مع اشتداد الحصار الإسرائيلي.. سكان "غزة" يتسابقون للحاق بحملة "سامح تؤجر"

في الوقت الذي يشتد فيه الحصار على قطاع غزة، تفاعل تجار وأصحاب محال تجارية وأطباء وصيدليات وغيرهم بكثافة مع حملة "سامح تؤجر" التي انطلقت منذ يومين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك في تجسيد لـ"ثقافة التسامح" و"التكافل" داخل القطاع، نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة، بسبب الحصار الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

وتصدر هاشتاج #سامح_تؤجر مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) داخل فلسطين،  وتداول رواد تلك المواقع قصصا واقعية لتفاعل المواطنين مع الحملة التي تقوم فكرتها الأساسية على مسامحة المواطنين غير القادرين على دفع الديون المستحقة عليهم، وتخفيض الأسعار بشكل كبير.

ونشر محمد الخطيب، ناشط في العمل الخيري بغزة في مشاركة له على، "فيسبوك"، مجموعة صور من المشاركة في حملة #سامح_تؤجر، بينها: تجار يسامحون ديونهم لدى المواطنين، وأطباء يلغون أجرة الكشف الطبي، ومحامون يلغون أجرة العقود للمستاجرين، وشباب يوفرون غداء الجمعة للأسر المستورة، ومحطات غاز ترفع نسبة الربح عن المواطنين، وصيدليات ترفع نسبة الربح عن الأدوية المزمنة.

وقال رضوان الأخرس الكاتب الصحفي الفلسطيني عبر حسابه على تويتر منذ قليل: "انتشار حملات تسامح ومسامحة بشكل كبير في قطاع غزة، وتجار وأصحاب محلات وأطباء وغيرهم يسامحون الناس ويتنازلون عن ديونهم، أو جزء منها مع حملات تخفيض كبيرة في الأسعار مراعاةً للظروف الاقتصادية القاهرة التي يمر بها القطاع"

وأضاف الناشط الغزاوي عاصم النبيه عبر حسابه الرسمي على "فيس بوك": "كمية التفاعل مع حملة #سامح_تؤجر يجعلك تعرف كيف لهذا المجتمع أن يصمد طيلة السنوات الماضية، ففي الوقت الذي تخلى عنا فيه القريب والبعيد وصار الحصار في أقسى مراحله، تنتشر ثقافة التسامح ويزيد تكاتف المجتمع"، متابعا: "في الوقت الذي يشتد فيه، أعلن سوبر ماركت في قطاع غزة عن مسامحته للناس الذين يدينون له بالمال، فتبعه بذلك عشرات المحلات التجارية وبدأ يتفاعل مع الحملة بعض الأغنياء وحتى الناس العاديون".

وفي تطبيق عملي للحملة، نشر عدد من التجار عبر حساباتهم الرسمية السماح في ديونهم للمدينيين نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة في غزة.

ونشر التاجر في قطاع غزة محمد عطية أو سمحان عبر حسابه على فيس بوك اليوم: "لي ديون متراكمة على الناس من قبل الحرب الأخيرة وديون بعد الحرب .. أعلن أمامكم وأمام الله أنني سامحت الجميع بدون استثناء بسبب الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها غزة الحبيبة، وسيتم تمزيق كافة دفاتر الدين".

"أعلن أنا العبد الفقير إلى الله أسامة زكريا أبو دلال، صاحب معرض أبو دلال للأحذية الراغب في عفو الله، عن مسامحة جميع الزبائن من الديون المتبقية عليهم".. وبهذه الكلمات تفاعل التاجر في قطاع غزة أبو دلال  أولى مبادرات التكافل نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها أبناء القطاع.

وبالمثل، قال الطبيب نور الدين أبو عدي في مشاركة له: أعلن أنا الدكتور نور الدين جاد الله أبو طير أخصائي أمراض النساء والولادة عن تخفيض قيمة الكشف، ويوم مجاني خاص بالسيدات الحوامل من الأسرة ذات الظروف الصعبة، وذلك يوم السبت 13 يناير المقبل".

ونشر آخرون قيام صاحب مني ماركت في المشروع بخانيونس جنوب قطاع غزة بإعفاء زبائنه من الديون بسبب الظروف الصعبة في قطاع غزة .

وأصدر "اتحاد نقابات عمال فلسطين" منذ يومين بيانا أكد خلاله أن الاقتصاد الفلسطيني تعرض خلال عام 2017 لإنهيار كامل، أدى إلى نتائج كارثية على طبقة العمال في قطاع غزة.

وأشار الاتحاد إلى أن عام 2017 يعد الأسوأ منذ أكثر من 11 عاما، وأن أعداد العمال العاطلين عن العمل وصلت لنحو 250 ألف عامل، وأن نسبة الفقر بلغت 70%، فيما بلغت نسبة البطالة أكثر من 60 % في صفوف العمال؛ الشريحة الأكبر في المجتمع الفلسطيني.

وتحدث عن تدهور الاقتصاد جراء الحصار الإسرائيلي وتوقف محطة الكهرباء، وما نتج عنه من تدمير كثير من القطاعات الإنتاجية والخدماتية، وأثر على مختلف أوجه النشاطات الاقتصادية في قطاع غزة.

وطالب "اتحاد نقابات عمال فلسطين" المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لرفع الحصار عن قطاع غزة، مناشدا المؤسسات الدولية وكل أحرار العالم تحمل مسؤولياتهم و"أن يقفوا بجانب العمال للتخفيف من معاناتهم".

التعليقات