بدأ أول تداول منتجات مالية تعتمد على عملة بيتكوين الإلكترونية في إحدى البورصات الرئيسية بمدينة شيكاغو الأمريكية، فيما اعتبر خطوة باتجاه تقنين العملة الرقمية.
وبدأت بورصة شيكاغو بورد اوبشنز اكستشينج "سي بي إو إي" عمليات التداول بعملة بيتكوين في عقود آجلة في تمام الساعة 23:00 ليل الأحد/ الاثنين بتوقيت غرينتش، بحسب بي بي سي عربية.
وكانت قيمة العملة عند بدء التداول 15 ألف دولار، لكن العقود الآجلة بالعملة الإلكترونية تقلبت خلال العشرين دقيقة الأولى من التداول، وصعد سعرها إلى 16600 دولار، قبل أن يتراجع لاحقا.
وقال بوب فتسيمونس، من شركة ويدبوش للأوراق المالية، إنه تم إجراء نحو 150 صفقة خلال الدقائق القليلة الأولى، مضيفا أن "الأمور هادئة".
وأدت التوقعات، بشأن أول إدراج لعملة بيتكوين في البورصات التقليدية، إلى ارتفاع قيمة العملة بأكثر من عشرة آلاف دولار، فقد وصلت إلى 17 ألف دولار الخميس الماضي، قبل أن تتراجع لاحقا.
ويقول نيك كولاس، من شركة داتا تريك لأبحاث أسواق المال، إن إدراج عقود آجلة بعملة بيتكوين في البورصة يعطي العملة "شرعية، ويعترف بها كأصل مالي يمكن التداول فيه".
والعقود الآجلة هي نوع من عقود المشتقات المالية، التي تسمح بالتداول على أساس تحركات أسعار عملة بيتكوين، دون شرط ملكية العملة ذاتها.
وغردت بورصة "سي بي أو إي" على موقع تويتر الأحد، محذرة من أن موقعها الإلكتروني "يعمل ببطء أكثر من المعتاد، وربما يكون غير متاح بشكل مؤقت في بعض الأحيان" بعد بدء التداول، لكن كل أنظمة التداول عملت بشكل طبيعي.
وجاء إدراج عقود آجلة بعملة بيتكوين في البورصة بعد موافقة لجنة تداول السلع والعقود الآجلة الأمريكية على ذلك.
لكن اللجنة حذرت المستثمرين، من "درجة كبيرة من الهشاشة والخطورة المحتملة، في تداول تلك العقود".
وينتقد خبراء السماح بتداول أصول مالية بعملة بيتكوين في البورصات التقليدية، ومن بين هؤلاء جيم كريمر المعلق الاقتصادي بشركة سي إن بي سي.
ويرى كريمر أن ذلك يفتح الباب أما "البائعين على المكشوف" الذين يراهنون على تحرك الأصل المالي باتجاه الهبوط..
ولا تخضع عملة بيتكوين لأي تنظيم من جانب بنك مركزي لأية دولة، وليس لها سعر صرف معترف به عالميا.
وقالت بورصة "سي بي أو إي" إنها ستعلق التداول لمدة دقيقتين، إذا صعد سعر بيتكوين أو هبط بنسبة 10 في المئة، وذلك بهدف منع التقلبات الحادة.
وأضافت الشركة: "نحن ملتزمون بالاستمرار في العمل عن كثب، مع لجنة تداول السلع والعقود الآجلة الأمريكية، لمراقبة التداول، وتعزيز نمو سوق شفاف وعادل للعقود الآجلة بعملة بيتكوين".
وانتقدت رابطة صناعة العقود الآجلة، التي تضم بعض كبريات شركات الوساطة في مجال المشتقات المالية، قرار لجنة تداول السلع والعقود الآجلة الأمريكية، معتبرة أنها لم تول اهتماما كافيا للمخاطر التي تتضمنها تلك الخطوة.
التعليقات