"خارجية بريطانيا" تعترف: التحالف الدولي دفع "ثمنا قاسيا" للتخلص من "داعش" في سوريا والعراق

قال وزير الخارجية الربطانية، بوريس جونسون إن تنظيم داعش الإرهابي خسر 90% من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسورية بما في ذلك الرّقّة، عاصمته سابقا، مشيرا إلى أن "تحرير" 6 ملايين شخصا من حكمهم، معترفا في الوقت ذاته بالصراع الطويل والقاسي والثمن الذي دفعته القوات الشريكة للتحالف الدولي على الأرض للتخلص من "داعش".

جاء ذلك خلال كلمة "جونسون"، داخل البرلمان البريطاني مساء أمس والتي تناول خلالها مسببات نشأة "داعش"،  وانتشاره وسيطرته على الأراضي في العراق وسورية.

وقال "جونسون في سلسلة من التغريدات المتتابعة عبر حساب "وزارة الخارجية البريطانية" الرسمي على "تويتر" إن هزيمة داعش نهائيا في سورية، سوف تتطلّب تسوية سياسية"، وهو ما اشترط أن "يتضمن الانتقال بعيدا عن نظام بشار الأسد الذي كانت له يد كبيرة في تهيئة الظروف المواتية لنشأة داعش".

ولفت إلى أن الوصول إلى تسوية كتلك مسألة "متروكة للسوريين أنفسهم"، وسوف نواصل من جانبنا دعم ما يقوم به المبعوث الخاص للأمم المتحدة، ستيفان دي مستورا، وعملية جنيف.

وقال إنه مما "يبعث على التفاؤل بقاء أمريكا وروسيا على اتصال وثيق حيال مستقبل سورية، وعلينا أن نستمر في التأكيد للكرملين بأنه بدلا من الدعم الأعمى لنظام قاتل حتى بعد أن وجد محققو الأمم المتحدة أن قواته استعملت غاز الأعصاب السارين"، داعيا روسيا إلى الانضمام للمجتمع الدولي، ودعم تسوية في سورية يتم التفاوض عليها تحت إشراف الأمم المتحدة.

وأقر وزير الخارجية البريطاني بأن "الصراع كان طويلا وقاسياً؛ وأعترف هنا بالثمن الذي دفعته القوات الشريكة للتحالف على الأرض، ولا سيما سكان الرقة المدنيون"، متابعا :"طوال فترة العمليات العسكرية، استمرت وزارة التنمية الدولية في العمل مع شركاء على الأرض في محافظة الرقة لتوفير الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى حيثما كان ذلك ممكنا".

وانتقل جونسون للحديث عن الوضع في العراق،  قائلا: هناك ما يزيد عن 600 جندي بريطاني في العراق ساعدوا في تدريب 50 ألف من أفراد القوات العراقية، كما نفذ سلاح الجو الملكي 1,352 ضربة جوية ضد داعش في العراق و263 ضربة في سورية أي أكثر من أي سلاح جوي آخر باستثناء الولايات المتحدة.

وأردف: تقود بريطانيا جهود التحالف الدولي في مواجهة دعاية داعش المغرضة، عبر خلية إعلامية مقرها هنا في لندن، وقد انخفض مجمل ما يبثه تنظيم داعش من دعاية مغرضة بمقدار النصف منذ عام 2015.

وأكد جونسون أن الحكومة أوضحت دائما بأن المواطنين البريطانيين الذين يلتحقون في صفوف داعش إنما "اختاروا بأنفسهم أن يصبحوا أهدافا مشروعة" للتحالف الدولي، متوقعا "مقتل معظم المقاتلين الأجانب في مواقع الإرهاب التي اختاروا الخدمة فيها، ولكن البعض قد يستسلم أو يحاول العودة إلى الوطن، بما في ذلك المملكة المتحدة".

ونبه إلى أن كل من يعود الى هذا البلد بعد المشاركة في الصراع في سورية أو العراق عليه أن يتوقع التحقيق معه لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

التعليقات