البابا فرنسيس يدعو للسلام في عظة بميانمار

دعا البابا فرنسيس، شعب ميانمار اليوم الأربعاء للتمسك بالسلام والمصالحة مع نهوض بلدهم بعد حكم عسكري استمر قرابة 50 عاما لكنه لا يزال يشهد صراعات عرقية وطائفية. جاءت دعوة البابا في قداس في يانجون في ثالث يوم من زيارته لميانمار التي تحمل أهمية ومخاطرة دبلوماسية مع حملة عسكرية للجيش دفعت نحو 625 ألفا من مسلمي الروهينجا للفرار من البلد الذي تقطنه غالبية بوذية إلى بنجلادش، وفقًا لرويترز. ولم يستخدم البابا (الروهينجا) في كلمة أمس الثلاثاء لكن كثيرين يرون أن دعوته فيها إلى العدل وحماية حقوق الإنسان واحترام الجميع تشير إلى الروهينجا الذين لا تعترف بهم ميانمار كمواطنين. وبدأ النزوح الجماعي للروهينجا أواخر أغسطس عندما شن الجيش عملية مضادة ردا على هجمات شنها أفراد من الروهينجا على قاعدة للجيش ومواقع للشرطة. وأُحرقت عشرات من قرى الروهينجا وحكى لاجئون عن تعرضهم لأعمال قتل واغتصاب. وقالت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إن حملة الجيش تضمنت "فظائع مروعة" تهدف إلى "تطهير عرقي". وينفي جيش ميانمار كل الاتهامات التي وجهت إليه بالقتل والاغتصاب والتشريد. ويعيش في ميانمار نحو 700 ألف فقط من الكاثوليك من بين إجمالي عدد السكان البالغ 51 مليونا. وسافر الآلاف منهم قادمين من أماكن بعيدة إلى يانجون لرؤية البابا، وحضر كثير منهم قداس الأربعاء الذي أقيم في حلبة غير مغطاة تعود لحقبة الاستعمار البريطاني. كما حضر القداس دبلوماسيون وزعماء في حزب الرابطة القومية من أجل الديمقراطية الحاكم الذي ترأسه زعيمة ميانمار أونج سان سو كي. ودعا البابا في عظته شعب ميانمار "للمسح على كل إصابة وكل ذكرى مؤلمة" والتشجيع على "المصالحة والسلام اللذين يريد الرب أن يقودا كل قلوب البشر". وقال البابا "أعلم أن كثيرين في ميانمار يعانون جروحا خلفها العنف، جروحا ظاهرة وغير ظاهرة". وحث على عدم الانقياد وراء الرغبات سعيا للشفاء من الغضب والانتقام. ومن المقرر أن يغادر البابا فرنسيس ميانمار غدا الخميس متجها إلى بنجلادش حيث سيلتقي مجموعة من لاجئي الروهينجا في العاصمة داكا.

التعليقات