إضراب لعمال في ألمانيا للمطالبة بخفض ساعات العمل

أعطت نقابة الصناعات المعدنية "آي جي ميتال" النافذة في ألمانيا اليوم الإثنين اشارة التوقف عن العمل في عشرات الاماكن في البلاد تأييدا لمطالب أبرزها خفض ساعات العمل إلى 28 ساعة في الأسبوع.

وكان التوقف عن العمل لا يزال ساريا في مختلف أنحاء البلاد البلاد لا سيما في قطاع السيارات ما يثير مخاوف من مواجهة اجتماعية هي الأسوأ في البلاد في السنوات الأخيرة، وفقا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وذكرت المسؤولة النقابية كلاوديا كونيغ التي انضمت الى متظاهرين في برلين "نناضل من اجل مرونة في جدول العمل للمرة الأولى منذ نضالنا من أجل أسبوع عمل من 35 ساعة".

وستطاول الاضرابات المقررة بشكل تصاعدي شركات تم اختيارها بعناية بغرب البلاد في مقاطعة رينانيا وشمال وستفاليا حيث أعلن عن توقف 700 الف شخص عن العمل، وبجنوبها في باده فورتمبورغ وبشرقها في براندنبورغ وساكسونيا وبرلين.

وتعتزم النقابة تشديد ضغوطها اعتبارا من الثلاثاء مع الدعوة الى وقف العمل في 143 مؤسسة، على ان تستمر الحركة اسبوعا على الاقل بعد اضرابات تحذيرية محدودة الاسبوع الماضي خصوصا لدى بورشه.

منذ اكتوبر والنقابة تطالب بزيادة بنسبة 6% في اجور عاملي القطاع البالغ عددهم 3,9 ملايين نسمة، بينما يقترح اتحاد أرباب العمل 2% لكن غالبا ما يتوصل الجانبان الى تسوية.

- 28 ساعة عمل اسبوعيا -

لكن الخلاف يدور هذه المرة حول مطلب غير مسبوق لنقابة "آي جي ميتال" ويقوم على الانتقال الى العمل من 35 الى 28 ساعة أسبوعيا للراغبين في ذلك، مع تعويض جزئي على النقص في الارباح لارباب العمل.

ويفترض ان تظل هذه الصيغة صالحة لمدة عامين كحد أقصى وان يضمن صاحب العمل العودة الى دوام كامل بعدها.

وقال مسؤول محلي في برلين لنقابة "آي جي ميتال" اوليفييه هوبل خلال تجمع في برلين "العمال ليس فقط مجرد عمال فهم لديهم حياة خاصة واطفال ومسنين ويجب أخذ كل ذلك في الاعتبار".

الا ان اتحاد ارباب العمل في القطاع يعتبرها غير مقبولة وغير عملية اذ يقدر بان ثلثي الموظفين تقريبا سيكونون مؤهلين للاستفادة من الترتيب الجديد ويخشى ان يؤدي ذلك الى صداع اداري وشغور في الوظائف.

كما يشدد اتحاد أرباب العمل على مخاطر بحصول التمييز في حال تطبيق هذه الترتيب بحق الموظفين بدوام جزئي لجهة تخفيض اجورهم بشكل أكبر.

- ازدهار اقتصادي-

تعثرت المفاوضات حول هذه المسالة خلال الخريف واذا تأكد هذا التأزم فان المرحلة التالية ستكون اضرابا فعليا وهو حدث نادر في هذا البلد.

وحذر المسؤول من نقابة "آي جي ميتال" رومان زياتزلسبورغر في نهاية الاسبوع الماضي انه ودون تقدم من قبل أرباب العمل، "فسيكون من الصعب جدا خوض هذه المفاوضات حول الاجور بشكل ناجح مع الاكتفاء باضرابات تحذيرية".

وغالبا ما يرافق المفاوضات حول الاجور توقف عن العمل لكن نقابة "آي جي ميتال" لم تنظم اضرابا وطنيا مفتوحا منذ العام 2003.

من جهتها، تهدد نقابة "سيجاميتال" برفع القضية امام القضاء. وقد شهدت البلاد ارتفاعا في حدة اللهجة بينما المفاوضات الاجتماعية غالبا ما تمت في السنوات الاخيرة في اجواء من الهدوء على خلفية متانة الاقتصاد.

تنطلق الجولة المقبلة من المفاوضات الخميس على خلفية قلق ارباب العمل من حصول مواجهة غير محددة في قطاعات صناعية مزدهرة واساسية لالمانيا على غير السيارات والالات الصناعية.

تأتي نقابة "آي جي ميتال" الى طاولة المفاوضات في موقع قوة على خلفية توقعات ايجابية للاداء الاقتصادي فكل اسس الاقتصاد الالماني (الوظائف والصادرات والتضخم) ايجابية.

وبعد ان طالبت هذه النقابة طيلة عقود باعادة توزيع مكتسبات النمو، لديها اليوم مطلب جديد على صعيد النقابات العالمية، فهي الاكبر في اوروبا مع نحو 2,3 مليون عضو. وتدافع عن موظفي مختلف الفئات في قطاع الصناعة (سيمنز وثيسنكروب) والصناعات المعدنية والسيارات (فولكسفاغن وديملر وبورشه) والكهرباء وحتى النسيج.

التعليقات