"محمد بن سلمان" ولي عهد السعودية.. شاب يقود المملكة للتغيير

بخطوات ثابتة، يقود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تغييرًا وتطويرًا كبيرين، في بلد كبير بحجم المملكة السعودية، ليسطر تاريخاً جديدا للمملكة، نحو الحداثة وقياداتها بفكر الشباب، وأحداث نقلة نوعية في شتي المجالات.

حصل ولي العهد الشاب، الذي يزور مصر حاليا، في أول زيارة خارجية له منذ توليه ولاية العهد، علي عدد من الجوائز السياسية العالمية، فمنحته "فوربز الشرق الأوسط، جائزة شخصية العام القيادية، لدعم رواد الأعمال لعام 2013، بينما وضعته مجلة السياسة الخارجية الأميركية "فورين بوليسي"، أثناء توليه منصب ولي ولي العهد وزير الدفاع، في قائمة القادة الأكثر تأثيراً في العالم، وضمن قائمتها السنوية لأهم 100 مفكِّر في العالم عام 2015.

حياته الشخصية

ولد ولي عهد السعودية، الذي وصف بالرجل القوي بالمملكة، في عام 1985، وهو الابن السادس للملك سلمان بن عبد العزيز، والدته هي الأميرة فهدة بنت فلاح بن سلطان آل حثلين العجمي.

 تلقى تعليمه في مدارس الرياض للبنين والبنات في مدينة الرياض، وحصل علي شهادة الثانوية عام 2013، وتلقي عدد دورات وبرامج متخصصة، وانهي دراسته بالحصول علي بكالوريوس القانون، من جامعة الملك سعود جائزا علي الترتيب الثاني علي دفعته.

متزوج من ابنة عمه صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز آل سعود، وله منها أربعة أبناء الأمير سلمان، والأمير مشهور والأميرة فهدة والأميرة نورة.

الرجل القوي الذي يقود المملكة للتغيير

المراقب للوضع في السعودية، يري التغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي حدثت أثناء الفترة الأخيرة، نتاج حملة الإصلاحات الداخلية، التي يقودها ولي العهد الشاب، الذي وصف توجه المملكة بـ "شديد المحافظة"، بالدخيل علي السعودية، وتعهد بإعادة المجتمع السعودي إلي ما كانتعليه قبل 30 عاماً، وهو ما جعله، يقود حملة إصلاحات داخلية.

 ويري بعض الباحثين في الشأن السعودي، أنه كان وراء عدد من القرارات، المهمة التي اتخذتها المملكة مؤخرا، علي رأسها قرارات التقشف التي اتخذتها الحكومة في 2016، وسحب الضبط القضائي من الشرطة الدينية، وتخفيف الدعم علي الطاقة.

ووصلت إصلاحات ولي العهد الشاب، لإحداث تغير في المجتمع السعودي، بتخفيف قيود نظام الولاية علي المرأة، حيث يري الرأي العام السعودي، أن الأمير الشاب، كان وراء قرار رفع الحظر على قيادة المرأة في السعودية للسيارات، والسماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم.

 كل هذه الإصلاحات الداخلية، جعلت ولي العهد الشاب، يتصدر المشهد السعودي، لاسيما أنه يسعي للخروج بالمملكة، لرحب أوسع اقتصادياً، من خلال مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي وضع "رؤية السعودية 2030"، التي تم الإعلان عنها في 25 إبريل 2016، والتي تزامنت مع الإعلان عن الانتهاء من تسليم 80 مشروعا حكوميا عملاقا، تبلغ كلفة الواحد منها ما لا يقل عن 3.7 مليار ريال وتصل إلى 20 مليار ريال.

صعوده السياسي في المملكة

بدأ صعود السياسي، عندما تم تعينه مستشاراً متفرغا، بهيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي، في عام 2007، واستمر بعمله في منصبه، حتى عُين في إمارة منطقة الرياض، مستشاراً لوالده أمير الرياض في ذلك الوقت في 2009.

وعندما تولي والده ولاية العهد، في عام 2012، عين مستشارا خاصا ومشرفا علي الشؤون الخاصة لوالده، ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع.

وفي عام 2013، صدر أمر ملكي بتعينه، رئيساً لديوان سمو ولي العهد،  ومستشاراً خاصاً له بمرتبة وزير، كما تم إعفاءه من عمله بهيئة الخبراء في نفس اليوم، وبعدها بثلاثة أشهر، أضيف منصب المشرف العام على مكتب وزير الدفاع إلى مهام عمله السابقة.

 وكانت أخر ترقياته قبل تولي والده الحكم في 2014، عندما صدر الأمر الملكي بتعيينه وزيراً للدولة، بمجلس الوزراء السعودي بالإَضافة إلى عمله.

وعندما تولي والده الحكم في 2015، صدر أمر ملكي بتوليه وزارة الدفاع، وتعيينه رئيساً للديوان الملكي، ومستشاراً خاصا للملك، وبعدها بعدة أيام صدر الأمر الملكي، بإنشاء مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية السعودي وتشكيل المجلسين برئاسته.

 وبعد إعفاء الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود من منصب ولي العهد، واختيار الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود ولياً للعهد، صدر أمر ملكي ينص، باختيار الأمير محمد بن سلمان، ولياً لولي العهد، وتعيينه نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره في منصب، وزيرا للدفاع ورئيسا لمجلسي الاقتصاد والسياسية.

وفي عام 2017، أصدر والده الملك سلمان بن عبد العزيز أمر ملكي، ينص على إعفاء الأمير محمد بن نايف من منصبه، وتعيين محمد بن سلمان ولياً للعهد، وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء، مع استمراره وزيراً للدفاع، واختير الأمير محمد بن سلمان بأغلبية، بعد عرض القرار على هيئة البيعة، حيث نال 31 صوتاً من 34 وهي أعلى نسبة تصويت تشهدها هيئة البيعة منذ إنشائها.

ربما تكون زيارة الأمير محمد بن سلمان لمصر، كمحطة أولي في أول جولة خارجية له، منذ أن تولي ولاية العهد، أكبر دليل علي عمق العلاقات المصرية السعودية، وقوة مصر الدولية والإقليمية بالمنطقة، والتي تسعي المملكة من خلال تحالفها مع مصر، لخدمة القضايا العربية، والحفاظ علي الأمن القومي العربي.

التعليقات