"عشقي": صفقة "S-400" ستنفل تقنية صناعة الصواريخ المضادة للطائرات للمملكة

"زيارة تاريخية في نتائجها، بعد أن نجحت في التوصل إلى نقاط التقاء بين البلدين في العديد من قضايا المنطقة وفي مقدمتها الأزمة السورية".. هكذا علق الدكتور أنور عشقي،  مدير "مركز الشرق الأوسط" للدراسات السياسية والاستراتيجية بجدة في قراءته عن ثمار زيارة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الأخيرة لدولة روسيا الإتحادية.

وقال عشقي المقرب من دوائر القرار في المملكة في تصريحات خاصة لـ"أعمال الشرق الأوسط" من جدة : الزيارة تأتي تتويجا لجهود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، حيث قام من قبل بـ 3 زيارات لموسكو، وجاءت زيارة سلمان الأخيرة لتتويج وحسم قضايا عديدة.

وأوضح: الزيارة أثمرت عن عقد اتفاقات اقتصادية عديدة تسمح لموسكو بالاستثمار في الرياض والعكس، بما يصب في رؤية المملكة 2030".

و

في هذا الصدد، نبه الخبير الاستراتيجي إلى أهمية الاتفاق الروسي السعودي على شراء منظومة صواريخ S-400 الدفاعية، قائلا: "صفقة منظومة الصواريخ تنقل تقنية الصناعة نفسها إلى السعودية، بما يمكنها من الدخول في صناعة الصواريخ المضادة للطائرات، بما يعني أن الأمر ليس مجرد صفقة سلاح".

وقال عشقي إنه من بين ثمار زيارة الملك سلمان لموسكو، عقد اتفاقات للتعاون في مجال النفط ما يحافظ على استقرار السوق وتوازنه، لافتا إلى التوافق بين البلدين حول الحفاظ على توازن أسعار النفط في الأسواق العالمية، حيث أنهما أكبر منتجين للنفط في العالم.

وحول رؤية المملكة المختلفة عن روسيا بشأن الأزمة السورية، قال: نعم كانت الرؤية مختلفة، والاتفاق الحالي بين البلدين يؤكد وحدة الأراضي السورية، ووقف الحرب، وتحقيق السلام عبر تطبيق مقررات جنيف 1، بما يسمح بعودة الهدوء والأمن في الفترة المقبلة.

وكشف عشقي عن وجود نقاط التقاء بين الجانبين على ضرورة توحيد المعارضة السورية المعتدلة، والجلوس على مائدة حوار مع السلطة السورية للوصول إلى حل سياسي للأزمة".

وحول التقارير الصحفية الأمريكية التي تحدثت مؤخرا عن قبول السعودية ببقاء بشار الأسد، قال : قراءة خاطئة فلم يصدر بشكل رسمي أي شئ، والاتفاق كان على الجوهر لا الأشخاص"، مضيفا : "التقارب السعودي الروسي على السلام وسوريا موحدة، وأن المعارضة هى جزء من الحل في سوريا وليس المشكلة".

وكان الملك سلمان قد أكد في كلمته خلال اجتماع القمة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "ضرورة الحل السياسي في سورية على أساس من القرار الدولي ٢٢٥٤، وبيان جنيف الأول، وضرورة وقف التدخلات الإيرانية في الدول العربية.. والموقف السعودي الذي كان ولا يزال معلنا قبل قمة موسكو وبعدها".

وأكد عشقي أن المملكة تريد أن تتعدد الجبهات التي تتعامل معها، وألا يكون رهينة لجهة واحدة، كما تسعى إلى تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع دولة كبيرة مثل روسيا.

ونوه مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات، إلى التعاون بين الدولتين في مجال مكافحة التنظيمات المصنفة على قوائم الإرهاب، وبخاصة تنظيم داعش الإرهابي. 

كان عشقى قد صرح  لوكالة "سبوتنيك" الروسية مؤخرا، إن "ما تريده المملكة العربية السعودية، أن لا تكون دولة واحدة (عظمى) تعمل لوحدها لتحقيق السلام وحل الأزمات".

كما أشار للوكالة الروسية إلى وجود نقاط التقاء بين الجانيين فيما يخص حل الأزمة في سوريا، حيث أن السعودية صرحت بأنها تريد وحدة الأراضي السورية، وأن لا يكون هناك نفوذ أجنبي في سوريا، مع "حق روسيا الاحتفاظ بقواعد عسكرية في سوريا بعد انفراج الأزمة"، وفقا لما ذكرته الوكالة على موقعها الإلكتروني.

التعليقات