"بيزنس" ترصد حلم فتيات "فريزيانا" بمصر (فيديو)

"حلمنا في أن تستطيع كل امرأة في مصر تصنيع أي منتج يدويا، وتسويقه من خلالنا بما يمكنها اقتصاديا وتكنولوجيا، وأن نكون سببا في صنع أعداد كبيرة من رائدات الأعمال وأصحاب "البراندات" الشهيرة"... هكذا تحدث "أمجد مصطفى" أحد القائمين على مشروع "فرزيانا" (أنا متجمدة) وهو الشاب الوحيد من بين 10 فتيات ضمن فريق العمل تحدى الصعاب لتأسيس مشروعهم الذي بات واعدا في مجال ريادة الأعمال اليدوية خاصة مع نجاحه مؤخرا في الانضمام لحاضنات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر.

"فريزيانا" مشروع أسسه مجموعة من الفتيات أغلبهن من خريجي كليات الهندسة تقوم فكرته على الربط ما بين الفتيات المصممات من كليات الفنون الجملية والفنون التطبيقية من جامعات مصر، وبين ربات البيوت وصاحبات المشاريع الناشئة ممن يتفنن صنع المشغولات اليدوية بأنواعها المختلفة، والاعتماد في الانتشار والتسويق على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

بيزنس، التقت الشاب أمجد مصطفى الذي تحدث عن المشروع بحماس،  قائلا : "مشروعنا بمثابة دعوة لحث الفتيات والسيدات للخروج من حالة الجمود لحالة التمكين الاقتصادي".

ويروي "مصطفى" قصة البداية: كنت مع هدير شلبي - المؤسسة وصاحبة الفكرة - ضمن فريق مسئول عن المشروع بكلية الهندسة جامعة المنوفية، ورأينا أوضاع الفتيات أصدقائنا واحتياجاتهن المادية رغم مواهبهم المتعددة، فناقشنا الأمر خاصة وأن البعض كان يعمل في وظائف بفصل الصيف لتحصيل قدر من مصروفاتهن، وكانت المرتبات متدنية، فضلا عن أن بيئة العمل كانت غير مناسبة سواء صاحب العمل أو مواعيده، مما دفعنا للتفكير في ابتكار وسيلة، أو أداة لتوظيف تلك الطاقات والمواهب وكانت الفكرة فرزيانا.

يتشكل فريق العمل من هدير في السنة النهائية من دراستها بكلية الهندسة بجامعة المنوفية، ومصطفى كشريك ومسئول عن التسويق والعلاقات العامة، إضافة إلى ٨ فتيات أخريات يعملن ما بين التسويق، والتغليف، والتدريب، والتواصل مع المنتجات حيث إن مراحل المشروع تتمثل في تجميع المنتجات، وتصويرها وعرضها من خلال الإنترنت وصفحات السوشيال ميديا.

من البيت إلى وزارة الاتصالات

عمل أعضاء فريق مشروع "أنا متجمدة" تدرج من المنزل إلى شقة صغيره بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) ثم الانتقال إلى القرية الذكية التي تقع على طريق مصر إسكندرية الصحراوي.

ويقول أمجد إن "العدد الإجمالي للمستفيدات من المشروع بلغ ٣٢ ألف فتاة، ونحن بصدد شراكة مع عدد من الورش والجمعيات التدريبية".

العمل ينقسم إلى عدة محاور وهى:

-   حصر أكبر عدد من الفتيات والطالبات من كليات فنون جميلة وفنون تطبيقية وغيرهم ممن يحسنون رسم التصميمات على الموضة لمختلف أنواع المنتجات المصنوعة يدويا سواء أحذية أو اكسسوار أو ملابس أو لوحات فنية أو قطع أثاث .

-   حصر ربات البيوت أو الموهوبات في تنفيذ تلك التصميمات بشكل متقن .

-    دراسة السوق ومعرفة حجمه و فئات المتسهلكين التي تفضل المنتجات المصنوعة يدوياً ، ومعرفة طبيعة المنتجات الأكثر رواجاً .

ومن خلال موقعنا وصفحات التواصل الاجتماعية الخاصة بالمشروع – يستطرد مصطفى - نقوم بالربط بين هذه الفئات كلها، فمن تحتاج لتصميم تحصل عليه، ومن تحتاج لمن ينفذ لها تصميمها تجدها، ومن تحسن كلا المرحلتين، نقوم بالتسويق لهم وتوصيل المنتجات والقيام بكل مراحل عملية البيع واستهداف الفئات التي ترغب في الحصول على منتجاتها.

"من الجمود لحالة التمكين الاقتصادي"

يفسر مصطفى إطلاق اسم "أنا متجمدة" بالقول:  فرزيانا بمعنى التجمد والجمود من أجل حث ربات البيوت، ومن لديهن مشاكل على أن يصبحن فاعلات في المجتمع وتمكينهن اقتصاديا.

ونجح المشروع حتى الآن في تمكين الفتيات القائمات على المشروع أو اللاتي يتعاملن معه اقتصاديا، في نفس الوقت الذي يمكنها فيه تكنولوجيا حيث تستطيع كل فتاة معرفة طرق متابعة تصميماتها أو منتجاتها، كما أنه يوفر آلاف من فرص العمل للفتيات والسيدات وهن في بيوتهم ومصدر دخل للكثير منهن يحقق لهن قدر من الاستقلال والكفاية المادية.

وبسعادة يتحدث "مصطفى" عن اختيار فريزيانا ضمن 10 مشاريع من بين مئات المشروعات الذين تقدموا في إحدى مسابقات ريادة الأعمال التي أجراها مركز الإبداع التكنولوجى (TIEC) التابع للوزارة، حيث سيوفر المركز حاضنة لنا، ومقر لمدة عام في القرية الذكية، كما سيتم توفير عدد من الخدمات الأخرى من أجهزة كمبيوتر ومشرفين على المشروع و التقديم لمسابقات لرواد الأعمال ونحو ذلك.

"السوشيال ميديا" يلعب دورا كبيرا في تسويق الموقع، وتسويق منتجات المشروع اليدوية نفسها، كما يسهم في دعم قصص الناجحات وتوفير الدعم لهن، وتوفير فرص تشبيك للمشروع .

ولا يكتف أصحاب المشروع بالتعامل مع المصريات، بل يتم التعامل مع عدد من اللاجئات السوريات، فمعنا عدد كبير للغاية منهن فمنتجاتهن مميزة وتناسب الموضة، وكذلك مع عدد من اللاجئات الأفارقة، أما الأفارقة فرغم الاتقان والتميز فكان ينقصهن التصميمات المناسبة وهذا ما حدث فكان الانتاج مبهر للغاية.

قصص نجاح فرزيانا.. نهال سلامة..  حياة جديدة

نهال سلامة مهندسة ومصممة ملابس من محافظة القليوبية (شمال العاصمة القاهرة) عانت من ضيق الحال، والتهميش والمعاملة السيئة في بيتها بعد أن لحقت بها الوصمة المجتمعية التي تلاحق المطلقات، لكنها منذ انضمامها لمشروع "فرزيانا"، نجحت في تحقيق الاكتفاء المادي اللازم للاستقرار والتمكين الاقتصادي، عبر تسويق منتجاتها وتشغيلها، كما تؤكد نهال لـ بيزنس (النسخة العربية).

وتقول: ضاع جزء كبير من مستحقاتي بعد الطلاق، وعانيت من التهميش والمعاملة السيئة، ما جعلني مضطرة للاعتماد على نفسي، لبدء حياة جديدة قائمة على الاكتفاء الذاتي.

"نهال" التي تحسن إنتاج وتصميم الملابس الأنيقة وبأسعار قليلة، تقول إنها لم تكن تعلم كيف تسوق منتجاتها رغم التصميمات المتميزة، حتى علمت بمشروع فرزيانا.

استطاعت نهال خلال ستة أشهر فقط من الحصول على 300 طلب تنفيذ بشكل نهائي، وكان سعر تنفيد التصميم الواحد ما بين 150 إلي 400 جنيها (نحو 25 دولارا)

منى.. الرسم مصدر الدخل

ومن بين النساء الأخريات اللاتي ساعدهن المشروع "منى محمدي" وهى خريجة كلية فنون جميلة جامعة الإسكندرية التي كان لديها موهبة الرسم حيث حاولت من خلالها التكسب خلال فترة الجامعة ولكن دون جدوى، إلى أن ساعدها المشروع على تطوير رسوماتها، ومواكبة الرسومات للموضة. 

وتقول "محمدي" إنها من خلال استخدام موهبة الرسم تمكنت من الرسم على عدد من المنتجات سواء الأحذية أو "تي شيرتات" وغيرها، وكانت التصميمات تلبي احتياجات فئات مختلفة وبشكل مبتكر.

وصار الرسم – بحسب منى - مصدر دخل حيث تمكنت خلال ستة أشهر من جني أرباح قيمتها عشرة آلاف جنيه (600 دولارا) بواقع ٩٠ منتجا تم بيعه بمتوسط ربح ١١٠ جنيه في بعض المنتجات نظير المجهود في الرسم على تلك التيشرتات والأحذية.

عايدة.. السعادة عبر إتقان الكروشية

وهناك عايدة الشرقاوي من محافظة الشرقية (ربة منزل) تقوم بتنفيذ عددا من المشغولات اليدوية بـ"الكروشيه" إلا أنها لم تكن تجد قريباتها وجيرانها لتبيع لهم بسعر يساوي المجهود المبذول فربما تستغرق القطعة عمل يوم كامل ومكسبها فيه عشرة جنيهات، ولكنها بعد تطوير منتجها وتسويقه من خلال مواقع التواصل الخاصة بالمشروع، تمكنت عايدة من رفع مكسبها في المنتج لـ ٧٠ جنيها (4 دولارا)، كما نجحت في التسويق على نطاقات أوسع بعيدا عن أسرتها وجيرانها، وهذا ما حقق لها قدر كبير من السعادة والرغبة في الاستمرار.

ويختم "مصطفى" بأن الخطوة التالية في المشروع تتمثل في توسيع وزيادة عدد المنتجات اللاتي نتعامل معهن، حيث نأمل في أن نصل إلى عدد ١٥٠ ألف منتجة خلال العامين القادمين مع العلم أن عدد المنتجات في مصر ربما يتخطى ٨٥٠ ألف، ونأمل في أن يزيد عدد المنتجات التي نبيعها شهرياً إلى ١٨٠٠ قطعة خلال الستة أشهر القادمة".

التعليقات