كان تأسيسها نقطة تحول في العمل العربي المشترك.. "أوابك" تحتفل بالیوبیل الذھبي لإنشائھا

تحتفل منظمة الأقطار العربیة المصدرة للبترول (أوابك) الیوم السبت بالیوبیل الذھبي لإنشائھا وذلك تحت رعاية الشیخ جابر المبارك الحمد الصباح رئیس مجلس الوزراء الكويتي. وأسست (أوابك) في التاسع من يناير عام 1968 بموجب الاتفاقیة التي أبرمت حینھا في بیروت بین المملكة العربیة السعودية ودولة الكويت ولیبیا (المملكة اللیبیة) لإنشاء منظمة عربیة إقلیمیة متخصصة ذات طابع دولي واختیرت الكويت مقرا رئیسیا لھا، بحسب وكالة أنباء الكويت كونا. وبادرت الدول الثلاث إلى إنشاء (أوابك) مع بروز الصناعة البترولیة عاملا اقتصاديا رئیسیا مشتركا بین معظم الدول العربیة بغیة إرساء أسس التعاون فیما بینھا ودعمھا في المجالات الاقتصادية وتختص بشؤون النفط لأھمیة وزنه في الدخل الوطني لكل دولة ولتأثیره على مختلف قراراتھا محلیا وقومیا ودولیا. وتنص اتفاقیة إنشاء (أوابك) على تعاون الأعضاء في مختلف أوجه النشاط الاقتصادي في صناعة البترول وتحقیق أوثق العلاقات فیما بینھا في ھذا المجال وتقرير الوسائل والسبل للمحافظة على مصالح أعضائھا المشروعة في ھذه الصناعة منفردين ومجتمعین. كما تنص على توحید الجھود لتأمین وصول البترول إلى أسواق استھلاكه بشروط عادلة ومعقولة وتوفیر الظروف الملائمة لرأس المال والخبرة المستثمرين في صناعة البترول في الدول الأعضاء. ومع مرور الوقت بدأت الدول العربیة الانضمام للمنظمة إذ انضمت إلى عضويتھا عام 1970 كل من الجزائر ودولة قطر ودولة الإمارات العربیة المتحدة ومملكة البحرين ومن ثم سوريا والعراق عام 1972 ومصر عام 1973 وتونس عام 1982 (توقف نشاطھا منذ عام 1987) لیصبح عدد الدول الأعضاء 11 دولة عربیة.

ويعتبر إنشاء (أوابك) نقطة تحول جوھرية في مسیرة العمل العربي المشترك وذلك من خلال تركیز المنظمة على التعاون بین الدول الأعضاء بقصد تحقیق المصالح والمنافع الاقتصادية المشتركة وتم ذلك عن طريق تأسیس مجموعة من الشركات المنبثقة عن الدول الأعضاء في المنظمة. وتتمثل ھذه الشركات في الشركة العربیة البحرية لنقل البترول التي أسست عام 1972 ومقرھا في مدينة الكويت والشركة العربیة لبناء وإصلاح السفن (أسري) الذي أسست عام 1973 ومقرھا في مدينة المنامة بالبحرين والشركة العربیة للاستثمارات البترولیة التي أسست عام 1974 ومقرھا مدينة الخبر بالسعودية والشركة العربیة للخدمات البترولیة التي أسست عام 1975 ومقرھا في مدينة طرابلس بلیبیا. كما أسست المنظمة معھد النفط العربي للتدريب عام 1978 ومقره مدينة بغداد في العراق وأسندت له مھمة تولي إعداد المدربین والكوادر الإدارية والفنیة والقیادات في مختلف مجالات الصناعة النفطیة والقیام بالبحوث والدراسات المتعلقة بالأسالیب الحديثة في التنظیم الصناعي ومنھجیة وأسالیب التعلیم والتدريب. وعلى مدى العقود الخمسة الماضیة ساھمت الشركات العربیة المنبثقة عن المنظمة بصورة فاعلة في تعزيز مسیرة الصناعة البترولیة العربیة وذلك من خلال ما نفذته من مشاريع بترولیة مشتركة أو منفردة في تمويل مشاريع بترولیة في العديد من الدول العربیة الأعضاء وغیر الأعضاء على حد سواء. ولم يقتصر دور (أوابك) على التعاون بین الدول الأعضاء فقط بل حرص مجلس وزراء المنظمة على استمرارية التعاون مع الدول العربیة غیر الأعضاء في المنظمة. وتحرص (أوابك) على إقامة علاقات تعاون طیبة مع مختلف المنظمات العربیة المختلفة مثل جامعة الدول العربیة والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي وصندوق النقد العربي ومجلس التعاون لدول الخلیج العربیة ومنظمة الخلیج للاستشارات الصناعیة وذلك في إطار العمل العربي المشترك. وتعمل المنظمة أيضا على متابعة كل التطورات الجارية في الصناعة البترولیة العالمیة وتقوم برصد انعكاساتھا على اقتصادات الدول الأعضاء من خلال ما تقوم به من دراسات فنیة واقتصادية في ھذا الشأن إذ تتولى إعداد دراسات فنیة واقتصادية حول الصناعة البترولیة والغاز والطاقة بمعدل 10 دراسات سنويا. وتتمتع (أوابك) بعلاقات دولیة متمیزة إذ تعمل على دعم وتنمیة علاقاتھا واتصالاتھا مع العالم الخارجي بغیة طرح المفھوم العربي حول قضايا الطاقة والتنمیة واستكشاف آفاق التعاون بین الأقطار الأعضاء في المنظمة والبلدان المستھلكة للنفط وكذلك البلدان النامیة والاطلاع على التطورات العلمیة والتقنیة التي تتحقق في میدان الطاقة وإمكانیة الاستفادة منھا. ويشغل الكويتي عباس النقي حالیا منصب الأمین العام لمنظمة (أوابك) منذ الأول من مارس عام 2008 ومن المناصب الرئیسیة التي كان يشغلھا قبل أن ينضم إلى منظمة (أوابك) وكیل وزارة النفط في دولة الكويت ووكیل وزارة النفط المساعد للشؤون الاقتصادية. وكان النقي ممثلا دولة الكويت في المكتب التنفیذي ل(أوابك) كما شغل منصب رئیس اللجنة الوطنیة الكويتیة لمتابعة اتفاقیة الأمم المتحدة الإطارية لتغیر المناخ ونائب الرئیس عن قارة آسیا في مؤتمر الأطراف في اتفاقیة الأمم المتحدة الإطارية لتغیر المناخ. 

التعليقات