تعرف على القوة الناعمة لنظام "كيم".. كيف وصلت "الأميرة الرقيقة" إلى البيت الأزرق في سول؟| صور

بعد انقضاء 65 عاما من انتهاء الحرب في شبه الجزيرة الكورية، أصبحت كيم يو جونج، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون، أول عضو من "آل كيم"، يعبر الحدود إلى كوريا الجنوبية، وصولا إلى ردهات "البيت الأزرق"، مقر الرئاسة في سيول.

فعلى مدى تلك السنوات الطوال، كان اللقاء بين قادة الجارتين اللدودتين، يتم في القرية الحدودية "بانمنجوم"، أو عبر الاتصال بـ"الخط الساخن" الذي دشنوه عشيه انتهاء الحرب، فمن تكون هذه المرأة التي وصلت إلى ما لم يصل إليه جدها كيم إيل سونج، أو أبوها كيم جونج إيل، أو شقيقها كيم جونج أون؟ ، وفقا لوكالات الأنباء. ولدت كيم يو جونج عام 1987، وهي إحدى الأبناء الثلاثة للزعيم الراحل كيم جونج إيل، من زوجته الثالثة الراقصة السابقة كو يونج هوي، وتصغر شقيقها كيم بأربع سنوات، ودرست بصحبة شقيقها في سويسرا، وأتقنت من خلال دراستها عدة لغات، أهمها الإنجليزية والفرنسية . بقيت الابنة "كيم"، أسيرة العزلة خلال عهد أبيها كيم إيل، ولم تظهر سوى خلال تشييع جنازة والدها، حيث شوهدت عبر شاشة التليفزيون الرسمي تقف مباشرة وراء شقيقها، وهي تبكي أباها، بوجه شاحب ودموع حارة. وبعد ارتقاء شقيقها لمنصب الزعامة في كوريا الشمالية، حظيت يو جونج بنفوذ كبير داخل البلاد، وأصبح ينظر إليها بأنها الشخص الوحيد القادر على مناقشة الزعيم الكوري الشمالي في قراراته السياسية دون خوف، بل إنها قادت المنابر الإعلامية لإظهار أخيها في صورة الزعيم المحبوب من أبناء شعبه. شكل العامان 2014 و2015، فترة ضبابية بشأن العلاقة بين الشقيقين، حيث قيل إن كيم قد طرد شقيقته من الخدمة لضعف أداء الجانب الدعائي والإعلامي للحزب الحاكم، تبع ذلك اختفاء لكيم، حيث تغيب عن الاحتفالات الرسمية، وتردد أن شقيقته كيم يو مرشحة لتحل محله. ومنذ أن رسمت كيم يو جونج، طريقها لصعود هرم السلطة في بيونج يانج، وهى تلتمس خطى عمتها كيم كيونج هوي، المرأة الحديدية في نظام والدها، حيث كانت جنرالاً بأربع نجوم، وعضوًا بارزًا في الحزب، إلى أن أعدم الزعيم الحالي كيم جونج أون زوجها جانج سونج ثايك بواسطة الكلاب المفترسة، بعد إدانته بالخيانة عام 2013، لتختفي نهائيا عن الساحة السياسية. وشهد العام الماضي تصعيد كيم يو جونج، لعضوية المكتب السياسي في حزب العمال الحاكم في بيونج يانج، حيث احتلت منصب النائب الأول لرئيس اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم في الشمال، وفى حين توصف يوج جونج بالرقة، إلا أن قسمات وجهها الحادة توحي بشيء من الصرامة، حتى أطلق عليها لقب "الرقيقة الصارمة". وحين أعرب الزعيم الكوري الشمالي في مطلع العام الجديد، عن نيته بدء الحوار مع جيرانه في الجنوب، ومشاركة بلاده بدورة الألعاب الأوليمبية الشتوية في سيول، لم يجد سوى شقيقته لتمثل بيونج يانج في هذه الدورة الرياضية، جنبا إلى جنب مع رئيس مجلس الشعب الأعلى، الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية كيم يونج نام. وأظهرت الصور التي نشرتها وكالات الأنباء إلى حضور كيم يو جونج لإحدى المباريات، حيث تواجدت في المقصورة الرئاسية التي ضمت رئيس كوريا مون جيه إن وزوجته، ونائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، وزوجته، حيث صافحت الرئيس الكوري الجنوبي، دون أن تعير اهتماما بنائب ترامب. وكتبت كيم يو جونج، أمنياتها، اليوم، في سجل الزوار بالمكتب الرئاسي في سول، حيث دونت "كيم" بخط يدها: "نتطلع إلى أن تكون بيونج يانج وسول، أكثر قربا في قلوب الأمة الكورية، وأن يأتي مستقبل ازدهار الوحدة مبكرا". بينما كتب رئيس الوفد الأوليمبي الكوري الشمالي رفيع المستوى، ومجلس الشعب الأعلى، كيم يونج نام، في المذكرة: "إن تطلعات الأمة الكورية هي التضامن نحو الوحدة والسعي لتحقيقها بالثقة التامة". وحضرت يونج مأدبة غداء أقامها الرئيس "مون" في القصر الرئاسي.

التعليقات