روسيا والصين تستفيدان من خروج شركات أوربية من إيران

ستحل الشركة الصينية الوطنية للنفط (سي أن بي سي) محل شركة "توتال" الفرنسية التي ألغت مشاركتها في المرحلة 11 من مشروع "حقل بارس" للغاز جنوب إيران في العقد البالغة قيمته 4,8 مليارات دولار،  كما بدأت روسيا بتنفيذ وعدَها بتوقيع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي اتفاقاً مع إيران يهدف إلى إقامة منطقة للتبادل الحر.

يأتي ذلك فيما تتواصل المواجهة الأوروبية الخجولة لقرار الرئيس الأمريكي ترامب فرض عقوبات اقتصادية بعد الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، و بدأت الصين وروسيا بتعزيز العلاقات الاقتصادية مع إيران وبدأت تتكشف بوادر حلول الشركات الصينية مكان الاستثمارات الأوروبية.

الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون أشار أمس بصراحة إلى هذه المخاوف، محذراً من أن "العواقب غير المباشرة للقرار الأميركي ستعزز موقعي روسيا والصين في المنطقة وبالتالي شركات البلدين". وقال ماكرون إن "أولويتي هي القيام بكل ما يمكن لانفتاح المجتمع الإيراني"، محاولاً التأكيد على أن "المصالح التجارية" ليست أولوية، مضيفاً أن "المسألة أولاً جيوسياسية. لن نصبح حلفاء لإيران ضد الولايات المتحدة. ولن نشن حرباً تجارية مع الولايات المتحدة في شأن إيران، كما لن نفرض عقوبات مضادة على شركات أمريكية".

وأمام الانسحاب المرجّح لشركة "توتال" الفرنسية من مشروع تطوير حقل فارس الجنوبي الإيراني الشاسع، حذّرت طهران من أنها ستستبدلها بعملاق الطاقة الصيني "سي ان بي سي"، شريكة "توتال".

لكن الشركات الصينية لن تجد الطريق ممهدة أمام الدخول إلى إيران بعدما أن أوشكت شركة صينية على الانهيار بسبب إيران، فقد  فرضت الولايات المتحدة في مارس 2017 غرامة قدرها 1,2 مليار دولار على المجموعة الصينية لانتهاكها الحظر المفروض على بيونج يانج وطهران. ويمنع الحظر على الشركات الأمريكية بيع "زيد تي اي" تجهيزات وبرامج معلوماتية على مدى سبع سنوات.

وأقرت "زد تي اي" بأنها اشترت معدات من الولايات المتحدة وأعادت تصديرها إلى إيران وكوريا الشمالية، رغم العقوبات المفروضة على هذين البلدين بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

التعليقات