أكد الدكتور شوقي علام مفتي مصر ضرورة إخضاع الاجتهاد والنظر والتقليد في الفقه والإفتاء والقضاء للقواعد والضوابط الفقهية الدقيقة والمنضبطة عبر الأجيال والعصور بما يعصم الأمة أفرادًا وجماعات من التخبط والفوضى، ويسهم أيضًا في المحافظة على الهوية واستقرار المجتمع والنهوض بها.
وقال مفتى الجمهورية في برنامج "مع المفتي" المذاع على قناة "الناس" لاظهار سماحة الإسلام بالرد على الأفكار المتشددة إن دار الإفتاء على مر العصور تعرض جميع الأقوال من كل المذاهب ثم تختار ما يتوافق مع المصلحة ويسر الشريعة ومقاصد الشرع العظمى خلافًا لما ينادي به أصحاب دعاوى اللامذهبية، وفق ما نشرته وكالة أنباء الشرق الاوسط.
وأشار إلى أن قضية الخلاف الفقهي إنما وُضعت لها قواعد ضابطة لضبط حركة الخلاف في المجتمع، حيث إن الاختلاف الفقهي للعلماء منطقة واسعة، ولو أُخذ بالمعايير المنضبطة فسيكون ذلك رحمة للأمة، أما لو أُخذ بمنهج آخر إقصائي فإننا سنكون في مشكلة عويصة ولعلنا نعاني من ذلك حاليًّا.
ولفت فضيلة المفتي إلى قاعدة أصولية مهمة وهي: "لا يُنكر المختلف فيه ولكن يُنكر المجمع عليه"، واستدل فضيلته بالعديد من الأمثلة التي هي من قسم المختلف فيه كالنقاب، مشيرًا إلى قول جمهور العلماء بأنه ليس فرضًا، بل هناك علماء من المذهب المالكي قالوا بأنه مكروه.
وأشاد فضيلته بقول الشيخ الإمام محمود شلتوت في الرد على من يطالب بفرض النقاب على الجميع وهو أن أمر اللباس والهيئات الشخصية من العادات التي ينبغي أن ينزل المرء فيها على استحسان البيئة، ومن درجت بيئته على استحسان شيء منها كان عليه أن يساير بيئته.
التعليقات