هل تقف "أبقار الدوحة" أمام المقاطعة العربية ؟ و"الحظائر الطائرة" مهمة جديدة للخطوط القطرية

تستخدم السفن عادة لشحن ونقل الأبقار الحية أو مثيلاتها من الماشية بين قارات العالم، لكن قطر وجدت نفسها -بعد مقاطعة ٤ دول عربية لها على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب- مضطرة لأن تُقيم جسرًا من  "الحظائر الطائرة" باستخدام شركة الخطوط الجوية القطرية المملوكة للحكومة لاستيراد ٣٤٠٠ بقرة في محاولة متعجلة لتوفير اللحوم في الدولة الخليجية الصغيرة.

ولتخفيف حدة الآثار التي نتجت عن مقاطعة 4 دول عربية لها وهي مصر والإمارات والسعودية والبحرين، بتهمة دعم الإرهاب، اتجهت قطر إلى الاعتماد على تربية الأبقار في الصحراء لتوفير منتجات الألبان.

وتلعب كل بقرة دورا رئيسيا في خطة لتحدي المقاطعة التجارية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الألبان للبلد الخليجي الصغير بحلول العام القادم. وفقا لرويترز.

وأبلغ الرئيس التنفيذي لشركة "بلدنا" للانتاج الحيواني جون دور رويترز في مقابلة إن الأبقار من فصيلة هولستين ذات اللونين الأبيض والأسود هي أول مجموعة من قطيع قوامه 14 ألف بقرة تتوقع الشركة تكوينه في الأشهر المقبلة.

وأضاف قائلا "سنجعل قطر مكتفية ذاتيا بحلول يونيو، ذلك هو الهدف".

واعترف دور، وهو رجل أيرلندي عمل في السابق لدى شركة المراعي عملاق منتجات الألبان السعودي، بأن تربية وحلب الأبقار في درجات حرارة تقترب من 50 مئوية في الصيف يمثل تحديات خاصة، لكنّه يقول إن التكنولوجيا والسيولة المالية الكبيرة لدى الملاك القطريين لبلدنا، يعوضان هذه البيئة القاسية.

وقال إنه يجرى بالفعل حلب مئات الأبقار بواسطة آلات الحلب الأوتوماتيكية في مزرعة بلدنا في أم الحوايا الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا شمالي الدوحة، والتي تنتج حليبا جيدا بما يكفي للتصدير.

وأضاف أن أكثر من ستة آلاف بقرة إضافية من الولايات المتحدة من المنتظر أن تصل بحلول فبراير.

ويبرز مسعى قطر لتأسيس صناعة لمنتجات الألبان في الصحراء كيف تستخدم الدولة الخليجية الثرية، أكبر مصدر في العالم للغاز الطبيعي المسال، المال والتكنولوجيا للتغلب على عزلتها.

وقطعت السعودية ودولة الإمارات العربية والبحرين ومصر العلاقات التجارية وروابط النقل مع قطر في يونيو متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو اتهام تنفيه الدوحة.

وعطلت المقاطعة خطوط الشحن لقطر عبر الخليج. كما أدت إلى إغلاق الحدود البرية القطرية مع السعودية والتي كان يتم عبرها استيراد الكثير من البضائع السريعة التلف ومن بينها نحو 400 طن من الألبان الطازجة والزبادي يوميا.

وأجبرت المقاطعة قطر على استيراد منتجات الألبان بالطائرات من تركيا وإيران. لكن دور يقول إن البلاد عازمة على تأسيس قطاع خاص بها لمنتجات الألبان، بالاعتماد إلى حد كبير على بلدنا، وهي شركة خاصة تتلقي دعما لوجيستيا وأشكالا أخرى من الدعم من الحكومة.

وقال إن الشركة، التي تربي الأغنام، كانت تدرس التحرك صوب إنتاج الألبان قبل المقاطعة، لكنها أدركت أنه سيكون من الصعب عليها أن تنافس أسعار الواردات من المراعي.

وأزالت المقاطعة المنافسة وفي الأسابيع الأولى من الأزمة الدبلوماسية جلبت الشركة بطريق الجو 3400 بقرة على متن طائرات الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة.

وتعتزم بلدنا استيراد شحنتين أخريين بحرا من الولايات المتحدة تضم كل واحدة 3300 رأس من الماشية بحلول فبراير. وتخطط الشركة لاستيراد شحنة أخرى تتألف من ثلاثة آلاف بقرة لكن لم يتم تقديم طلب شراء حتى الآن.

وتقول الشركة إنه بحلول يونيو فإنها تتوقع زيادة إنتاج الألبان الطازجة والزبادي إلى 500 طن يوميا وهو ما يكفي لتلبية الطلب المحلي مع بقاء 100 طن فائض للتصدير.

ولم تفصح بلدنا عن التفاصيل المالية لمشروعها، ولم يتضح بعد ما إذا كان بإمكان قطر إنتاج كميات كبيرة من الألبان بطريقة مجدية اقتصاديا، ناهيك عن تصدير بعض الإنتاج بأسعار تنافسية.

التعليقات