تبادل المعلومات الأمنية يسلط الضوء على تحديات الأمن الإلكتروني ودور أمن المعلومات في الإمارات

شهدت فعاليات اليوم الثاني من المعرض الدولي للأمن الوطني ودرء المخاطر «آيسنار أبوظبي 2018»، تنظيم جلستين حواريتين ضمن الدورة الأولى من منتدى تبادل المعلومات الأمنية، والتي تشكل منصة فريدة من نوعها لتبادل الأفكار لمجابهة التهديدات الالكترونية والتحديات المتعلقة بقضايا أمن المعلومات الرئيسية التي تواجهها مؤسسات القطاعين العام والخاص. 

وركز المحور الرئيسي للمنتدى على الاستفادة من إمكانات الذكاء الاصطناعي في سبيل إحداث ثورة في الأمن القومي، مع تحول الأولويات من الأمن المادي التقليدي ونظم إنفاذ القانون إلى نماذج تستفيد من الحلول التحويلية لأنظمة الأمن الرقمي وإجراءاته.

ويعد منتدى تبادل المعلومات الأمنية جزءاً أساسيا من الدورة الثانية لمعرض أمن المعلومات الشرق الأوسط، الذي يقام ضمن الفعاليات الرئيسية لآيسنار ويعد الحدث المتخصص الأول من نوعه على مستوى دول الخليج لتأمين البيانات الحيوية ضد التهديدات الإلكترونية المتطورة، فضلاً عن كونه النسخة الإقليمية لمعرض أمن المعلومات أوروبا الذي تنظمه مجموعة إنفو-سكوريتي العالمية، ويوفر فرص شراكة للموردين المتخصصين، والخبراء التقنيين، وجهات المشتريات الحكومية. 

وشملت الجلسة الأولى مناقشة "الأمن الإلكتروني في دولة الإمارات العربية المتحدة: تقييم التهديدات والتحديات والمتطلبات الرئيسية للتأهب والاستجابة الوطنية"، حيث خصصت هذه الجلسة الافتتاحية للقادة الاستراتيجيين وعقدت بإدارة أدريان ديفيس، المدير الإداري لـISC2. وناقشت الجلسة التهديدات التي تواجه الأمن الالكتروني للشركات والبنية التحتية الوطنية، وحاجة هذه المؤسسات لاعتماد أحدث التقنيات والتعرف على أحدث الحلول والتطورات الحاصلة في هذا المجال المتنامي والمتطور.

وتعليقا على زيادة معدلات الجرائم الإلكترونية في دولة الإمارات، قال جيل لوريدون، الرئيس التنفيذي لشركة جلوبال سيكيورتي نتوورك: "على الرغم مما تمتاز به دولة الإمارات من مناخ آمن جداً من الناحية المادية، إلّا أنها معرضة للتهديدات الإلكترونية نظراً لما حققته من تقدم تكنولوجي وبنية تحتية متطورة للغاية".

ومن جانبه قال رامي الدماطي، مهندس حلول الأمن الالكتروني في "كاسبرسكي": "نظراً لتحول العالم الذي نعيش فيه الآن إلى عالم رقمي مترابط، فإن ما نشهده من هجمات الكترونية متزايدة أصبحت أكثر تنظيماً وتنسيقاً مما كانت عليه من قبل، خاصة في ظل لجوء المجرمين لاستغلال الناس الأقل معرفة إلكترونية كالأطفال".

هذا وحذر ربيع دبوسي، نائب الرئيس الأول للمبيعات والتسويق وتطوير الأعمال في "دارك ماتر" من أننا أصبحنا نعيش اليوم في حالة حرب إلكترونية مستمرة، الأمر الذي يتطلب من المؤسسات اتخاذ الخطوات التالية لتحسين قدرتها على الصمود، مع ربط تقارير مسؤولي أمن المعلومات بشكل مباشر مع الرؤساء التنفيذيين، وتصنيف الإنفاق على الأمن الالكتروني كاستثمار بدلاً من كونها مجرد نفقات تشغيلية؛ وتحديد مستويات التهديد المحتملة بوضوح كامل".

ومن جانبه، أوضح أحمد الفلاسي، مدير في جهاز استخبارات الإشارة، أنه "إذا أخذنا بعين الاعتبار تزايد التهديدات الالكترونية التي تحيط بدولة الإمارات، فإنه يدعو إلى ضرورة اعتماد منهجية كاملة للاستجابة لهذه التهديدات بالتعاون مع كافة أصحاب المصلحة والمختصين في سبيل التصدي لهذه التهديدات المتزايدة".

أما الجلسة الثانية، والتي عقدت بإدارة أحمد قُرم بيج، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجلس رؤساء أمن المعلومات؛ فقد ناقشت الدور الجديد المنوط برؤساء أمن المعلومات وما يواجههم من تحديات في دولة الإمارات بما يشمل تبادل الخبرات، وتلبية المسؤوليات المتزايدة لرؤساء أمن المعلومات من حيث العمليات، والأهداف الاستراتيجية ومراقبة تخزين واستخدام البيانات التي تم جمعها من خلال الذكاء الاصطناعي.

وقال جورج ديمورا، رئيس أمن المعلومات والمخاطر والامتثال، التكنولوجيا والابتكار في الاتحاد للطيران: "يحتاج رؤساء أمن المعلومات إلى فهم الأهداف الاستراتيجية لمنظماتهم والأهمية القصوى التي تحظى بها البيانات استناداً إلى أدوارهم كحراس لتلك البيانات وأحد أبرز الشركاء الداخليين لشركاتهم".

وأكد عبد الله بدر الصيعري، رئيس قسم أمن المعلومات بدائرة الصحة – أبوظبي: "لكي ينجح رئيس أمن المعلومات في أية المنظمة، يتوجب عليه فهم الأعمال الاستراتيجية للمنظمة وتوفير الموارد اللازمة لعملها".

تجدر الإشارة إلى أن فعاليات "آيسنار أبوظبي 2018" تستمر حتى 8 مارس في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" بمشاركة 600 جهة عارضة من 55 دولة، إضافةً إلى أكثر من 200 وفد ومشتري من الحكومات.

ويجمع المعرض، الذي تنظمه وزارة الداخلية وشركة "ريد للمعارض"؛ مزودي خدمات وحلول الأمن الداخلي والامن الالكتروني، فضلاً عن استضافة أجنحة عدد من البلدان، إضافة إلى والوفود الرسمية والمشترين من مختلف أنحاء العالم.

التعليقات