قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة نشرتها صحيفة واشنطن بوست، اليوم الأربعاء، إن الحملة التي شنتها المملكة ضد الفساد كانت ضرورية لتحقيق أهداف الميزانية وقارنها بالعلاج الكيماوي.
وألقت السلطات القبض على العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين ورجال الأعمال في نوفمبر بموجب أمر من ولي العهد السعودي، حيث جرى احتجاز واستجواب الكثير منهم في فندق ريتز كارلتون بالعاصمة الرياض.
وأُطلق سراح معظم المحتجزين ومنهم المستثمر العالمي الأمير الوليد بن طلال بعد تبرئة ساحتهم أو التوصل لتسويات مالية مع الحكومة التي تقول إنها رتبت للحصول على أكثر من 100 مليار دولار عبر هذه التسويات.
وإذا نجحت الحكومة في الحصول على هذا المبلغ الضخم فسيكون دفعة مالية كبيرة للبلد الذي يعتمد على النفط والذي واجه عقبات مالية بفعل تراجع أسعار الخام. ومن المتوقع أن يسجل عجز الميزانية الحكومية في العام الحالي 195 مليار ريال (52 مليار دولار).
وقال ولي العهد للصحيفة الأمريكية ”لديك جسد ينتشر فيه السرطان، سرطان الفساد. تحتاج لعلاج كيماوي، صدمة الكيماوي وإلا سيلتهم السرطان الجسد“.
أضاف ”الأمراء الفاسدون كانوا أقلية لكن العناصر السيئة حظيت باهتمام أكبر. هذا أضر بحيوية العائلة الحاكمة“.
ويصف المنتقدون الحملة بأنها ابتزاز واستعراض للقوة من جانب ولي العهد البالغ من العمر 32 عاما والذي يسعى لتقليص اعتماد السعودية على إيرادات النفط ولتحديث المملكة عبر رعاية حفلات موسيقية عامة ورفع الحظر المفروض على دور السينما والسماح للنساء بقيادة السيارات.
وقال النائب العام السعودي إن 56 شخصا ما زالوا قيد الاحتجاز. ويُعتقد أنهم نُقلوا إلى السجن بعد رفضهم الاعتراف بارتكاب أي مخالفة، وقد يصل الأمر إلى المحاكم.
وقال ولي العهد في المقابلة إنه يحظى بدعم من العائلة الحاكمة على الرغم من وجود خلافات داخلية كانت تتسرب أحيانا إلى العلن كما كان الحال عندما أُلقي القبض على 11 أميرا الشهر الماضي بتهمة الاحتجاج على قرار الحكومة بخفض مخصصات سداد فواتير مرافقهم.
وتواجه خطة ولي العهد الطموحة للإصلاح، والتي تحظى بشعبية بين الكثير من الشباب السعودي، مقاومة من بعض الحرس القديم الذين يفضلون التغيير التدريجي البطيء الذي جرت العادة عليه في المملكة واختيار الحاكم بإجماع الآراء.
التعليقات