محمد بن زايد ورئيس وزراء الهند يبحثان علاقات البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية

 بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة تعزيز علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين إلى جانب عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتأتي زيارة رئيس الوزراء الهندي، لترسخ توجه القيادتين نحو توثيق التعاون المشترك في المجالات كافة، ومتابعة هذا التوجه الاستراتيجي عبر آليات فاعلة لضمان تحقيق رؤية القيادتين.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال جلسة المحادثات التي عقدها الجانبان اليوم السبت في أبوظبي، عن سعادته بزيارة رئيس وزراء الهند والوفد المرافق، والتي تأتي في إطار العلاقات التاريخية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند الصديقة.

وعبر سموه عن ثقته، بأن زيارة رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، لدولة الإمارات تمثل دفعة قوية للعلاقات بين البلدين وتضفي المزيد من الحيوية عليها.

وبحث الجانبان خلال المحادثات كذلك مجالات التعاون بين البلدين، وسبل دعمها وتطويرها في مختلف القطاعات، بما يضمن تحقيق تطلعات البلدين، إضافة إلى استعراض التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر حولها.

وأكد سموه، أن العلاقات بين البلدين الصديقين شهدت نقلة نوعية كبيرة في المجالات كافة خلال السنوات الماضية، مدعومة بإرادة سياسية مشتركة من قيادتي البلدين.

وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي تم توقيعها بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند في عام 2017، تمثل منعطفا مهما في مسار العلاقات بين البلدين الصديقين، وأساسا قويا للانطلاق نحو المستقبل، خاصة في ظل الحرص المشترك على تحويل بنودها إلى برامج ومشروعات للتعاون في العديد من المجالات، بما يعود بالخير على الشعبين الإماراتي والهندي، اللذين تجمعهما وشائج قوية من العلاقات الثقافية والإنسانية والتجارية، التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، مشيرا إلى ما يكنه الشعب الإماراتي من مشاعر المودة والصداقة للهند حكومة وشعبا وحضارة عريقة.

ونوه بمساهمات الجالية الهندية في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة، مؤكدا أنها تحظى بكل تقدير واحترام على المستويين الحكومي والشعبي، وتمثل جسرا حضاريا قويا لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وأكد سموه، أن اختيار جمهورية الهند ضيف شرف في القمة العالمية للحكومات 2018 في دبي، إنما يعبر عن عمق العلاقات الإماراتية-الهندية، والتقدير الكبير لما تمثله جمهورية الهند الصديقة من نموذج ناجح ومتميز في العمل الحكومي القائم على التطوير والابتكار، مشددا على أن حضور رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، فعاليات القمة يثري نقاشاتها وحواراتها لما تتميز به التجربة الهندية من عمق وحيوية على المستويات كافة.

وأشار سموه إلى أن ما يزيد من أهمية العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند ويمنحها بعدا حضاريا متميزا، والبلدان يشتركان في الكثير من القيم الحضارية، وفي مقدمتها التعايش والاعتدال والتسامح.

وأكد أن الثقافة والقيم المشتركة تمثل أساسا قويا لتعزيز العلاقات بين الدول وترسيخ أسس السلام والاستقرار والتنمية، ولذلك تعطي دولة الإمارات العربية المتحدة هذا البعد أهمية كبيرة في سياساتها، وتحرص على مد جسور التواصل الحضاري والثقافي مع مختلف شعوب العالم وحضاراته، ومن بينها الحضارة الهندية العريقة.

وأضاف سموه، إن دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الهند هما قوتا استقرار وتنمية وتقدم في المنطقة والعالم، وتلعبان دورا مهما في العمل من أجل السلام ومواجهة التطرف والإرهاب والعنف، مستندتين إلى الإرث الخالد للزعيمين التاريخيين "زايد" و"غاندي"، عبر إستلهام مبادئهما الإنسانية الراسخة في الدعوة إلى التسامح والتعايش والسلام وما أحوج العالم اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إلى إحياء هذا الإرث والاستفادة منه في ظل ما يعانيه من صراعات وحروب و انتشار نزعات التعصب والكراهية والغلو القائمة على اعتبارات مذهبية ودينية وطائفية وعرقية وغيرها.

وأشار سموه إلى أن جمهورية الهند قوة مهمة لها تأثيرها الكبير في مجريات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية، وتقوم بدور فاعل في العمل من أجل حفظ الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي وتعزيز الاستقرار في آسيا والشرق الأوسط، خاصة مع ما يميز سياستها الخارجية من اتزان وما تحظى به من احترام على الساحة الدولية، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تنظر إلى الدور الهندي في المنطقة والعالم بتقدير كبير.

وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تثمينه العميق لدور الهند السياسي والاقتصادي، فهي الصوت المتزن في المحافل الدولية، وتلعب دورا مهما في تعزيز الاستقرار والأمن الدوليين.

وعبر سموه عن تقديره لحيوية الاقتصاد الهندي واعتماده على قاعدة علمية وتعليمية صلبة ما يكرس موقع الهند كأحد أهم الأسواق الإستثمارية في العالم اليوم.

من جانبه، أشاد دولة رئيس وزراء الهند بسياسة التسامح والتعايش التي تنتهجها دولة الإمارات تجاه مختلف الجنسيات التي تعيش على أرضها، وذلك في مجتمع تسوده علاقات تعاون واحترام.

وأكد حرص بلاده على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي مع دولة الإمارات، بما يضمن مصالح البلدين والشعبين الصديقين على مختلف الصعد.

وأكد الجانبان في ختام مباحثاتهما، رغبتهما المشتركة في تعزيز العلاقات الاستراتيجية، وتكثيف تعاون وتنسيق البلدين في المجالات كافة، بما يعزز الشراكات الثنائية التي تخدم عملية التنمية والتقدم والازدهار لمصلحة الشعبين الصديقين.

وشددا على أهمية مضاعفة المجتمع الدولي جهوده، لتحقيق السلام والأمان والتعايش المشترك لدول وشعوب المنطقة، ونددا بالتطرف والعنف والإرهاب بأشكاله وصوره كافة.

حضر اللقاء  سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة العين، وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

التعليقات