نقلت وسائل إعلام ما ذكرته قناة "كان" العبرية، أن مصر بعثت رسالة تحذير إلى الولايات المتحدة بعد الهجوم الإسرائيلي على الدوحة في قطر مفادها: "إن استهداف عناصر حماس على أراضينا سيؤدي إلى تداعيات كارثية".
وذكر كبير مراسلي "الحدث" في فلسطين زياد حلبي، أن التحفظ الأميركي على "هجوم الدوحة" سببه موقع الاستهداف وليس عملية اغتيال قادة حماس في الوقت الحالي.
ووصف سيرجي لافروف، وزير الخارجية الروسي، الهجوم الإسرائيلي على الدوحة بالإجرامي، مؤكدا أن الاعتداء الإسرائيلي على قطر انتهاك سافر للقانون الدولي.
وقال لافروف، في اجتماعه اليوم الخميس مع عدد من وزراء مجلس التعاون الخليجي، "مستعدون لمشاركة دولة قطر في جهود الوساطة بين حماس وإسرائيل".
وقال محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 تشهد تحولات جذرية، مشيرًا إلى أن ما بعد هذا التاريخ ليس كما قبله، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي.
وأضاف في مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز" أن العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في الدوحة، ومحاولة اغتيال قيادات من حركة حماس، تمثل نقطة تحول خطيرة في المنطقة، لأنها لم تستهدف فقط الحركة، بل ضربت دولة وسيطة في عملية السلام مثل قطر.
وأكد أبو شامة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغل هجوم السابع من أكتوبر لتنفيذ أجندة سياسية طويلة الأمد، تتضمن إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم الأمن الإسرائيلي، القضاء على المقاومة الفلسطينية بالكامل، الاستيلاء على قطاع غزة مجددًا، خاصة وأنه كان من أبرز الرافضين للانسحاب الأحادي عام 2005، إزاحة إيران إلى حدودها الجغرافية وتحجيم نفوذها الإقليمي.
وأشار إلى أن هذه الأهداف كانت تراود الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، إلا أن حكومة نتنياهو الحالية، والتي تُعد من أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ إسرائيل، تسعى لتحقيقها بشكل كامل.
واعتبر أبو شامة أن الدعم الأمريكي غير المسبوق لحكومة نتنياهو، خاصة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، يمثل تفويضًا كاملاً لإسرائيل للتصرف بحرية في قضايا المنطقة، قائلًا: "هناك توافق أيديولوجي وفكري كامل بين نتنياهو وترامب.. الإدارة الأمريكية تعتقد أن استخدام القوة الغاشمة هو الطريق نحو السلام، وهذا ما يُعلن رسميًا في لقاءاتهما المشتركة."
وأوضح أن استهداف الدوحة، التي تُعد حليفًا وثيقًا للولايات المتحدة، يمثل رسالة واضحة مفادها أن نتنياهو لا يريد مسارًا تفاوضيًا لحل القضية الفلسطينية، ويسعى لتصفية القضية بشكل كامل، بما في ذلك القضاء على أدوار الوساطة العربية والدولية.
وشدد على أن نتنياهو يتعامل مع هجوم 7 أكتوبر باعتباره نقطة النهاية للقضية الفلسطينية، حيث يسعى للقضاء على غزة والضفة الغربية، والاستيلاء على كامل الأراضي الفلسطينية، مضيفًا: "الكنيست الإسرائيلي أعلن رفضه الرسمي لإقامة دولة فلسطينية، ما يعني عمليًا هدم مشروع السلام العربي، ونسف اتفاقيات أوسلو وما تبعها."
التعليقات