ماكرون يستهل زيارته الرسمية الأولى للصين الاثنين

يستهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد غد الاثنين، زيارته الرسمية الأولى للصين لتعزيز الشراكة بين البلدين على كافة المستويات.

وتأتي هذه الزيارة في ظل التجديد المهم الذي تشهده فرنسا وأوروبا والصين بعد انعقاد المؤتمر الوطني التاسع عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي وضع التوجهات المستقبلية للبلاد.

و تهدف الزيارة إلى "نسج علاقة شخصية بين ايمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينج" فضلا عن توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والثقافية، وأيضا ربط "شراكة استراتيجية" ببكين، بشأن التحديات الكبرى لا سيما المناخ ومكافحة الإرهاب، بحسب الإليزيه.

وتهدف أيضا إلى تعزيز الشراكات الإستراتيجية القائمة في بعض القطاعات التقليدية للتعاون الاقتصادي، مثل الطاقة النووية المدنية والطيران والابتكار والرقمية.

وتعتبر زيارة ماكرون فرصة لإجراء نقاش مفصل حول التوجهات الإستراتيجية للعلاقات الفرنسية الصينية على ثلاث مستويات، وهي الشراكة على المستوى الشامل ومتعدد الأطراف لبحث التحديات العالمية الكبرى الراهنة لا سيما قضايا السلم والأمن ومكافحة تمويل الإرهاب والأزمات الإقليمية والعالمية المدرجة على أجندة مجلس الأمن الدولي، فضلا عن الرهانات المتعلقة بالتجارة الدولية ومكافحة التغير المناخي.

بينما المستوى الثاني من النقاش، فسيركز على عدد من القضايا لا سيما التعاون الاقتصادي والمناخ أيضا والاعتماد على الجالية الصينية في فرنسا لإقامة مشروعات مشتركة.

أما المستوى الثالث، فيدور حول الشراكة الأوروبية الصينية وتحديد مجالات التعاون التي يمكن من خلالها تعزيز الروابط بين أوروبا و الصين.

و ترغب فرنسا في تطوير علاقاتها الثنائية بالصين و"إعادة التوازن" إليها، لتعديل العجز التجاري مع بكين البالغ نحو 30 مليار أورو، وهو الأهم في تجارتها الخارجية، فعلى الصعيد الاقتصادي، تعد الصين أكبر شريك تجارى لفرنسا فى آسيا، وقد تعززت العلاقات الاقتصادية بين فرنسا والصين مع مرور الوقت، وتأتي التجارة بين فرنسا والصين (62 مليار يورو) بينها 46 مليار يورو صادرات صينية.

كما تعتبر الصين هي العميل الثامن لفرنسا، وتتكون الصادرات الفرنسية من معدات الطيران (30٪ من المجموع) والمعدات الميكانيكية والآلات الصناعية والمعدات الإلكترونية (22٪) ولكن أيضا من السلع الاستهلاكية الموجهة للطبقة الوسطى الصينية الناشئة مثل المستلزمات الصحية، والعطور، والكيمياء ومستحضرات التجميل، والمنتجات والأغذية الزراعية (نصفها من النبيذ والمشروبات الروحية)، وصناعة السيارات إلى حد أقل.

وتعد فرنسا ثاني أكبر مورد أوروبي للصين، في عدد من القطاعات: المورد الأول من النبيذ والمشروبات الروحية ومستحضرات التجميل. المورد الثاني لسلع الطيران؛ المورد الثالث من المستحضرات الصيدلانية.

بينما تعتبر الصين ثاني أكبر مورد لفرنسا، وتتكون الصادرات الصينية بشكل أساسي من الكمبيوتر والمنتجات الإلكترونية والبصرية ومنتجات المنسوجات والملابس والجلود والأحذية والمعدات الكهربائية والمنزلية.

ويرافق الرئيس ماكرون في زيارته للصين وفدا اقتصاديا ووزاريا كبيرا، كما يضم الوفد مسؤولين بارزين سابقين مثل لوران فابيوس رئيس الوزراء الأسبق ورئيس المجلس الدستوري وجون بيير رافاران رئيس الوزراء الأسبق وكذلك العديد من البرلمانيين والمثقفين والشخصيات في القطاع العلمي والجامعي.

التعليقات