز 1.7 مليار دولار أمريكي في مشاريع الطاقة المتجددة، وحاليا تسهم المشاريع التي نفذتها، وما تزال تعمل على الانتهاء منها في توليد 2.7 جيجاوات من الطاقة، من مصادر متجدده أهمها الطاقة الشمسية".
التعليقات