أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اليوم الثلاثاء، اعتزامه اقتراح مبادرة يورو-أفريقية لضرب المنظمات الاجرامية وشبكات التهريب التي تستغل المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى كعبيد.
جاء ذلك خلال الخطاب الذى القاه ماكرون في جامعة واجادوجو- مؤكدا دعمه التام لإجلاء الاشخاص المعرضين للخطر في ليبيا، واصفا الممارسات ضد المهاجرين هناك بالجريمة ضد الانسانية، ذلك وفقاً لما نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ومن ناحية أخرى، أشار الرئيس الفرنسي إلى أن جرائم الاحتلال الأوروبي لا يمكن إنكارها، ولكنه ماض يجب أن يمر، داعيا أيضا إلى عدم ترك بعض الاشخاص يستغلون الدين في تدمير أصحاب المعتقدات المختلفة، مذكرا بأن كل الاديان قائمة على رسالة الحب و الأمل.
كما وعد الرئيس الفرنسي برفع السرية عن ملف اغتيال الرئيس البوركيني الأسبق توماس سانكارا عام 1987 بعد أن ظل هذا الملف محظورا خلال فترة حكم الرئيس السابق بليز كومباوري على مدى 27 عاما.
وأعرب عن رغبته في تعزيز الشراكةً في مجال المدارس والجامعات ودعم المرأة الأفريقية، وتمكين الفتيات من اختيار مصير مختلف عن الزواج المبكر في سن 13 أو 14 عاما.
وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قد استهل اليوم زيارته إلى بوركينا فاسو المحطة الأولى فى جولته الأفريقية التي تشمل أيضا ساحل العاج وغانا والرامية إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين فرنسا والقارة السمراء.
وشددت السلطات المحلية التدابير الأمنية بعد القنبلة اليدوية التي تم القاؤها على آلية للجيش الفرنسي في أحد الأحياء الشمالية في العاصمة "واجادوجو"، في هجوم وقع قبيل وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الليلة الماضية إلى بوركينا فاسو.
وتحتفظ فرنسا، وهي قوة استعمارية سابقة، بتعاون عسكري متواصل مع سلطات بوركينا منذ استقلالها في عام 1960.
وتضمن برنامج زيارة الرئيس خطابا أمام 800 طالب بجامعة واجادوجو في لقاء تفاعلي تضمن الرد أيضا على أسئلتهم.
وكان الرئيس الفرنسي صرح لدى وصوله واجادوجو بأن جولته تفتح مرحلة جديدة في العلاقات مع بوركينا فاسو والقارة الأفريقية بأكملها، واصفا بوركينا فاسو بأنها شعار التطلعات الديمقراطية للشباب الافريقي، في إشارة ضمنية إلى الانتفاضة الشبابية في 2014 التي أطاحت بالرئيس الأسبق بليز كومباوري وذلك في الوقت الذي يشكل فيه عدد الشباب أكثر من نصف السكان.
وأثار العديد من الشباب المنتقدين لزيارة ماكرون بعض التساؤلات على منتديات الانترنت لا سيما بشأن طلب ترحيل ﻓرانسوا كومباوري شقيق بليز كومباوري، الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية في إطار التحقيق في مقتل الصحفي نوربرت زونجو في عام 1998 وكذلك رفع باريس سرية الدفاع عن ملف اغتيال الرئيس البوركيني الأسبق توماس سانكارا في 1987.
كما يطالب الشباب في بوركينا فاسو بإنهاء كل أوجه الماضي الاستعماري، ومنها ما وصفوه بـ" نهب الموارد" من قبل الشركات الفرنسية وعملة الفرنك الافريقي (هو عملة متداولة في 12 دولة أفريقية كانت سابقا مستعمرات فرنسية بالإضافة إلى غينيا بيساو المستعمرة البرتغالية السابقة وغينيا الاستوائية المستعمرة الإسبانية السابقة).
ويعارض العديد من الشباب البوركيني التواجد العسكري الفرنسي ويرون أن الهجمات الارهابية هي نتيجة لهذا التواجد، كما تسعى فرنسا لتغيير صورتها كحليفة للقادة الديكتاتوريين في أفريقيا.
و سيتوجه الرئيس ماكرون غدا الأربعاء لابيدجان العاصمة الاقتصادية لساحل العاج لحضور القمة الأوروبية الأفريقية الخامسة حيث ستكون الأولوية في الحصول على دعم مالي أوروبي للقوة الأفريقية لمجموعة الساحل الخمسة، وتعزيز التنسيق لمكافحة المهربين لا سيما في ليبيا.
كما سيتوجه إلى غانا للتعبيرعن رغبته في تعزير العلاقات مع الدول الافريقية الأنجلوفونية و ليس فقط الفرنكوفونية.
التعليقات