قد تبدو فكرة استبدال أنظمة تبريد وتكييف الهواء في الشقق السكنية مكلفة وغير ضرورية عند التفكير بالأمر بشكل عام. ولكن كشفت أحدث الدراسات التي تعنى بحساب قيم فواتير الكهرباء السكنية أن ما نسبته 70٪ من قيمة فاتورة الكهرباء تأتي من استخدام أنظمة تكييف وتبريد الهواء في المنازل. ونظراً لذلك وعلى المدى الطويل بحسب شركة دايكن الرائدة عالمياً في مجال تصنيع وإنتاج حلول التدفئة والتبريد، فإن إطالة أمد استخدام جهاز تكييف الهواء القديم يؤدي إلى رفع قيمة الطاقة المستهلكة لتشغيله والإضرار بمبادرات ترشيد الطاقة واستدامتها.
ففي الغالب، تدوم مكيفات الهواء عالية الجودة لمدة تصل إلى 15 سنة، إذا تم الحفاظ عليها بشكل صحيح من خلال صيانتها بشكل دوري وتنظيف وتغيير الفلاتر والنوابض المعدنية فيها، وفي بعض الحالات يتم تغير السوائل والغازات المبردة للهواء. ومع ذلك وبحسب مدير تخطيط المنتجات والتسويق في دايكن الشرق الاوسط وافريقيا السيد نبيل شاهين فإنه هذه الصيانة لن تحقق النتيجة المرغوب بها، متابعاً قوله : "إذا كان لديك مكيف هواء قديم جداً، وخاصة تلك التي تعتمد على مبردات (HFC) فإنها تستهلك المزيد من الطاقة مما يؤدي إلى ارتفاع الكلف التشغيلية، وانبعاث المزيد من غازات ثاني أوكسيد الكربون في البيئة المحيطة. وبهذه الحالة يصبح من الأفضل أن تستبدل المكيف القديم بآخر جديد، يكون أكثر كفاءة باستهلاك الطاقة واعتماد غازات التبريد الخضراء مثل (R-32) والذي يصنّف صديقاً للبيئة ".
ونظراً لطبيعة الطقس في دولة الإمارات، فإن مكيفات الهواء تعد أمراً ضرورياً، ولكن استخدامها واستهلاكها بشكل خاطئ قد يؤدي إلى فواتير طاقة مرتفعة القيمة، ناهيك عما تبثه من ملوثات ضارة في الغلاف الجوي. ولكن في حال تم اختيار مكيف الهواء الصحيح، فإن هاتين المسألتين ستنخفضان بشكل ملحوظ، ومن دون المساومة على الجودة أو الراحة.
ولتحقيق أفضل عائد ممكن من استخدام المكيف الصحيح فإن باستطاعة أنظمة تكييف الهواء الجديدة أن توفر على المستهلك آلاف الدراهم في الوقود وبالتالي تخفيض تكاليف استهلاك الطاقة لكونها تعمل بكفاءة تصل لحدود 90٪ من قيمة الاستهلاك السنوي (AFUF) مقارنة مع الأنظمة القديمة التي تعمل بكفاءة تصل لحوالي 65٪ ونسبة ضياع تبلغ 35% من القيمة الكلية. وحول هذا الموضوع قال نبيل شاهين "من الواضح أن أي خلل بمسألة الكفاءة يؤدي إلى هدر الطاقة ورفع معدلات الاحتباس الحراري، لذلك فإن أنظمة التكييف الجديدة التي تعمل بكفاءة عالية توفر معدلات كبيرة من ميزانيات الطاقة المنزلية، او ارباح الشركات والاعمال".
وفي معرض حديثه عن آلية عمل أجهزة التكييف الجديدة وتحقيقها لوفر في تكاليف الطاقة، أشار نبيل شاهين إلى أهمية استخدام تكنولوجيا العاكس او الانفرتر بالقول " تستخدم النماذج الحديثة من مكيفات الهواء تكنولوجيا العاكس (الانفرتر) والتي يتم التحكم بها عن طريق تقنيات الذكاء الإلكتروني لتعديل سرعة الضاغط الهوائي والمراوح على أساس الطلب ودرجة الحرارة الخارجية. ونتيجة لذلك، وباستخدام هذه التكنولوجيا يتم تشغيل وحدة تكييف الهواء بسرعات أقل خلال مواسم الحرارة المنخفضة وبالتالي فإنها تستهلك طاقة كهربائية أقل، بالمقارنة مع النظم القديمة التي يتم تشغيلها بأقصى سرعة بغض النظر عن درجة الحرارة الخارجية".
وفي ذات السياق استعرض شاهين الميزات التي تضمنتها أجهزة التكييف الحديثة ومنها أنظمة الحرارة القابلة للبرمجة حيث قال "توفر أنظمة الحرارة القابلة للبرمجة سيطرة غير مسبوقة على درجات الحرارة في مناطق محددة من المنزل، حيث تحتاج بعض الغرف لأن تكون درجة حرارتها دافئة أو باردة أكثر من غيرها أو أن يتم فصل التدفئة والتبريد عنها بشكل كلي. حيث ينعكس تقسيم المنزل لمناطق ولكل منها تحكم منفصل بدرجة الحرارة على توفير الطاقة إلى جانب اختيار درجات الحرارة المثلى. كما تعتبر خاصية تنظيم وبرجمة درجات الحرارة أكثر من مرة خلال اليوم وأكثر من يوم خلال الأسبوع، مثالية للأشخاص الذين تفرض عليهم طبيعة حياتهم التواجد لأوقات طويلة خارج المنزل أو حتى عند مغادرة المنزل لقضاء العطلات الطويلة. حيث تتيح هذه الخدمة لأصحاب البيوت التوفير بالطاقة سنوياً من خلال الاستخدام السليم لتقنية برجمة منظم الحرارة ''
واختتم شاهين حديثه بالقول " أكثر مكيفات الهواء فعالية هي تلك التي تستخدم تكنولوجيا تغيير حجم غاز التبريد (VRV) وتكنولوجيا تغيير درجة حرارة غازالتبريد (VRT) والتي تساهم بزيادة توفير الطاقة بنسبة 28٪ عن تلك الأنظمة التي تعتمد على تقنية العاكس (الانفرتر) وما يصل إلى 70٪ عن الأنظمة القديمة التي لا تعتمد على تقنية العاكس".
التعليقات