بعد دعوة البحرين لتجميد عضوية قطر.. خبراء: "الأزمة تتجه للتصعيد"

"لا حل قريب للأزمة الخليجية، ولا لقاء في الوسط، ولا إستجابة لوساطة الكويت ولا قمة في الأفق"... هكذا قرأ سياسيون عرب بارزون، دعوات وزير خارجية البحرين تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، وتأكيده بأن بلاده "لن تحضر القمة إذا لم تغير قطر من مواقفها"، وذلك في أول موقف رسمي من القمة الخليجية، المقرر عقدها في ديسمبر بالكويت، والبحرين من الدول الـ  4 المقاطعة للدوحة.

وقدر الخبراء العرب، بحسب ما رصدته "بيزنس ميدل ايست" عبر حسابات هؤلاء الرسمية على فيس بوك وتويتر، "إتجاه الأزمة الخليجية للتصعيد"، مع استمرار "تعنت ومماطلة" قطر في تنفيذ المطالب 13 للدول الـ 4.

وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في الخامس من مايو الماضي، متهمة إياها ب"تمويل الإرهاب وإيواء الإرهابيين"، وهو ما تنفيه الدوحة.

وقال الدكتور عبد الله الشايجي، الكاتب والأكاديمي الكويتي، ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الكويت: "واضح الإتجاه للتصعيد ولا تهدئة، وذلك بعد قراءة متأنية من المواقف والتصريحات لوزير خارجية البحرين، وبيان وزراء إعلام دول الرباعية في المنامة ومقابلة أمير قطر في (سي بي اس)".  

ورجح الشايجي، أنه "لا حل قريب للأزمة الخليجية،  ولا لقاء في الوسط، ولا إستجابة لوساطة الكويت ولا قمة خليجية في الأفق".

ومن جهته، قال سلمان الدوسري، المحلل والكاتب بصحيفة الشرق الأوسط: "عمليا قطر خارج مجلس التعاون، ومن الاستحالة عقد قمة بحضورها"، معتبرا أن "حياد الكويت وعمان لا يعني التضحية بمصالحهما لعيون الدوحة".

وقال الدوسري، إن "استمرار مجلس التعاون أكبر من قدرة قطر على إفشاله أو حتى عرقلة مسيرته، ولا تستطيع أبدا منع الدول الأخرى من المضي في مشروعها".

ويرى المحلل السياسي والباحث أمجد طه، الرئيس الاقليمي للمركز البريطاني لدراسات وأبحاث الشرق الأوسط بالبحرين، أنه يتم دراسة تجميد عضوية نظام قطر في مجلس التعاون، وذلك بعد تشكيل الدوحة مجلس تعاون مع إيران وتهديدها للخليج.. الكويت وسلطنة عمان مع مكافحة الإرهاب".

وأكد طه، أن "تجميد عضوية قطر يد إيران بمجلس التعاون.. إن تم فهو لحماية وحدة الخليج العربي".

وبدوره، قال عبد الله الغانم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت: "وزير خارجية البحرين قال بتجميد عضوية قطر للحفاظ على تماسك المجلس؛ أمر صعب لكنه أفضل الأسوأ"، وهو ما فسره بالقول: "أحيانا ما تضطر للتخلص من بعض حمولة السفينة كي لا تغرق".

وفي قراءته، قال الدكتور فايز النشوان، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي العام في الكويت، إنه إذا إنهارت منظومة مجلس التعاون كما هو متوقع، فقد نشهد إعادة تموضع للتحالفات الإقليمية، ومراجعة عملية للعلاقات بين دول المنطقة.

وكان وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، قد صرح على صفحته على موقع "تويتر" أمس، إن "الخطوة الصحيحة للحفاظ على مجلس التعاون هي تجميد عضوية قطر في المجلس، حتى تحكم عقلها، وتتجاوب مع مطالب دولنا، وإلا فنحن بخير بخروجها من المجلس".

وأكد الشيخ خالد بن أحمد عبر تغريداته، أن البحرين لن تحضر قمة "وتجلس فيها مع قطر، وهي التي تتقرب من إيران يوما بعد يوم، وتحضر القوات الأجنبية وهي خطوات خطيرة على أمن دول مجلس التعاون".

وأضاف الوزير في تغريدة أخرى: "إن كانت قطر تظن أن مماطلتها وتهربها الحالي سيشتري لها الوقت حتى قمة مجلس التعاون القادمة فهي مخطئة، فإن ظل الوضع كما هو فهي قمة لن نحضرها".

التعليقات