تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة تساهم في تطوير الكثير من القطاعات الصناعية البرازيلية

أكد ممثلو القمة العالمية للصناعة والتصنيع على أن تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة توفر فرصاً كبيرة للشركات الصناعية البرازيلية يمكن من خلالها إحداث تحول جذري في القطاع الصناعي البرازيلي واتاحة المزيد من فرص العمل في هذا القطاع، وذلك في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحولاً هائلاً مدفوعاً بالتكنولوجيا الرقمية.

جاء ذلك خلال مشاركة ممثلي "القمة العالمية للصناعة والتصنيع" في اجتماع عقد مؤخراً في مدينة ساو باولو البرازيلية وضم مجموعة من كبار قادة قطاع الصناعة البرازيلي، وذلك بهدف مناقشة أفضل السبل لتبنّي التحول الرقمي بما يضمن تحقيق الفائدة القصوى للشركات الصناعية والمجتمعات على حد سواء. وتزامن الاجتماع مع الاستعدادات الجارية لانعقاد "القمة العالمية للصناعة والتصنيع" في أبوظبي في الفترة ما بين 27 و30 مارس 2017، والتي تنظمها تنظمها وزارة الاقتصاد بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)  ودائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي. وشهد الاجتماع توقيع مذكرة تفاهم بين القمة العالمية  للصناعة والتصنيع والاتحاد الوطني للصناعة في البرازيل. وبموجب مذكرة التفاهم، سيعمل الطرفان على استكشاف الوسائل التي تمكن الشركات الصناعية البرازيلية من استخدام تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة لتطوير القطاع الصناعي البرازيلي، مع التركيز على الصناعات التي تتميز بها البرازيل مثل صناعة الأغذية، وصناعة السيارات، والنفط والمعادن، والحديد، والكيماويات، والأقمشة والصناعات الدوائية. كما وستساهم الشراكة في تمكين الشركات الصناعية البرازيلية من الاستفادة من الفرص المتاحة عبر كافة سلاسل القيمة العالمية من خلال الالتقاء بكبرى الشركات الصناعية العالمية، والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال وصناع القرار خلال مشاركتهم في فعاليات القمة العالمية للصناعة والتصنيع.

ويشارك نخبة من المسؤولين الحكوميين وقادة الشركات الصناعية البرازيلية في القمة لاستعراض القطاع الصناعي البرازيلي، والذي يعتبر ثالث أكبر قطاع صناعي في الأمريكيتين، حيث تصل مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى 30%. وتستثمر البرازيل بقوة، عبر قطاعيها الحكومي والخاص، في الابتكار والتكنولوجيا.

 وستجمع القمة كبار قادة قطاع الصناعة العالمي من الشركات والحكومات وممثلي المجتمع المدني، وذلك للمساهمة في صياغة مستقبل قطاع الصناعة مع التركيز على الدور التحولي للتكنولوجيا وتعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة.

وانطلقت أعمال الاجتماع بكلمة ألقاها خوسيه أوغوستو كويلو فرنانديز، مدير السياسات والاستراتيجية في الاتحاد الوطني للصناعة في البرازيل. وضمت قائمة المتحدثين كلاً من آنا كريستينا رودريغيز دا كوستا، رئيس قسم السلع الرأسمالية وتكنولوجيا التنقل والدفاع في بنك التنمية البرازيلي؛ وخوسيه مينيزيس، مسؤول تنسيق المشاريع المبتكرة في وزارة الصناعة والتجارة الخارجية والخدمات؛ وجواو كارلوس فيراز، الأستاذ في معهد الاقتصاد بالجامعة الاتحادية في ريو دي جانيرو؛ وبدر سليم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لشركة "ستراتا" للتصنيع ورئيس اللجنة التنظيمية "للقمة العالمية للصناعة والتصنيع"؛ إلى جانب نخبة من كبار قادة قطاع الصناعة في البرازيل.

وتم التأكيد خلال النقاشات التي شهدها الاجتماع على المواضيع الملحة في قطاع الصناعة بما في ذلك دور التقنيات المتطورة خلال العقدين المقبلين، ودور الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي في دعم الشركات الصناعية وتمكنيها من تبنّي أحدث التكنولوجيا الرقمية، والتغيرات التي يجب على الشركات الصناعية إجراؤها لمواكبة التطورات التكنولوجية. ويشكل استخدام تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة عاملاً أساسياً في تطوير قطاع الصناعة البرازيلي ودعم تنافسيته وزيادة حصته في سلاسل القيمة المضافة العالمية.

وفي هذا الصدد، قال خوسيه أوغوستو كويلو فرنانديز، مدير السياسات والاستراتيجية في الاتحاد الوطني للصناعة: "تعتبر التكنولوجيا قطاعاً مزدهراً في البرازيل وإحدى مقومات الأساسية لنجاح الاقتصاد البرازيلي. ولا بد أن تدرك الشركات الصناعية مميزات تكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة وأن تتبنى هذه التكنولوجيا لتكون قادرة على الاستفادة من هذه الثورة بدلاً من أن تتضرر نتيجةً لتجاهلها. ولا شك في أن على جميع الشركات البرازيلية، والشركات العالمية، إدراك مدى أهمية التكنولوجيا الجديدة في تحقيق التقدم والازدهار. ويشكل التحول الرقمي أحد أهم المواضيع التي نتطلع إلى مناقشتها في القمة العالمية للصناعة والتصنيع. وستساهم القمة، من خلال الجمع بين الشركات الصناعية الرائدة في تبني التحول الرقمي من جهة، وبين تلك التي تساورها المخاوف من انتشاره من جهة أخرى، في تشجيع هذه الشركات على التوجه نحو عصر الثورة الصناعية الرابعة."

ومن جانبه، قال بدر سليم سلطان العلماء، الرئيس التنفيذي لشركة "ستراتا" للتصنيع ورئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: "نعيش في عصر الثورة الصناعية الرابعة التي تفرض على كافة الشركات الصناعية العالمية تبني تقنيات التحول الرقمي لتتمكن من تحقيق الاستدامة والنمو. ونتطلع في القمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى تشجيع الشركات الصناعية التقليدية في تبني التحول الرقمي للانضمام إلى العصر الصناعي الجديد، فمع استمرار التواصل عبر شبكة الإنترنت وانتشار التكنولوجيا الحديثة، ستكون الشركات الصناعية مضطرة للتغير من أجل الحفاظ على استدامتها."

وتعقد الدورة الافتتاحية القمة العالمية للصناعة والتصنيع في جامعة "باريس السوربون- أبوظبي" خلال الفترة ما بين 27 و30 مارس 2017. وستجمع القمة كبار قادة قطاع الصناعة العالمي من الشركات والحكومات وممثلي المجتمع المدني، وذلك لتبني نهج تحولي نحو صياغة مستقبل قطاع الصناعة العالمي.

-انتهى-

حول القمة العالمية للصناعة والتصنيع

تعتبر القمة العالمية للصناعة والتصنيع أول ملتقى عالمي شامل للقطاع الصناعي، يهدف لبناء تجمع دولي لكبار قادة الشركات الصناعية العالمية والخبراء والمفكرين في قطاع الصناعة. وستشكل القمة منبراً ومنصة دولية تساهم وبشكل فعال في تطوير قطاع الصناعة على المستوى العالمي من خلال تبني نهج تحولي في التعامل مع التحديات التي يواجهها هذا القطاع بما يعود بالنفع على أجيال المستقبل في كافة أنحاء العالم. وستجمع القمة أكثر من 1,200 مشارك من كبار قادة الدول، والرؤساء التنفيذيين للشركات الصناعية الكبرى، والباحثين المتخصصين والأكاديميين. وستوفر القمة العالمية للصناعة والتصنيع: منبراً لطرح ومناقشة الأفكار الهادفة إلى قيادة مسيرة التحول الصناعي، ومنصةً لعقد اللقاءات وبحث بناء شراكات جديدة وشاملة في القطاع الصناعي، بالإضافة إلى منصة لعرض مشاريع ريادية تقام لأول مرة على المستوى العالمي وتستفيد من فرص التعاون المتاحة بين قطاعات صناعية مختلفة. كما سينتج عن القمة تقرير عالمي يضم توصيات مقدمة للجهات المعنية على المستوى العالمي.

وستسلط القمة الضوء على العديد من القضايا الهامة التي تحتل موقعاً متقدماً على أجندة القطاع الصناعي والاقتصاد العالمي مثل التكنولوجيا والابتكار، وسلاسل القيمة العالمية، والمهارات والوظائف والتعليم، والاستدامة والبيئة، والبنية التحتية وتبني معايير موحدة للتطبيقات التكنولوجية الهامة في القطاع الصناعي.

وتنطلق أعمال "القمة العالمية للصناعة والتصنيع" في أبوظبي في شهر مارس 2017، ومن المقرر عقدها مرة كل سنتين في إحدى المدن العالمية الكبرى www.gmisummit.com.

مؤتمر مستقبل قطاع الصناعة:

سيركز المؤتمر على تمكين الصناعة من لعب دور رئيسي في إعادة بناء الازدهار الاقتصادي العالمي. وسيجتمع قادة القطاعين العام والخاص وممثلو المجتمع المدني في المؤتمر لمناقشة التحديات العالمية التي تواجه القطاع الصناعي. وستركز النقاشات على ستة محاور أساسية تتمثل في التكنولوجيا والابتكار؛ وسلاسل القيمة العالمية؛ والمهارات وفرص العمل والتعليم؛ والاستدامة والبيئة؛ والبنية التحتية؛ والمعايير؛ والمواءمة بين الجهات ذات العلاقة بالقطاع الصناعي. وسيشكل المجتمعون فرق عمل للخروج بتوصيات عملية توفر حلولاً فعالة لهذه القضايا العالمية وعرض أفضل التطبيقات والدراسات الحالة من مختلف أنحاء العالم. وكمثال على هذه القضايا العالمية الملحة، ستركز الدورة الافتتاحية من المؤتمر على قضية الهجرة الجماعية وذلك من خلال توفير منصة للجمع بين الدول المصدرة للهجرة الجماعية (سواءً نتيجة للهجرة الاختيارية أو الجبرية) وبين الدول المستقبلة للهجرة، وبين الدول التي تقع في المناطق الجغرافية القريبة إلى الدول المصدرة للهجرة والتي ترغب في الاضطلاع بدور أساسي في توفير حلول تساهم في الحد من ظاهرة الهجرة الجماعية باستخدام قطاع الصناعة كقاطرة رئيسية لإعادة بناء الازدهار الاقتصادي في هذه الدول بالإضافة إلى الشركات الصناعية العالمية، وذلك تحت رعاية الأمم المتحدة.

التعليقات