صحف تهاجم ترامب وأخرى تؤكد حظوظه بالفوز

تباين تناول الصحف الأميركية لقضية تعليق المرشح الجمهوري دونالد ترامب على حديث أسرة الجندي الأميركي الذي قتل في العراق، ففي الوقت الذي وصفته بعض الصحف بأنه مدمر لترامب، داعية الحزب الجمهوري لإلغاء ترشيحه له، اعتبرته صحف أخرى بأنه ليس ذا أهمية بالنسبة للناخبين ولن يغير شيئا في حظوظ ترامب.

واشنطن بوست كانت الأكثر نقدا لترامب والأكثر إلحاحا لإلغاء ترشيحه، إذ نشرت افتتاحية وعددا من المقالات تنتقده فيها بحدة، وعنونت افتتاحيتها بتساؤل يقول: هل ينقلب الحزب الجمهوري على ترامب؟ وأوردت انتقادات لبعض قادة الجمهوريين لتعليق ترامب وتعاطفهم مع أسرة الجندي القتيل خضر خان.

"مايكل غيرسون: "لا يزال هناك من الوقت للتخلص من ترامب، إنه أناني وسادي وعنصري"

وحثت الصحيفة بعض هؤلاء القادة على تجسيد انتقاداتهم بخطوة عملية يلغون فيها تأييدهم لترشيح ترامب، قائلة إنهم توقفوا عند حد الانتقادات.

ونشرت الصحيفة مقالا للكاتب مايكل غيرسون يخاطب فيها قادة الحزب الجمهوري، قائلا لهم إنه لا يزال هناك من الوقت للتخلص من ترامب.  وحمل غيرسون بشدة على ترامب واصفا إياه بالأناني والسادي والعنصري، داعيا إلى الأذهان ما قاله عن المكسيكيين واللاتين والنساء وغيرهم.

كما نشرت واشنطن بوست مقالا آخر يصف فيه كاتبه ترامب بالمعتوه والكاذب والجاهل، داعيا إلى عدم تمكينه من الوصول لرئاسة الولايات المتحدة التي تتيح له سلطات واسعة.

وركزت نيويورك تايمز على ما سمته تهرب ترامب من الكشف عن ضرائبه، قائلة إن هذه القضية هي التي يجب أن تحظى بالأهمية القصوى، موضحة أنه ورغم أن الكشف عن هذه الضرائب أمر لا يلزم به القانون فإنه أصبح عرفا في أميركا أن يكشف أي مرشح رئاسي عن ضرائبه. وأشارت إلى أن ترامب هو أول مرشح جمهوري منذ 1976 يحرم الناخبين من معرفة ضرائبه.

"واشنطن تايمز: قادة اتحادات للعمل في 16 ولاية مهمة -بينها كاليفورنيا- أبدوا استعدادهم لتأييد المرشح الجمهوري لأنه أعلن عن استعداده لحماية الصناعات الأميركية في وجه التهديد الذي تتعرض له من الصين وكوريا الجنوبية"

وأضافت الصحيفة أن كشف ترامب عن ضرائبه له أهمية خاصة لأنه ملياردير، ومشتبه بتعارض المصالح في العلاقات الخارجية التي سيقررها مع دول العالم، خاصة روسيا.

أما صحيفتا واشنطن تايمز وكريستيان ساينس مونيتور فقد اتخذتا منحى مختلفا، إذ نشرت الأولى تقريرا بعنوان "ترامب يرفض الاعتذار لأسرة مسلمة قتل ابنها في حرب العراق" أوردت فيه تعليقا لترامب يقول فيه إن وسائل الإعلام شوهت تصريحه بشأن تضحيات تلك الأسرة، موضحا أنه لا يقصد الإساءة لها بل كان يعني التركيز على "الإرهابيين" وتحذير الأميركيين من "الإرهاب الإسلامي".

وانتقد ترامب في تقرير واشنطن تايمز أسرة خان الباكستانية لوضع نفسها في موضع التعرض للنقد بخطابها في مؤتمر الحزب الديمقراطي وانتقادها للمرشح الجمهوري.

ولم تكتف واشنطن تايمز بذلك، بل نشرت تقريرا يتحدث عن احتمالات زيادة التأييد لترامب أكثر وأكثر، قائلة إن قادة اتحادات للعمل في 16 ولاية مهمة -بينها كاليفورنيا- أبدوا استعدادهم لتأييد المرشح الجمهوري لأنه أعلن عن استعداده لحماية الصناعات الأميركية في وجه التهديد الذي تتعرض له منالصين وكوريا الجنوبية وغيرها على عكس موقف المرشحة الديمقراطية.

"كريستيان ساينس مونيتور: سبق أن أدلى ترامب بتصريحات مماثلة ضد المكسيكيين وغيرهم ولم تؤثر على وضعه الانتخابي"

وعلقت الصحيفة بأن هذا التأييد النقابي لمرشح جمهوري لم يحدث في الماضي القريب، وأن الحزب الجمهوري كف لسنوات طويلة عن التعويل على تأييد اتحادات العاملين لمرشحيه.

ونشرت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور تقريرين بهذا الشأن، الأول يتحدث عن أن ترامب ليس ملائما عند بعض العسكريين ليكون قائدا عاما للقوات الأميركية، لضعف تعاطفه مع أبطال هذه القوات ومن ضحوا من أجل الوطن بغض النظر عن دينهم أو جنسهم أو عرقهم.

كما نشرت أيضا تقريرا آخر يقول إن تعليق ترامب على خطاب أسرة خان لن يؤثر كثيرا على حظوظه في الانتخابات لأن "الوقائع المنعزلة" لا تشكل مواقف الناخبين، وأورد التقرير تصريحات لعدد من المحللين وأساتذة علم السياسة والرأي العام بالمؤسسات الأكاديمية والبحثية الأميركية، وأشارت إلى أن ترامب سبق أن أدلى بتصريحات مماثلة ضد المكسيكيين وغيرهم ولم تؤثر على وضعه الانتخابي.

التعليقات